لقد أمرنا الله بالتسابق إلى فعل الخيرات ومتابعة الحسنات وما يعود نفعه على الأمة الإسلامية ويكفل لهم أداء واجباتهم بكل يسر وطمأنينة، ولذلك كان على رأس الأعمال الخيرية بناء المساجد لإقامة الصلاة، التي هي من أهم العبادات المفروضة علينا من الله بعد توحيده، فهي الصلة بين العبد وربه، ولذلك جاء في الصحيحين «من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة».
وكان أول عمل قام به الرسول لدى وصوله إلى المدينة في هجرته الشريفة أن قام ببناء مسجده الشريف. وانطلاقا من هذه السنة النبوية وتحقيقا لمقاصدها فقد تسابق المسلمون جيلا بعد جيل وعصرا تلو عصر على بناء المساجد.
نستعرض في هذا الملف الرمضاني عددا من مساجد الكويت ونلقي الضوء على عمارتها وأماكنها ومن قام على رعايتها ونستذكر أعمال التطوع والخير ومن اسهموا في بنائها  وتشييدها. نصطحبكم معنا لمتابعة الحلقات تواليا..
 
 

مسجــد الشــايـع في «الزهراء» 

 
أنشأ مسجد الشايع عام 1430 هجرية الموافق 2009 ميلادية بمنطقة الزهراء على نفقة أبناء المرحوم عبدالله دخيل الشايع ويقع المسجد في وسط ضاحية الزهراء وله ثلاثة أبواب رئيسية   من جهة الجنوب  مصنوعان من خشب الساج الأنيق ، ويدخل منهما الداخل إلى صحن المسجد الذي يؤدي به المصلون الصلوات الخمس  ، وبالجهة الغربية من الصحن يوجد رواق يقوم على أعمدة من الخرسانة المسلحة ، وبالرواق اربع  أبواب تؤدي إلى الخلوة التي تتسع لمئات المصلين ويحتوي على مئذنتين بنيا على التراز الاسلامي   وبني المسجد على التراث الاسلامي حيث استخدم في بنائه الطوب الحجري الابيض والرخام المزخرف ويحتوي على مسجد للرجال ومصلى للسيدات ولكل منهما مكان للوضوء خاص به كما يحتوي المسجد على قبلة ومنبر ثلاثي يتوسطه القبلة المزخرفة بالرخام وتعلوها الواجهة الرخامية الكبيرة التي نقش عليها آيات من كتاب الله كما صمم ثقف المسجد على شكل بيوت من النور يحتوي كل بيت على ثريا من الكريستال الطبيعي كما يحتوي المسجد على مكتبتين تحتويان على الكتب والمراجع الدينية وكتب التفاسير وكذلك المصاحف بأحجام مختلفة ويقام في المسجد صلاة الجمعة والصلوات الخمس وكذلك صلاة
كما يحتوي المسجد على سكن للمؤذن والعامل وكذلك مصلي للسيدات وتقام في المسجد صلاة الجمعة
عبدا لله دخيل الشايع ما ان بلغ رحمه الله سن التعليم حتى كان قد تم انشاء المدرسة المباركية في الكويت عام 1911، تلك المدرسة التي تعد باكورة المدارس في أوائل القرن الماضي، والتي التحق بها عدد كبير من رجالات الكويت وقادتها، فالتحق بالمدرسة المباركية مع الرعيل الأول الذين تفتحت عيونهم على العلم والمعرفة بين جدران هذه المدرسة المباركة. وكان رحمه الله من الدفعة
الأولى التي كانت تدرس فيها. وبعد ان أتم دراسته خـاض غمار العمل، فكانت الهند هي وجهته التجارية الأولى، وعمل هناك بهمة ونـشـاط، وحــرص أشد الحرص على تعلم اللغة الأورديـة فأتقنها وأجادها
.كـــان المحــســن عبدا لله دخيل الشايع رحمه الله رجـلا عصاميا حيث عمل بالتجارة، وقد زاول الكثير مــن الأعــمــال الـتـجـاريـة وكان أهمها تجارة العقار والأقــمــشــة والأصـــبـــاغ ومواد البناء والصيدليات والفندقة والعطور وحقق فيها نجـاحـا، وقــد وفقه الــلــه لأن يــــوازن بينها وبــين واجـبـاتـه الدينية