- شارك مع حزبه في محاولة انقلاب فاشلة انتهت به إلى السجن
- حصل على تأييد الشعب الألماني بعد تأييده لأفكار القومية ومعاداة الشيوعية
- عمل «رسولا» بين الجيوش في الحرب العالمية الأولى وأصيب بالعمى المؤقت

فيما كانت ألمانيا النازية تنهار سريعاً تحت وطأة ضربات الحلفاء الذين يواصلون التقدم من كافة جبهات القتال، ومع دخول القوات السوفياتية أيضا إلى برلين، في طريقها إلى مقر المستشارية، أصيب هتلر بانهيار عصبي حاد، وأخذ يصرخ في كل من حوله أثناء اجتماع قد عقده لبحث سبل مواجهة الوضع المتدهور.
هنا قد أدرك أدولف هتلر، أن النهاية قد اقتربت وأن الهزيمة أتية لا محالة وأن ألمانيا النازية ستخسر الحرب، تلك هي النهاية  التي لا يتوقعها أي طاغية ولا يفكر أنها قد تأتي في يوم من الآيام.
وأمام تلك اللحظات التي تقترب من النهاية، اختار الديكتاتور الطاغية هتلر نهايته، بعد أن أعلن لمن حوله بأنه سينتحر إلا أنه لا يعرف الطريقة المثلى للانتحار وهنا اقترح الدكتور فارنر هاسه، استخدام وسيلة تناول السيانيد ثم إطلاق النار على الرأس.
وحصل هتلر على كمية من كبسولات السيانيد عن طريق وحدات النخبة النازية، في 28 أبريل 1945، إلا أن الزعيم النازي قد علم أن هاينريش هيملر، أحد أقوى رجال هتلر، وأكثرهم شراسة يحاول التفاوض بدون علمه على اتفاقية سلام مع الحلفاء.
واعتبر هتلر ما أقدم عليه هيملر خيانة وبدأ يظهر علامات فرط الارتياب، ما دفعه إلى التشكيك في فاعلية كبسولات السيانيد التي استلمها من وحدات النخبة النازية التي يترأسها هيملر.
وعندما علم بأن حليفه الإيطالي موسوليني قد أعدم قرر بألا يشاركه مصيره. 
وللتأكد من فاعلية كبسولات السيانيد أمر الدكتور هاسه بتجربتها على كلبه بلوندي ومات الكلب مثبتاً فاعلية الكبسولات.
وفي اليوم التالي، تزوج هتلر من إيفا براون في حفل صغير في غرفة الخرائط داخل قبو الفوهرر، وبعد أن تناول فطاراً خفيفاً مع زوجته الجديدة ذهب إلى غرفة أخرى مع سكيرتيرته تراودل يونغه وكتب وصيته الأخيرة، ثم وقع على وصيته في الرابعة صباحاً ثم رجع لغرفة نومه 
وعاش هتلر وإيفا بعد زواجهما في القبو لأقل من 40 ساعة فقط، وفي صباح 30 أبريل، كان السوفيت على بعد 500 متر من القبو، قابل هتلر اللواء هيلموت فايدلينغ أخر القادة العسكريين الذين تولوا مهمة الدفاع عن برلين الذي أخبر هتلر أن حامية برلين ستنفذ ذخيرتها هذه الليلة، وطلب من هتلر السماح له بالهرب.
وكان هتلر قد رفض طلبا سابقا لفايدلينغ بالهرب، إلا أنه قد وافق هذه المرة.
وتناول الزعيم النازي عشاءً خفيفاً من مكرونة اسباغيتي بالصلصة مع المقربين له والطباخ ثم لف هتلر وزوجته إيفا على سكان القبو وتمنيا لهم حظاً سعيداً وكان من ضمن سكان القبو عائلة جوزيف غوبلز، بورمان، السكيرتيرات والعديد من ضباط الجيش. 
وهنا أكد شهود العيان بأنهم قد سمعوا صوت طلقة مسدس حوالي الساعة الثالثة والنصف عصراً وبعدها بدقائق، فتح خادم هتلر باب الغرفة الصغيرة، وأكد أنه شم رائحة لوز محترق التي تميز حمض البروسيك، وهو الصورة الغازية للسيانيد. 
وكان هتلر وزوجته جالسان على أريكة صغيرة، إيفا على اليسار وهتلرعلى يمينها، وكان جسد إيفا مائلاً بعيداً عن هتلر، وكان واضحاً أن هتلر قد أطلق النار على الجانب الأيمن من رأسه، وكان هناك جرحا ناتجا من خروج الرصاصة من يسار رأسه مائل ناحية الأعلى، وكان يوجد مسدس فالتر عيار 7.65 مل تحت قدميه، وكانت الدماء تسيل من جانب رأسه وذقنه وصبغت الدماء الذراع الأيمن للأريكة، إلا أن إيفا لم يكن لديها أية جروح ورجح انها قد ماتت مسممة.
وتم حمل الجثتين إلى خارج القبو إلى مخرج الطوارئ ثم إلى حديقة صغيرة تم قصفها وراء مقر المستشارية حيث تم رشهما بالوقود وحرقهما بواسطة خادم هتلر وعناصر الحرس الخاص بالزعيم النازي. 
ولكن لم تحترق الجثتين تماماً عندما باغت القصف السوفيتي على القبو لينغه وحرس هتلر مما جعل محاولتهم لحرق الجثة مرة أخرى مستحيلة وتم تغطية بقايا الجثتين داخل فجوة ضحلة في الساعة السادسة مساءً.
ظلت طريقة انتحار هتلر بهذه الوسيلة، هي الرواية المقبولة لنهاية الزعيم النازي، غير أن هذه الطريقة تسببت في إطلاق العديد من الشائعات بشأن نهايته، والظروف التي احاطت بها.

نشأة هتلر

ولد الزعيم النازي أدولف ألويس هتلر في النمسا، وكان زعيم حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني والمعروف باسم الحزب النازي “مؤسس النازية”. 
وحكم ألمانيا في الفترة ما بين عامي 1933 و1945 حيث شغل منصب مستشار الدولة، في الفترة ما بين عامي 1933 و1945، والفوهرر.
اختارت مجلة تايم الزعيم النازي هتلر، واحدًا من بين مائة شخصية تركت أكبر اثر في تاريخ البشرية في القرن العشرين.
وباعتباره واحدًا من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديرًا لجهودهم في الحرب العالمية الأولى بجانب ألمانيا، انضم هتلر إلى الحزب النازي في عام 1920 وأصبح زعيمًا له في عام 1921، وبعد سجنه إثر محاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام 1923، استطاع هتلر أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييد القومية ومعاداة الشيوعية والكاريزما التي يتمتع بها في إلقاء الخطب وفي الدعاية.
في عام 1933، تم تعيينه مستشارًا للبلاد حيث عمل على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعة شمولية وديكتاتورية وفاشية.
وانتهج هتلر سياسة خارجية لها هدف معلن وهو الاستيلاء على ما أسماه بالمجال الحيوي للسيطرة على مناطق تأمين الوجود لألمانيا النازية وضمان رخائها الاقتصادي، وتوجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذاالهدف. 
وقد قامت قوة الدفاع “فيرماخت” التي اعاد بنائها بغزو بولندا في عام 1939 مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وخلال 3 سنوات، احتلت ألمانيا ودول المحور معظم قارة أوروبا، عدا بريطانيا، وأجزاء كبيرة من أفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي، و ثلث مساحة الاتحاد السوفياتي إلا أن دول الحلفاء نجحت في أن يكون لها الغلبة في النهاية.

الحرب العالمية الأولى

خدم هتلر في فرنسا وبلجيكا مع الفوج البافاري الاحتياطي السادس عشر وانتهت الحرب بتقلده رتبة “جيفريتر” تعادل وكيل عريف في الجيش البريطاني وجندي من الدرجة الأولى في الجيوش الأمريكية. 
عمل هتلر كمرسال بين الجيوش، وهي واحدة من أخطر الوظائف على الجبهة الغربية، وكان معرضًا في أغلب الأحيان للإصابة بنيران العدو.
كما اشترك في عدد من المعارك الرئيسية على الجبهة الغربية، وتضمنت هذه المعارك: معركة يبريس الأولى ومعركة السوم ومعركة آراس ومعركة باسكيندايلي.
وتقلد هتلر وسام الصليب الحديدي من الدرجة الثانية في عام 1914، كما تقلد وسام الصليب الحديدي من الدرجة الأولى في عام 1918، وهو تكريم نادرًا ما يحصل عليه عسكري من رتبة جيفريتر.
وخلال مشاركته في معركة السوم في عام 1916، أصيب هتلر بجرح في منطقة الفخذ، ولكنه عاد إلى الجبهة مرةً أخرى في مارس من عام 1917، وفي 15 أكتوبر 1918، دخل هتلر إحدى المستشفيات الميدانية على إثر إصابته بعمى مؤقت عقب تعرضه لهجوم بغاز الخردل.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ظل هتلر في الجيش وعاد إلى ميونيخ حيث شارك في الجنازة العسكرية التي أقيمت لرئيس الوزراء البافاري الذي تم اغتياله - كيرت آيسنر وذلك على خلاف تصريحاته التي أعلنها في وقت لاحق.
وفى يوليو، 1919، تم تعيين هتلر في منصب جاسوس للشرطة وكان يتبع قيادة الاستخبارات التي تتبع قوات الدفاع الوطنية وكان الهدف منها التأثير على الجنود الآخرين واختراق صفوف حزب العمال الألماني (DAP).
وأثناء استكشافه للحزب، تأثر هتلر بأفكار مؤسس الحزب آنتون دريكسلر المعادية للسامية والقومية والمناهضة للرأسمالية والمعارضة لأفكارالماركسية. 
وحازت مهارات هتلر الخطابية على إعجاب رئيس الحزب فدعاه إلى الانضمام للحزب ليصبح العضو الخامس والخمسين فيه، كما أصبح هتلر أيضًا العضو السابع في اللجنة التنفيذية التابعة للحزب. 
وبدأت الخطب التي كان هتلر يلقيها في أفراد الشعب الألماني ليهاجم بها اليهود والديمقراطيين الاشتراكيين والليبراليين وأنصار الحكم الملكي الرجعيين والرأسماليين والشيوعيين تؤتي ثمارها المرجوة وتجذب إليه المزيد من المؤيدين. 

انقلاب فاشل

وحاولت قوات الحزب النازي الانقلاب على الحكومة عام 1923، ولكن المحاولة باءت بالفشل وانتهت بسجن أدولف هتلر قائد الحزب آنذاك.
وبعد فشل الانقلاب الذي قاده هتلر للإطاحة بجمهورية فايمار، انتهج هتلر “استراتيجية الشرعية”: وهي تعني الامتثال الرسمي لمبادئ جمهورية فايمار حتى يتولى زمام الحكم بصفة قانونية، ومن ثم، يمكنه استغلال المؤسسات التابعة لجمهورية فايمار للتخلص من هذه الجمهورية وتنصيب نفسه ديكتاتوراً على البلاد.  وبعد تمكنه من إحكام سيطرته على السلطة ، حاول هتلر أن يكسب تأييد الجماهير لسياساته عن طريق إقناع الشعب الألماني بأنه من سينقذهم من موجة الكساد الاقتصادي التي اجتاحت العالم، وكذلك من معاهدة فرساي والشيوعية و”البلاشفة اليهود” .
واستأصل النازي كل معارضة صادفته عن طريق العملية التي أطلق عليها التنسيق بين كل الأنظمة ودمجها في نظام واحد.

الحرب العالمية الثانية

وبدأت في الأول من سبتمبر من عام 1939 في أوروبا وانتهت في الثاني من سبتمبر عام 1945، شاركت فيه الغالبية العظمى من دول العالم منها الدول العظمى في حلفين عسكريين متنازعين هما: قوات الحلفاء، ودول المحور، كما أنها الحرب الأوسع في التاريخ، وشارك فيها بصورة مباشرة أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 بلدًا، وقد وضعت الدول الرئيسية كافة قدراتها العسكرية والاقتصادية والصناعية والعلمية في خدمة المجهود الحربي.
تميزت الحرب العالمية الثانية بعدد كبير من القتلى المدنيين، وخصوصًا في أحداث الهولوكوست التي قتل فيها ما يقارب 11 مليون شخص، والقصف الاستراتيجي الذي أودى بحياة حوالي مليون شخص، ومنه القنبلتان النوويتان اللتان ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي، أدت الحرب إلى وقوع ما بين 50 و85 مليون قتيل حسب التقديرات. وتعد الحرب العالمية الثانية أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية