اكد امين سر الجمعية التاريخية الكويتية الدكتور عبدالله الهاجري حرص دولة الكويت على دعم التعليم في دول الخليج العربي والعديد من الدول العربية واسبقيتها في تقديم المساعدات التعليمية منذ عهد الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح.
وقال الدكتور الهاجري في محاضرة بعنوان (دور دولة الكويت في دعم التعليم بمنطقة الخليج العربي –الامارات نموذجا) اقامها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بمتحف الكويت الوطني ان زيارة الشيخ عبدالله السالم الى الشارقة عام 1952 كانت بداية مساهمة الكويت في النهضة التعليمية الحقيقية في الامارات اذ وافقت الكويت على ارسال بعثات تعليمية اليها بداية من الشارقة في عام 1953.
واضاف ان الكويت أرسلت لوازم القرطاسية والكتب الدراسية ووسائل الإيضاح قبل وصول البعثات إلى الامارات حتى تضمن انتظام الدراسة واستقرارها علاوة على تقديم الزي المدرسي ووجبات التغذية اليومية أسوة بمدارسها.
واشار الى ان البعثة التعليمية الكويتية وصلت لامارة دبي عام 1956 وأشرفت على الأوضاع التعليمية اشرافا كاملا اذ تم انشاء مكتب يتبع وزارة الخارجية الكويتية في عام 1963 عرف بمكتب إدارة الخليج وأعطي كامل الصلاحيات لخدمة العملية التعليمية.
وبين الهاجري انه على الرغم من تشابه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في دول الخليج العربي انذاك فانه بدا واضحا وجود اختلاف كبير في السياسات التربوية والتعليمية في تلك الدول موضحا ان المجتمعين الاماراتي والكويتي ظلا يعيشان في الأساس على التجارة البحرية التقليدية ولم تسفر التحولات الكثيرة في المنطقة عن تغير جذري في العلاقات الاجتماعية بين السكان.
وذكر ان التعليم في ذلك الوقت ظل تقليديا مفتقدا للنظم والمناهج المحددة أو المعتمدة نتيجة لضيق القاعدة الاقتصادية والافتقار الى قطاع الخدمات وعدم وجود أي سياسة تنموية حقيقية مما فرض عدم القدرة على مواكبة التطور العالمي في الحقل التعليمي المؤسسي.
واوضح انه في بدايات القرن العشرين اقتصر التعليم على فئات محدودة من أبناء الامارات والتي لم تتمكن حتى هذه الفترة من الوصول الى مرحلة تؤهلها لتكون كبقية دول الجوار التي بدأ التعليم فيها يأخذ منحى أكثر تنظيما ومنهجية فضلا عن اعتماد التعليم بصورة كبيرة على التجارة والتجار الذين أسهموا في تمويله.
وذكر ان الاهتمام بتعليم الذكور اعطي الاولوية على تعليم الاناث بشكل يعكس واقع المتطلبات الأساسية والظروف المجتمعية والاقتصادية التي كانت تمر بها الامارات انذاك مشيرا الى ان معارضة البريطانيين حينها لأي نشاط يهتم بالتنمية الاقتصادية في الامارات كان أحد أهم الأسباب التي عطلت وجود تطور حقيقي يسهم في رفع الكفاءة التعليمية