ابن هشام ( 218 هـ / 833 م ) :

هو أبو محمد عبد الملك ابن هشام بن أيوب الحميري، كاتب سير ومؤرخ بصري. كما كان عالماً بالأنساب واللغة وأخبار العرب. عاصر ابن هشام الشافعي والتقى به في مصر. والإمام ابن هشام المتوفى 218هـ هو من أبرز من عُني بكتاب سيرة ابن اسحاق ، حتى نسب إليه ؛ إذ حاول ابن هشام تهذيب الكتاب وتشذيبه، أي أنه أراد أن يُقوم ما يراه في الكتاب من عوج ومن خلال كلامه نتبين المآخذ على ابن إسحاق.
قال ابن هشام: «وتارك بعض ما ذكره ابن إسحق في هذا الكتاب مما لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر، ولا نزل فيه من القرآن شيء، وليس سببًا لشيء من هذا الكتاب، ولا تفسيرًا له ولا شاهدًا عليه لما ذكرت من الاختصار، وأشعارًا ذكرها لم أر أحدًا من المعرفة بالشعر يعرفها، وأشياء بعضها يشنع الحديث به، وبعض يسوء بعض الناس ذكره.
وبعض لم يقرّ لنا البكائي بروايته، ومستقصٍ إن شاء الله تعالى، ما سوى ذلك منه بمبلغ الرواية والعلم به». وقد لقي عمل ابن هشام هذا القبول والرضا، وبه عرفت سيرة ابن إسحق، بل ونسب إلى ابن هشام.
 
وتوالت الشروح والدراسات حول عمل ابن هشام هذا، قال الفلاس: سمعت يحيى بن سعيد يقول لعبيد الله: إلى أين تذهب؟ قال: أذهب إلى وهب بن جرير أكتب السيرة، قال الذهبي: كان وهب يرويها عن أبيه عن ابن إسحق، وأشار يحيى القطان إلى ما في السيرة من الواهي من الشعر ومن بعض الآثار المنقطعة المنكرة، فلو حذف منها ذلك لحسنت، وَثَمَّ أحاديث جمَّة في الصحاح والمسانيد مما يتعلق بالسيرة والمغازي ينبغي أن تُضمَّ إليها وتُرَتَّب، وقد فعل غالب هذا الإمام أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة له». قلت: «وبهذا فلا يعدو كتاب البيهقي أن يكون مستخرجًا على كتاب ابن إسحق وهذا ظاهر فيه».
 

أعماله

سيرة ابن هشام: أهم أعماله هو اختصاره وتهذيبه للسيرة النبوية التي كتبها ابن إسحاق وهي سيرة ابن إسحاق، وهي سيرة فقدت ولم يبق في أيدينا غير مختصر ابن هشام، حتى أسماها الناس سيرة ابن هشام وباتت أكثر سير النبي شيوعاً بين المسلمين حتى يومنا هذا. وتعتبر سيرة ابن هشام من المصادر التاريخية المهمة سيما أنه نحى خلال تصنيفها إلى تحري الدقة والموضوعية والابتعاد عن ذكر الروايات والأشعار الغريبة التي ليس لها سند موثوق.
وكتب ابن هشام ايضا كتاب التيجان: وهو كتاب يتحدث عن قصص ملوك حمير وبعض الانبياء الذين عاصروهم .
سيرة ابن هشام 
السيرة النبوية لابن هشام أو سيرة ابن هشام هو كتاب في سيرة رسول الله محمد ، ألفه ابن إسحاق ورواه أبو محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري البصري المتوفي سنة (218هـ) عن زياد بن عبدالله البكائي عن محمد بن إسحاق المطلبي. 
 

منهجه 

هذب ابن هشام سيرة ابن إسحاق وخفف من أشعارها واتبع ذلك منهجا ذكره في بداية الكتاب. قال ابن هشام: وأنا إن شاء الله مبتدئ هذا الكتاب بذكر إسماعيل بن إبراهيم ومن ولد رسولَ الله صلى الله عليه وسلم مِنْ وَلَدِه وأولادهم لأصلابهم، الأول فالأول من إسماعيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يعرض من حديثهم وتارك ذكر غيرهم من ولد إسماعيل على هذه الجهة للاختصار، إلى حديث سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتارك بعض ما ذكره ابن إسحاق في هذا الكتاب مما ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ذكر ولا نزل فيه من القرآن شيء وليس سببا لشيء من هذا الكتاب ولا تفسيرا له ولا شاهدا عليه لِما ذكرتُ من الاختصار، وأشعارا لم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرفها وأشياءَ بعضها يشنُع الحديث به، وبعض يسوء بعضَ الناس ذكرُه، وبعض لم يقر لنا البكائي بروايته، ومستقصٍ إن شاء الله بما سوى ذلك منه بمبلغ الرواية له والعلم به.
 

وفاته

توفي ابن هشام في مصر عام 218هـ، الموافق 834 ميلادي.
 

المراجع  

سير أعلام النبلاء للذهبي - موقع ويكيبيديا، الموسوعة الحرة