المسجد الكبير في الجزائر العاصمة يطلق عليه كذلك اسم المسجد العتيق و المسجد جامع . هو أقدم مسجد قائم في الجزائر العاصمة ويقال أنه الأقدم في المغرب الاوسط (الجزائر) بعد مسجد سيدي عقبة بــبــسكرة و يعد إلى جانب الجامع الكبير في تلمسان و الجامع الكبير في ندرومة واحدا من الآثار القليلة المتبقية من العمارة المرابطية. يرجع تاريخ بناء الجامع الكبير إلى القرن الخامس هجري خلال امتداد حكم سلالة المرابطين للمغرب الأوسط على يد مؤسس الدولة أمير المؤمنين يوسف بن تاشفين وبالضبط في الأول من رجب عام 490 للهجرة الموافق ل 18 جوان سنة 1097 م ويعتقد أنه قد شيد على أنقاض كاتدرائية مسيحية تعود إلى العهد الروماني .فيما يعود تاريخ بناء مئذنته إلى سنة 1324 م (1332 م في بعض المصادر)
 
يقع الجامع الكبير في الجزء الشمالي الشرقي من العاصمة في منطقة القصبة التاريخية بالقرب من الميناء , « نهج البحرية سابقا» , عن يسار غرفة التجارة في اتجاه البحر بين شارع المرابطين و شارع سعدي و مختار بن حفيظ مطلا على مدخل المدينة إلى ميناء العاصمة البحري و حسب المصادر التاريخية فقد كان محاذيا لسوق كبيرة في ذاك الوقت مما جعله قبلة المصلين ووجهة لطلبة العلوم الدينية.
 
اعتمد المؤرخون في تحديد تاريخ بناء الجامع الكبير بالعاصمة على الكتابة المنقوشة على منبره فأضحى بذلك مادة تاريخية لا يستهان بها . وتم اكتشاف هذا الأثر التاريخي في المسجد الكبير بالعاصمة بعد 90 سنة من الغزو الفرنسي للجزائر ، كان ذلك من باب الصدفة ، فالمنبر الذي يصعد فوقه الإمام كل يوم جمعة لإلقاء خطبة الجمعة معروف منذ القدم .
 
ورغم تعرض المسجد لعدة هجمات للقوات الاستعمارية ارتاى معماريون فرنسيون الابقاء عليه منهم المعماري كريستوف باعادة بناء ألواح المنبر التي تآكلت ليتم تركيبها فوق هيكل حديدي متحرك، وتتضمن النقوش التي يزادن بها منبر هذا المسجد وهي مكررة ثلاث مرات بالخط الكوفي تاريخ انشائه حسب ماذكره بارقاس في مجلة الشرق الأوسط سنة 1857 كما نقلها دفولوكس في ترجمته لدراسة اعدت سابقا حول المباني الدينية بالجزائر العاصمة سنة 1870 أما كولين فقد دونها في الصفحة الأولى في مدونته التي صدرت له بالجزائر سنة 1901 لكن المثير في الأمر أنه لا أحد اهتم بموضوع النقش المعماري الذي يحمل كتابة تاريخ بناء المسجد الكبير . . وحسب نفس المصدر فان هذا المنبر لفت انتباه الأثريين و مؤرخي الفن الإسلامي محدثا ضجة وتضاربا بينهم وقد بناه يوسف بن تاشفين في الأول من رجب عام 490 للهجرة الموافق ل 18 جوان سنة 1097 م وفق نموذج العمارة الدينية المرابطية ليكون وقتئذ أكبر مساجد الدولة
إذا كان البحث في تاريخ الدولة المرابطية يتطلب مزيدا من الجهد، فإن معمارها ‏الديني يستدعي عناية علمية خاصة كذلك، فآثار المرابطين نادرة والمتبقي منها لحقه تغيير كبير، حتى أنه قد فقد بعضا من أصالته بيد أن إنجازات المرابطين في المغرب الأوسط قد حافظت على وحدتها، إذ تعتبر مساجد كل من الجزائر، وتلمسان ( 1082م) وندرومة (1086‏م) من آثار مؤسس الدولة المرابطية، يوسف بن تاشفين.