وسط هذه الأجواء المحيطة والملتهبة والتي لها انعكاسات سلبية على الداخل، مازالت حكومتنا تدير الأمور وفق معادلاتها المقلوبة وجعل أكبر همها تضخيم القضايا الهامشية وتبسيط الجوهرية «فتتحزم للسبع بحزام واوي».
التهديدات الفارسية بإشعال نار جديدة في الكويت لا تخفى على أحد بعد أن تم دحرهم في البحرين واليمن ولبنان على يد رجال المملكة الذين قدموا الشهداء والأموال وحكومتنا ما زالت تعزف على اللحن القديم والممل بمسك العصا من المنتصف في مواجهة مشروع مجوسي أول أهدافه جعل العرب يقتلون العرب بأموال كان من الممكن توظيفها في التنمية ومساعدة الشعوب المحتاجة.
خطر المجوس وتهديدهم لم ولن يتوقفا ولا يفيد معهم إلا المواجهة الحقيقية وعلى جميع الأصعدة، ولا نصف ما تطرحه على أنه عداوة أو كره مذهبي، حيث تتساوى دماء العرب في سورية والعراق واليمن من السنة والشيعة، فالمذابح التي يخطط لها النظام الفارسي باستخدام المتطرفين ستزيد المنطقة احتراقاً.
لقد قامت الحكومة بحل المجلس السابق المتناغم معها بحجة أن المنطقة مقبلة على أوضاع أمنية واقتصادية حرجة ولم نر أي خطط أو استعدادات لمواجهة الأسوأ فتحول دورها إلى مواجهة مجلس له أنياب ومخالب وقادم بنفس انتقامي فتم تضخيم قضايا الايقاف الرياضي و تجاوزات وزارة الإعلام لتطغى على ما هو أهم.
هذه الحكومة ومن خلال متابعة أدائها، ثبت أنها عاجزة عن مواجهة أحداث المرحلة والبلد تحتاج إلى حكومة جديدة قادرة على إعادة اللحمة الوطنية والتعاون مع المجلس لإعادة الثقة للمواطن وجعل أولويات الأمن مقدمة على ما سواها.
والدليل على ضعف الحكومة وعدم قدرتها على إدارة المرحلة يظهر في تراجعها عن جميع قراراتها السابقة في الإصلاح الاقتصادي وقوانينها المقيدة للحريات والتي استطاعت تمريرها في المجلس السابق وسيستمر هذا التراجع أمام الأصوات العالية.
وأما بالنسبة لمجلس الأمة فإنه لا يختلف كثيرا عن الحكومة في مستوى التعاطي مع قضايا الأمن القومي حيث تم التركيز على حث الحكومة على فتح الحنفية المعروفة وقضية التجنيس وانبطاح بعض النواب من أجل تمرير المخالفات، فهل يأمن الموطن في وضع تديره حكومة ضعيفة ومجلس أولولياته مختلة؟
أما الوضع الإقليمي والدولي فإننا اليوم في خلاف مع الدول المحيطة وأمام رئيس أميركي جديد ينوي إشعال الصراع مع العالم واتحاد أوروبي يعاني من مشاكل في انفراطه والكوارث الاقتصادية التي يواجهها، كما أننا في وضع داخلي مشابه لمرحلة ما قبل العدوان وحالة سخط شعبي وعدم الاحساس بالأمن فمن بيده بعد الله اخراجنا مما نحن فيه؟. وهل من بيدهم الأمور متفهمون للوضع ولديهم الرغبة في مواجهته بأدوات حقيقية؟، الله يستر ما نكون «چيبالة تتقاذفها الأمواج».