- وعده القذافي بتقديم مساعدات مالية فأسلم لمدة يوم واحد فقط ثم عاد إلى ديانته
- نفذ سلسلة إعدامات جماعية للطلبة بسبب رفضهم شراء الزي المدرسي باهظ الثمن
- أنقذه البابا من حكم الإعدام.. وقاطع مصر بسبب رفض السادات منحه عربة الخديوي إسماعيل

  
أثيرت عنه شائعات أنه كان من آكلي لحوم البشر، وعثر داخل أحد قصوره الرئاسية على بقايا جثث وأطراف بشرية يقال أنه أكل بعضها، لكنه نفى ذلك قائلا إن لحوم البشر شديدة الملوحة!.
تصرفاته وأفعاله الغريبة أثارت الجدل خلال فترة حكمه وبعد عزله استمرت القصص التي تروى عنه حتى الآن، وحلم بأن يصبح نابليون بونابرت لقارة أفريقيا، وتشابهت جرائمه بجرائم الرئيس الأوغندي عيدي أمين الذي كان يجاهر بجرائمه على الملئ.
هو بوكاسا الأول أو جان بيدل بوكاسا أو صلاح الدين أحمد بوكاسا, الذي كان حاكماً عسكرياً على جمهورية أفريقيا الوسطى من 1 يناير 1966 وامبراطور امبراطورية أفريقيا الوسطى من 4 ديسمبر 1976, حتى الإطاحة به في 20 سبتمبر 1979.
 
 
 
ارتكب بوكاسا سلسلة جرائم لا حصر لها خلال فترة حكمه، مارس القمع بكافة أشكاله، قتل الآلاف وشرد الأبرياء وأصبحت أفريقيا الوسط خلال سنوات حكمه دولة فقيرة وشعبها في حالة يرثى لها.
حول بلاده إلى منتج للمسؤولين الكبار في الحكومة الفرنسية، وكان يغدق لهم بالهدايا الثمينة وقطع الماس الثمينة التي لا تقدر بثمن، ومنح الرئيس الفرنسي مساحة واسعة تغطي النصف الشرقي للبلاد لكي يمارس فيها هواية الصيد البرى وأطلق على الرئيس الفرنسي شارل ديغول لقب البابا. 
حكم جمهورية إفريقيا الوسطي منذ عام 1966 وحتى نهاية السبعينيات بعد أن قاد انقلابا عسكريا دمويا، وأطاح بالحكومة المدنية وأعتلى كرسي السلطة بعد سلسلة من التصفيات الجسدية الدموية لجميع المعارضين وسط صمت فرنسا الذي اتخذ من حكامها مثلا أعلى. وغرق بوكاسا في أوهام جنون العظمة وأصبح يتصرف وكأنه إمبراطور حقيقي لدولة عظمى وبدأت الأقاويل تتردد والشائعات تتطاير عن جرائمه البشعة التي يرتكبها يوميا ضد شعبه لإرضاء شهوته المجنونة للسلطة وأصبح حالة تثير الضجر في العالم وفرنسا خصوصا بعد أن تحول إلى كائن متعطش للدماء يشكل خطرا على شعبه اذا استمر في الحكم.
نهاية بوكاسا
أراد بوكاسا أن يحول عاصمة أفريقيا الوسطى بانجى إلى باريس جديدة في قارة أفريقيا، فبدأ في تنفيذ فكرته وسرعان ما أمر بجمع الأموال بكل السبل وفرض على تلاميذ المدارس شراء زى مدرسي موحد لا تنتجه سوى مصانع يمتلكها هو شخصيا ألا أن أولياء الأمور لم يستطيعوا تحمل نفقات ذلك الزى الباهظ الثمن ولم يستطيعوا شراء الكتب المدرسية اللازمة لمواصلة التعليم والدراسة وهو ما دفع حوالي مائتي تلميذ للتظاهر.
 
 
 
 
وعندما علم الأمبراطور بوكاسا بالأمر فقد صوابه وأمر حرسه الخاص بالمحاصرة هؤلاء التلاميذ المتمردين واعتقالهم..
وفى ساحة سجن بانجى الكبير حضر الإمبراطور في كامل أبهته وبيده ذلك الصولجان الذهبي الشهير وصرخ في وجه التلاميذ الصغار قائلا “ لن تكونوا في حاجة لهذا الزى المدرسي من اليوم طالما بقيتم هنا في السجن”.
وبالفعل بقوا في السجن دون مراعاة لأعمارهم الصغيرة وبعدها بأسابيع بدأت علميات الإعدام لهؤلاء التلاميذ واحد تلو الآخر حيث جرت المحاكمة الصورية الشهيرة بقضية “الزى المدرسي”وتعذيب الأطفال حتى الموت.
وحين علم المجتمع الدول وفرنسا بوجه خاص حقيقة بوكاسا الإمبراطور المجنون وأفعاله المشينة كونه كائن شاذ ومسخ لمخلوق في منتهي البشاعة والتشوه الخلقي والوحشية والنزعة إلى الشر وحان الوقت قررت الحكومة الفرنسية وبضغط دولي وضع نهاية لهذا الديكتاتور.
وبعد شهر من مذبحة الزي المدرس، قررت فرنسا في اتخاذ الاجراءات التي ستنهي حكم بوكاسا، وكانت الفرصة مواتية عندما قام الأمبراطور بوكاسا بزيارة إلى ليبيا وبمجرد هبوط طائرته في مطار طرابلس كانت فرنسا قد قررت عدم عودته مرة أخرى إلى أفريقيا الوسطى.
وشرب بوكاسا من نفس الكأس الذي أذاقه لسلفه ديفيد داكو عندما أرغمه بعد الانقلاب العيش في المنفي بباريس وقامت فرنسا بالدور الأساسي في عملية تنصيب ديفيد داكو وأعادته بطائرة فرنسية خاصة إلى أفريقيا الوسطى وطلب داكو تدخل القوات الفرنسية لحفظ الأمن في البلاد ومساعدته في تخليص شعب بلاده من التعذيب.
وعاد بوكاسا المخلوع إلى المنفي في فرنسا إلى الأبد ومع نهاية بوكاسا بدأت المهمة الصعبة للكشف عن بقايا ضحاياه وقامت فرق ابحث بعلميات تنقيب في سجن بانجى حيث عثروا على عشرات من بقايا تلاميذ المدارس الذين عذبوا حتى الموت وفي قصر الإمبراطور وجدت الفرق البحث عظام سبعة وثلاثين طفلا آخرين بالقرب من أرضية حمام السباحة الضخم ويبدو أنهم قدموا كوجبات شهية للتماسيح بوكاسا الأربعة المدللين.
 
 
 
كما وجدوا ضحايا مجهولين يبدو أنهم كانوا آخر ما تم تقديمه من وجبات على مائدة الإمبراطور الذي أسرف في كل شيء وخاصة جنون العظمة وأكل لحوم البشر.
وبعد أن حكم عليه بالإعدام غيابياً، إلا أن البابا خلصه من حكم الإعدام الذي صدر في حقه خلال عهد الرئيس أندريه كولينجب، عاش بوكاسا في المنفى لمدة 7 سنوات، إلا أنه عاد الى بلاده في سنة 1986 بعد أن سئم حياة العزلة في قصره خارج باريس، بعد أن أقنع نفسه بأنه ما زال بالإمكان ايجاد أتباع له في بلاده.
قدم بوكاسا للمحاكمة بتهمة الخيانة والقتل، وتمت تبرئته في عام 1987 من تهمة أكل لحوم البشر، ولكن أدين بقتل تلاميذ المدارس وغيرها من الجرائم، خفف حكم الإعدام لاحقا إلى المؤبد في الحبس الانفرادي، ولكن أطلق سراحه في عام 1993، ولم يلبث أن أطلق سراحه بموجب عفو رئاسي.
وفي سنة 1996، توفي جان بيدل بوكاسا نتيجة أزمة قلبية، في أحد مستشفيات العاصمة بانغي عن عمر ناهز 75 سنة.
 
 
 
«بوكاسا إلى الحكم»
ولد بوكاسا في أفريقيا الاستوائية الفرنسية، وهو ابن زعيم القرية، وتيتم في سن الثانية عشرة، وتلقى تعليمه في مدارس الإرساليات، وانضم الى الجيش الاستعماري الفرنسي عام 1939 برتبة مجند. وأثبت نفسه في حرب الهند الصينية، وفاز بميداليات وارتقى إلى رتبة نقيب.
عندما نالت جمهورية أفريقيا الوسطى استقلالها مع باقي أفريقيا الاستوائية الفرنسية في عام 1960، قام الرئيس الجديد دافيد داكو، الذي كان قريبه من بعيد، بدعوة بوكاسا ليكون رئيسا للقوات المسلحة.
وفي عام 1966، استغل بوكاسا مركزه للإطاحة بداكو وأعلن نفسه رئيسا للبلاد، ثم بدأ عهد إرهاب، وأخذ جميع المناصب الحكومية الهامة لنفسه، وأشرف شخصيا على عمليات الضرب القضائية، وأقرّ قاعدة بأن اللصوص ستقطع آذانهم على أول جريمتين ثم يدهم على الجريمة الثالثة. 
في عام 1977، قام بوكاسا بمحاكاة بطله نابليون، وتوج نفسه إمبراطورا على أفريقيا الوسطى في حفل تكلف 20 مليون دولار، وبهذا أفلست البلاد عمليا، تاجه المرصع بالألماس تكلف وحده 5 ملايين دولار.
أصبحت افريقيا الوسطى في عام 1962 دولة ذات حزب واحد، وفي عام 1964، انتخب داكو ببوكاسا رئيسًا لمدة سبعة أعوام، وفي عام 1966م، أطاح ضباط من الجيش بحكومته، وأصبح قائد الجيش جان بيدل بوكاسا رئيسًا، وفي عام 1972، أصبح بوكاسا رئيسًا مدى الحياةـ وفي عام 1976م، توج بوكاسا نفسه إمبراطورًا وغير اسم البلاد إلى إمبراطورية إفريقيا الوسطى.
أسلم ثم تراجع
مر نظام بوكاسا بضائقة مالية، فتوجه الى معمر القذافي وقام بزيارته كي يدعمه ماليا وذلك في عام 1976، فاشترط عليه القذافي الدخول بالاسلام، فوافق الرجل واختار له القذافي اسم صلاح الدين أحمد بوكاسا. 
وبعد أن أشهر اسلامه ليوم واحد فقط وعاد الى بلاده على أمل الحصول على الدعم المطلوب، ولكن العقيد القذافي لم يف بوعوده المالية ، مماحدا ببوكاسا الى التراجع عن الاسلام والعودة الى ديانته الاصلية، فكتب اليه العقيد القذافي محذرا، ان المرتد عن الاسلام عقوبته قطع الرأس.
بوكاسا والسادات
قام بوكاسا بعدة زيارات رسمية لمصر في الفترة 1974-1976، في عهد الرئيس أنور السادات، وتضمنت احدى الزيارات جولة في متحف العربات الملكية بالقلعة، فطلب الحصول على احدى عربات الخديوي إسماعيل، ليستخدمها في حفل تنصيبه امبراطوراً، إلا أن مصر رفضت الطلب، فغضب بوكاسا وغادر القاهرة على الفور وانقطعت زياراته.