حينما نتطرق إلى قصص القرآن الكريم نستذكر الحوادث الواقعة وأحوال الأمم الماضية والنبوات السابقة كما أخبرنا بها الله في كتابه العزيز، فقد اشتمل القرآن على كثير من وقائع الماضي وذكر البلاد والديار وتتبع آثار كل قوم وحكى صورة ناطقة لما كان يدور في هذه العصور، والمغزى من ذلك قوة التأثير في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق، فهناك قصص عرضت بالكامل في سورة واحدة وأخرى عرض جزء منها في سورة والآخر في سورة أخرى.
 فقد بين الله لنا أصول الدين المشتركة بين جميع الأنبياء. فهذه القصص ليست مفتراة بدليل وجود أمثالها بين الناس، ففيها الحكم والعبر ونستفيد منها الكثير.
وبعد ما ذكرناه، نترككم كي تعايشوا هذا الجو القصصي في حلقات رمضانية متتالية، سيتم نشرها تباعا لكي نستفيد من مغزاها والدروس المستفادة منها، وتكون خير معين لنا في فهم ديننا وإيصاله للناس بالصورة الصحيحة وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى إنه نعم المولى ونعم النصير.

- اكتشاف اسم هامان في الكتابات المصرية القديمة هدم مزاعم باطلة ضد القرآن
- كان وزيرًا لفرعون يستشيره في أمور البلاد وينفّذ أوامره ويطيعه طاعةً عمياء
- اشترك هامان بلا شك في جرائم فرعون العديدة تجاه شعبه وبني إسرائيل

هامان هو شخصية وردت في النصوص القرآنية. كان وزير فرعون زمن نبي الله موسى والمقرب الأول من حاشيته. وذكره القرآن الكريم صراحة في آيات تذكر أن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين أما ما ذكر في الآية 38 من سورة القصص فاستدل بها على أنه رئيس عمال المقالع كذلك. ولا نجد في عصر أي فرعون وزيرا بهذا الاسم إلا فرعون موسى أي أنها لو كانت مهنة لتكرر الاسم مراراً في عصور فراعنة آخرين كاسم فرعون ولكنه اقتصر على هذه الفترة التاريخية مما يدل على أنه اسم لا مهنة. هامان قد لاقى نفس مصير فرعون و جنوده، فهو الأخر قد مات غرقاً في البحر الأحمر.
اشتمل التّاريخ الإنساني على قصصٍ وسيرٍ كثيرة لعددٍ من القادة والزّعماء الذين حكموا البلاد وساسوا العباد في أماكن وأقطار مختلفة عبر العالم، وقد كان من هؤلاء القادة من تمتّعوا بالأخلاق الحسنة والصّفات الكريمة على الرّغم من سلطانهم العظيم وملكهم الكبير ومثال عليهم ذو القرنين، ومن هؤلاء القادة من كان سيءّ الطّباع، خبيث العقيدة، ضالّ الفكر، متجبّرًا متكبّرًا ومثال على هذا الصّنف فرعون الذي حكم مصر في الأزمان القديمة، فقد وصل به التّجبّر إلى إدعائه الألوهيّة من دون الله تعالى وهذه قمّة التّجبر والطّغيان والشّرك، وقد عاونه في ذلك حاشية سوّلت له أعماله وزيّنتها في نفسه، كما أطاعته في كلّ شيءٍ، ومن تلك الحاشية كان هامان وزير فرعون، فمن هو هامان؟ وما هي سيرته في القرآن الكريم؟ ذكر هامان في القرآن الكريم ورد ذكر هامان في القرآن الكريم كواحدٍ من أهمّ حاشية فرعون؛ حيث كان وزيرًا لفرعون يستشيره في أمور البلاد والعباد وينفّذ أوامره ويطيعه طاعةً عمياء، وقد اشترك هامان بلا شك في جرائم فرعون العديدة اتجاه شعبه واتجاه بني إسرائيل المستضعفين في الأرض حينما كان يقتّل أبناءهم ويستحيي نساءهم. عندما بعث الله سبحانه وتعالى نبيّه موسى عليه السّلام ووصلت فرعون أخبار الرّسالة والدّعوة إلى التّوحيد، ساء فرعون ما سمعه من دعوة موسى عليه السّلام النّاس إلى عبادة الله تعالى وعدم الإشراك به، فهو يدّعي الألوهيّة ولا يرى للمصريّين آلهةً غيره، لذلك نادى فرعون في طلب هامان وأمره أن يبني له الصّروح العالية من الطّين والآجر وأن يوقد عليها في النّار. سعى فرعون من بناء تلك الصّروح أن يصعد إليها حتّى يطّلع إلى إله موسى بزعمه وضلاله، فهو يعتقد أنّ موسى عليه السّلام يكذب في دعوته، فشرع هامان بعد ذلك بتنفيذ أوامر فرعون وبناء الصّروح له واشترك معه في كلّ الجرائم لذلك ذكر الله تعالى اسمه مع فرعون، وقد كان هامان ممّن هلك في اليمّ مع الهالكين. هامان في السجلّات القديمة درس عالم الآثار الفرنسي موريس بوكاي المخطوطات الهيلوغروفيّة القديمة للبحث عن اسم هامان فيها، وبعد البحث والتحرّي وسؤال المتخصّصين راجع بوكاي كتابًا يشتمل على أسماء الشّخصيات في المملكة القديمة في مصر، وقد ورد في تلك السّجلات اسم هامان بالفعل، ومعناه يشير إلى رئيس عمال المقالع، وهذه المهنة تقارب ما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم حينما أمر فرعون هامان ببناء الصّرح وبالتّالي يكون مسؤولاً بالفعل عن البناء في عهد فرعون.
ورد ذكر اسم هامان في القرأن صراحة ستة مرات:
قال تعالى : وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (سورة العنكبوت، الآية 39).
وقال تعالى : إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (سورة القصص، الآيات 4-8).
وقال تعالى : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ] (سورة القصص، الآية 38).
وقال تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (سورة غافر، الآيتين 23-24).
وقال تعالى : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (سورة غافر، الآيتين 36-37).
وفي آية القصص يخاطب فرعون وجهاء قومه، أنه لا يعرف معبوداً لهم غيره، فينادي هامان طالباً منه أن يبني له من الطين المحروق وهو القرميد بناءً شاهقاً، لعله يرى إله موسى. وتشير هذه الآية إلى معجزات عديدة منها:
تأليه فرعون نفسه: في قوله مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي والأبحاث الأثرية التي قامت حول الحضارة المصرية القديمة تؤكد أن الفراعنة منذ الأسرة الرابعة كانوا يصرحون ببنوتهم للإله رع الذي يمثل إله الشمس والذي كان يعبدها قدماء المصريين، بل إن اسم رع دخل في ألقاب الفراعنة، مثل (رع نب) أي الرب الذهبي ولعل أوضح دليل على تأليه الفراعنة لأنفسهم كما يقول بريستد عالم الآثار، والتي حفظتها نصوص الأهرام هي أنشودة للشمس تردد فيها هوية الملك بإله الشمس، إن هذه الأنشودة تخاطب مصر، في تعداد طويل ورائع للمنافع التي تستمتع بها، تحت حماية وسيادة إله الشمس، فعلى ذلك يمُنح فرعون مصر المنافع نفسها، ولهذا يجب أن يتسلم نفس الهبات من مصر، ولذا الأنشودة بأكملها تعاد بوضع اسم فرعون أينما يجيء اسم رع أو حورس في الأنشودة الأصلية.
استعمال الفراعنة الآجرّ في بناء الصروح: فقد طلب فرعون من هامان أن يبني له من الطين المحروق الأجر صرحاً، وهذا يعتبر من الإعجاز التاريخي للقرآن الكريم فقد ظل الاعتقاد السائد عند المؤرخين أن الآجر لم يظهر في مصر القديمة قبل العصر الروماني، والذي يرى في ذلك إشكالاً في أن الآيات السابقة التي تبين طلب فرعون من هامان أن يبني له صرحاً من الآجر أو الطين المحروق وظل هذا هو رأي المؤرخين إلى أن عثر عالم الآثار بتري على كمية من الآجر المحروق بنيت به قبور وأقيمت به بعضاً من أسس المنشآت، ترجع إلى عصور الفراعنة رمسيس الثاني ومرنبتاح وسيتي الثاني من الأسرة التاسعة عشر (1308 - 1184 ق.م) وكان عثوره عليها في موقع أثري غير بعيد من بي رعمسيس أو قنطير عاصمة فراعنة شرق الدلتا.
الإشارة إلى أحد أعوان فرعون باسمه هامان: ذكر موريس بوكاي ما نصه : “ يذكر القرآن الكريم شخصاً باسم هامان هو من حاشية فرعون، وقد طلب إليه هذا الأخير أن يبني صرحاً عالياً يسمح له، كما يقول ساخراً من موسى، أن يبلغ رب عقيدته. وأردت أن أعرف إن كان هذا الاسم يتصل باسم هيروغليفي من المحتمل أنه محفوظ في وثيقة من وثائق العصر الفرعوني، ولم أكن لأرضى بإجابة عن ذلك إلا إذا كان مصدرها رجلاً حجة فيما يخص اللغة الهيروغليفية وهو يعرف اللغة العربية الفصحى بشكل جيد، فطرحت السؤال على عالم المصريات وهو فرنسي يتوافر فيه الشرطان المذكوران تماماً. لقد كتبت أمامه اسم العلم العربي (أي هامان) ولكنني أحجمت عن إخبار مخاطبي بحقيقة النص المعني واكتفيت بإخباره أن هذا النص يعود تاريخه بشكل لا يقبل النقض إلى القرن السابع الميلادي. كان جوابه الأول أن هذا الأصل مستحيل، لأنه لا يمكن وجود نص يحتوي على اسم علم من اللغة الهيروغليفية وله جرس هيروغليفي ويعود إلى القرن السابع الميلادي وهو غير معروف لحد الآن والسبب أن اللغة الهيروغليفية نسيت منذ زمن بعيد جداً. بيد أنه نصحني بمراجعة كتاب “معجم أسماء الأشخاص في المملكة الجديدة” للمؤلف هرمان رانك والبحث فيه إن كان هذا الاسم الذي يمثل عندي الهيروغليفية موجوداً فيه حقاً. لقد كان يُفترض ذلك، وعند البحث وجدته مسطوراً في هذا المعجم تماماً كما توقعته، ويا للمفاجأة!! ها أنا فضلاً عن ذلك أجد أن مهنته كما عُبر عنها باللغة الألمانية (رئيس عمال المقالع) ولكن دون إشارة إلى تاريخ الكتابة إلا أنها تعود إلى الإمبراطورية التي يقع فيه زمن موسى، وتشير المهنة المذكورة في الكتابة إلى أن المذكور كان مهتماً بالبناء مما يدعو إلى التفكير بالمقاربة التي يمكن إجراؤها بين الأمر الذي أصدره “فرعون” في القرآن وبين هذا التحديد في الكتابة.
 قالت اليهود :
أطبق الباحثون عن تواريخ بني إسرائيل وفرعون : أن هامان ما كان موجودا البتة في زمان موسى وفرعون ، وإنما جاء بعدهما بزمان مديد ، ودهر داهر . فالقول بأن هامان كان موجودا في زمان فرعون خطأ في التاريخ ؟
وليس لقائل أن يقول إن وجود شخص يسمى بهامان بعد زمان فرعون لا يمنع من وجود شخص آخر يسمى بهذا الاسم في زمانه ، قالوا : لأن هذا الشخص المسمى بهامان الذي كان موجودا في زمان فرعون ما كان شخصا خسيسا في حضرة فرعون ، بل كان كالوزير له ، ومثل هذا الشخص لا يكون مجهول الوصف والحلية ، فلو كان موجودا لعرف حاله ، وحيث أطبق الباحثون عن أحوال فرعون وموسى أن الشخص المسمى بهامان ما كان موجودا في زمان فرعون ، وإنما جاء بعده بأدوار ؛ علم أن غلطا وقع في التواريخ ؟
قالوا : ونظير هذا أنا نعرف في دين الإسلام أن أبا حنيفة إنما جاء بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، فلو أن قائلا ادعى أن أبا حنيفة كان موجودا في زمان محمد عليه السلام ، وزعم أنه شخص آخر سوى الأول ، وهو أيضا يسمى بأبي حنيفة ، فإن أصحاب التواريخ يقطعون بخطئه فكذا هاهنا ؟
والجواب : 
أن تواريخ موسى وفرعون قد طال العهد بها ، واضطربت الأحوال والأدوار ، فلم يبق على كلام أهل التواريخ اعتماد في هذا الباب ، فكان الأخذ بقول الله أولى ، بخلاف حال رسولنا مع أبي حنيفة ، فإن هذه التواريخ قريبة غير مضطربة ، بل هي مضبوطة . فظهر الفرق بين البابين “ انتهى من “ مفاتيح الغيب “ (27/516) .
ورغم ذلك كله ، نؤكد لك أن الاكتشافات التاريخية تؤكد وجود شخصية “ هامان “ في حياة فرعون ، وكونه من كبار أعوانه ووزرائه ، وقد أكد هذه الاكتشافات مجموعة من الباحثين المختصين .
يقول البروفيسور موريس بوكاي:
“ لقد جاء ذكر هامان في القرآن كرئيس المعماريين والبنّائين . ولكن الكتاب المقدس لا يذكر أي شيء عن هامان في عهد فرعون . 
وقد قمتُ بكتابة كلمة “ هامان “ باللغة الهيروغلوفية ( لغة مصر القديمة ) وعرضتها على أحد المختصّين في تاريخ مصر القديمة ، ولكي لا أدعه تحت أي تأثير لم أذكر له أنها وردت في القرآن ، بل قلت له إنها وردت في وثيقة عربية قديمة يرجع تاريخها إلى القرن السابع الميلادي . فقال لي المختصّ : يستحيل أن ترِد هذه الكلمة في أي وثيقة عربية في القرن السابع ؛ لأن رموز الكتابة باللغة الهيروغلوفية لم تكن قد حلّت آنذاك . 
ولكي أتحقق من هذا الأمر فقد أوصاني بمراجعة “ قاموس أسماء الأشخاص في الإمبراطورية الجديدة “ لمؤلفه “ أللامند رانك “. 
نظرتُ إلى القاموس فوجدت أن هذا الاسم موجود هناك ، ومكتوب باللغة الهيروغلوفية وباللغة الألمانية كذلك . كما كانت هناك ترجمة لمعنى هذا الاسم وهو “ رئيس عمّال مقالع الحجر “. وكان هذا الاسم ، أو اللقب ، يطلق آنذاك على الرئيس الذي يتولى إدارة المشاريع الإنشائية الكبيرة .
استنسخت تلك الصفحة من ذلك القاموس وذهبت إلى المختص الذي أوصاني بقراءته ، ثم فتحتُ ترجمة القرآن بالألمانية ، وأريته اسم هامان فيه ، فاندهش ، ولم يستطع أن يقول شيئا .
لو جاء ذكر اسم هامان فرعون في أي كتاب قبل القرآن ، أو لو جاء ذكره في الكتاب المقدس لكان المعترضون على حق ، ولكن لم يرد هذا الاسم حتى نزول القرآن في أي نصّ ، بل ورد فقط على الأحجار الأثرية لمصر القديمة ، وبالخط الهيروغليفي . 
إن ورود هذا الاسم في القرآن بهذا الشكل المذهل لا يمكن تفسيره إلا بأنه معجزة ، وليس ثمة أي تعليل آخر . أجل ، إن القرآن أعظم معجزة “ انتهى . 
وهو ينقله عن كتاب “ موسى وفرعون “، المطبوع باللغة الفرنسية ، لذلك لم نتمكن من النقل عنه مباشرة .
ويقول الباحث التركي هارون يحيى : 
“ على إثر حل لغز اللغة الهيروغلوفية ، تم الوصول إلى معلومات مهمة تتعلق بموضوعنا... كان اسم هامان مذكورا في هذه الكتابات ، فعلى حجرية موجودة حاليا في متحف هوف في فينا يرد هذا الاسم ، وترد الإشارة إلى كونه من المقربين من فرعون . 
أما في قاموس “ الأشخاص في الملكية الجديدة “ الذي تمت كتابته اعتمادا على جميع المعلومات الواردة في جميع الألواح والرقم والأحجار المصرية القديمة فيرد اسم هامان على أنه كان الشخص المسؤول عن عمال مقالع الأحجار . 
وكانت النتيجة التي ظهرت للعيان تشير إلى حقيقة مهمة ، وهي أنه بخلاف زعم معارضي القرآن وأعدائه ، فإن هامان كان يعيش في مصر في عهد النبي موسى عليه السلام ، تماما كما ورد في القرآن ، وكان مقربا من فرعون ، ومسؤولا عن الأعمال الإنشائية والبناء . لذا نرى في القرآن أن فرعون يطلب من هامان بناء صرح عال له ، وهذا يتطابق تماما مع هذه المكتشفات الأثرية والتنقيبية : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنْ الْكَاذِبِينَ ) القصص/38. 
والخلاصة : 
إن اكتشاف اسم هامان في الكتابات المصرية القديمة هدم مزاعم كثيرة باطلة ضد القرآن ، وأثبت أن القرآن من عند الله تعالى ؛ لأنه كان ينقل إلينا بشكل معجز في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم معلومة تاريخية لم يكن في الإمكان معرفتها آنذاك من قبل أي أحد “ انتهى من كتابه “ المعجزات القرآنية “ (ص/73) وقد أحال كلامه هذا إلى مجموعة من المراجع والمصادر باللغة التركية. وللتوسع ينظر كتاب “ رمسيس الثاني ، فرعون المجد والانتصار “، لمؤلفه أ. كتشن. كنت، ترجمة أحمد زهير أمين .