وسط ظروف إقليمية وُصفت بـ«الصعبة»، تتوجه الأنظار حالياً نحو العراق الذي سيستضيف في 17 مايو الحالي، فعاليات الدورة الـ34 لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بصفتها «فرصة» للتنسيق والتشاور وتوحيد المواقف في مواجهة أزمات وملفات «شائكة» فرضت نفسها على مائدة حوار القادة العرب.
وتعكف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتنسيق مع بغداد، على الإعداد للقمة. ونهاية الأسبوع الماضي زار وفد من الأمانة العامة العاصمة العراقية لمتابعة التحضيرات النهائية الخاصة بالقمة.
وقال مصدر دبلوماسي عراقي لـ«الشرق الأوسط» إن «بلاده حريصة على إنجاح القمة، وتوفير كل السبل لضمان مناقشات مثمرة تُسهم في حلحلة أزمات المنطقة»، مضيفاً أن «العراق ينظر إلى القمة بصفتها تأكيداً على استعادة بغداد دورها في المحيط العربي».
وبينما اتفق خبراء، تحدّثت إليهم «الشرق الأوسط»، على أن «قمة بغداد» تُعقد في ظروف «بالغة الصعوبة»، أكدوا أنها «فرصة سانحة لتوحيد المواقف العربية ومواجهة الأزمات».
وتفرض القضية الفلسطينية نفسها على جدول أعمال «قمة بغداد»، بصفتها قضية العرب المركزية، وذلك إلى جانب ملفات أخرى في لبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن. وسبق أن أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، مراراً، «صعوبة الظروف» التي تمر بها المنطقة. وقال في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، الشهر الماضي، إن «بعض الدول تعاني من أوضاع هي الأقسى في تاريخها الحديث والمعاصر»، مضيفاً: «هناك دول مهددة في وجودها ذاته... ودول تنهش في جسدها أمراض الفتنة والاحتراب الداخلي».
وتُعد «قمة بغداد» هي القمة العربية الثانية العادية التي تُعقد في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وذلك بعد «قمة البحرين» في مايو الماضي. ومنذ بدء حرب غزة في7 أكتوبر 2023، عُقدت قمة عربية - إسلامية طارئة بالرياض في نوفمبر من العام نفسه، أعقبتها قمة متابعة في الرياض أيضاً في نوفمبر 2024، ثم قمة طارئة بشأن فلسطين عُقدت في القاهرة خلال مارس الماضي.
الكاتب الصحافي والمحلل السياسي الأردني، الدكتور عبد الحكيم القرالة، أكد أن «القمة تأتي في ظل ظروف إقليمية وعربية بالغة التعقيد، وعلى رأسها الوضع في غزة والضفة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، ناهيك بالوضع في لبنان والسودان وليبيا وسوريا».
وقال إن «هناك الكثير من الملفات الشائكة والصعبة على طاولة الزعماء العرب تتطلّب تنسيقاً عالياً وتجاوزاً للخلافات والتباينات بين الدول الأعضاء لمأسسة جهد عربي مشترك والاشتباك مع الأطراف الفاعلة لمواجهة التحديات والملفات الشائكة».