- ألغى الأحزاب السياسية وأبقى على الحزب الحاكم فقط في البلاد
- أعاد الشرطة السرية «سافاك» التي ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان ضد الشعب الإيراني
- هرب بطائرته من غضب الشعب ودول أوروبية رفضت استقباله.. فرحب به السادات

 
ولعل أبزر الشخصيات الديكتاتورية التي اشتهرت بطغيانها كان شاه إيران محمد رضا بهلوي الذي حكم إيران في الفترة ما بين 1941 وحتى 1979.
وخلف محمد رضا بلهوي أباه شاها لإيران بعد أن أطاحت قوى التحالف برضا بهلوي خوفاً من جنوحه ناحية أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية وتزويده بالنفط، فقامت قوات التحالف باحتلال إيران والإطاحة برضا بهلوي وتنصيب ولده محمد رضا بهلوي بدلاُ منه ونفيه إلى جنوب أفريقيا.
وحينما كان بهلوي في سدة الحكم لم يصغى إلى الأصوات المطالبة بالإصلاح أو أصوات أنين الشعب، لم يتخيل يوما أن النهاية ستأتي حتما، بل ظن أنه سيورث العرش لمن بعده دون أي مخاوف أو مخاطر قد تحدث في يوما ما.
وعلى الرغم من فرض سلطته وسيطرته على البلاد وامتلك زمام الأمور في كافة نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية في إيران، إلا أنه قد أٌرغم على مغادرة إيران في 16 يناير 1979، بغير رجعة، إثر اضطرابات شعبية هائلة ومظاهرات عارمة في العاصمة طهران ضد الاضطهاد والظلم وإثر سياسة منع الحجاب وتغيير التعليم.
مشهد النهاية كان مريرا بالنسبة للشاه بعد أن هرب الشاه بطائرته على اثر ثورة شعبية هائلة رفضا لسنوات من الديكتاتورية والحكم المتسلط والانتتهاكات ضد الشعب والفساد الذي نخر كافة أركان الدولة الإيرانية.
وعندما طار الشاه بطائته لم يكن يعرف إلى أين سينتهي به المطاف، وحاول الذهاب إلى أوروبا ولكنها رفضت استقبال طائرته كما رفضته باقي الدول واحدة تلو الأخرى ما جعله يفكر في الذهاب إلى مصر. 
وأضطر الشاه التوجه بطائرته إلى أسوان فى 16 يناير 1979، فأقدم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات على خطوة تسببت في أزمة بالعلاقات المصرية- الإيرانية وقام باستضافة الشاه الذي كان على علاقة جيده معه منذ نهاية الستينات. 
وحرص السادات على ان يقدم لضيفه مراسم استقبال تليق برؤساء الدول الكبرى، مع السجادة الحمراء عند باب الطائرة واستعراض حرس الشرف، ونزل الشاه وزوجته فى فندق أوبروى المبنى على جزيرة وسط النيل بالقاهرة.  وبعد ذلك لجأ الى مراكش في المغرب بدعوة من الملك الحسن الثاني ولكن اضطر الشاه أن يغادر المغرب، وغادرها على طائرة الملك الحسن الثاني الخاصة إلى جزر البهاما ثم الى المكسيك التي أقام فيها عدة أيام. 
ونظراً لحالته الصحية الحرجة طلب من الولايات المتحدة السماح له بالعلاج لديها ووافقت واشنطن بعد أن تبين ان حالته الصحية حرجه للغاية، قضى الشاه بعض الوقت فى قاعدة حربية أمريكية فى تكساس، ولكن الشاه أضطر مجبراً على مغادرة الولايات المتحدة بعد إحتلال الطلاب السفارة الأمريكية في طهران في 4 نوفمبر 1979.
وطالب الطلاب آنذاك بتسليم الشاه مقابل الأفراج عن الرهائن الأمريكيين، ما دفع الولايات المتحدة إلى إجبار الشاه على سرعة مغادرة أراضيها خوفا على رعاياها.
وعندما أراد أن يعود إلى المكسيك من حيث أتي، وجد أن كل الأبواب مغلقة امامه، وبعدها توجه الى بنما التي لم يستطع الإقامة فيها مدة طويلة الى ان أرسل السادات طائرة خاصة للعودة به الى مصر وتم تخصيص قصر القبة مقراً لإقامته. وخلال فترة حكم الشاه، شهدت إيران من اضطرابات سياسية حادة بعد الحرب العالمية الثانية، دفعت برئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق إلى إرغام الشاه محمد رضا بهلوي على مغادرة إيران، حيث احتدم الصراع بين الشاه ومصدق بداية شهر أغسطس 1953، فتدهور الوضع السياسي تدهورا لم يعرف من قبل.
فالتجأ الشاه إلى بغداد يوم 16 أغسطس 1953 بصحبته زوجته الملكة ثريا ومرافقه الخاص بطائرته الخاصة، واستقبل بحفاوة بالرغم من استنكار حكومة مصدق، وبعد أداء مراسيم الزيارة في الكاظمية وكربلاء والنجف غادر متوجها إلى إيطاليا وقبل أن يغادر وقع قرارين: الأول يعزل مصدق والثاني يعين الجنرال فضل الله زاهدي محله. 
إلا أن الشاه عاد مرة أخرى إلى إيران بانقلاب مضاد لانقلاب رئيس الوزراء بمساعدة المخابرات الأمريكية والبريطانية وأقال مصدّق من منصبه واستعاد عرش إيران.
وولد محمد رضا بهلوي في طهران، وهو الابن الأكبر لرضا بهلوي الذي حكم إيران في الفترة ما بين (1925-1941)، وقد نودي به وريثاً للعرش عام 1926. 
وكان بهلوي آخر شاه (ملك) يحكم إيران قبل قيام الثورة الإسلامية عام 1979، واستمر حكمه من 1941 إلى 1979 وكان يلقب بـ (شاهنشاه) أي ملك الملوك.
وتلقى تعليمه في المدرسة الداخلية السويسرية “لا روسي”، و عاد إلى إيران لاستكمال تعليمه في الكلية العسكرية عام 1935.
وعمل الشاه على إجراء تغييرات سياسية وألغى الأحزاب السياسية مع الإبقاء على الحزب الحاكم، وأعاد الشرطة السرية “سافاك” المسؤول عن انتهاكات لحقوق الإنسان ضد الشعب الإيراني. 
وسعى الشاه إلى تقطيع الأراضي الزراعية الكبيرة واستحداث أراضي صغيرة كي يستفيد 4 ملايين فلاح إيراني من تلك الأراضي، والسماح للمرأة بالتصويت. اثمرت الإصلاحات الزراعية بشكل إيجابي على الاقتصاد الإيراني وكانت فترة الستينات وسبعينات القرن العشرين فترة انتعاش الاقتصادي الإيراني الذي لم يسبق له مثيل.
بالرغم من الانتعاش الاقتصادي، إلا أن التغييرات السياسية التي مست الأحزاب الإيرانية وتفعيل دور السافاك ولدت للشاه أعداء كثيرين.
في 4 فبراير 1949 عند زيارة الشاه لجامعة طهران تعرض لإطلاق نار من مسافة قصيرة اخترقت إحداها خد الشاه ومزقته ونجا من محاولة لإغتيالة، وتم قتل الجاني بإطلاق الرصاص عليه من قبل أحد الضباط المرافقين للشاه، ليتبين من التحقيقات أنه كان أحد أعضاء حزب توده الشيوعي المحظور والموالي للاتحاد السوفياتي.
هو حلف تشكل خلال حقبة الحرب الباردة، حيث تم إنشاؤه عام 1956 للوقوف بوجه المد الشيوعي في الشرق الأوسط، وكان يتكون إلى جانب المملكة المتحدة من إيران و العراق وتركيا وباكستان. تم حل الحلف بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
ومن أهم المشاهد التي استفزت الشعب الإيراني، عندما قام في 1971 بإحتفال إسطوري ضخم بمناسبة مرور 2500 عام لتأسيس الامبراطورية الفارسية القديمة على يد سايروس (كورش) خلال الفترة من 12 أكتوبر إلى 16 أكتوبر 1971 دعا فيه رؤساء وملوك العالم والأمراء لزيارة مدينة برسبولس الإيرانية التي أقيم فيها عرض عسكري ضخم شارك فيه الالاف مرتدين زي الجيش الأخمينية ، صرف على ذلك الاحتفال مبالغ ضخمة قدرت بمئات الملايين من الدولارات. لكن لم يرى اي من الفراد الشعب الايراني هذا الاحتفال نهائيا وكان محصورا على ضيوف الشاة من زعماء العالم. الشاة مات منفيا مقهورا في القاهرة، وحاليا يعيش أبناءه واحفادة في امريكا واوروبا.
في نهاية عام 1973 وبينما كان الشاه في جزيرة كيش&<644; لاحظ وجود تجويف في أدنى الجزء الايسر من القفص الصدري واعتقد انه تضخم في الطحال&<644; ولدى فحصه بعد ذلك تبين وجود تضخم في الطحال، ولكن ليس هناك تضخم في الغدد. وكان الشاه آنذاك في الرابعة والخمسين من عمره. ولكن فيما بعد تبين أن الشاه مصاب بسرطان الغدد اللمفاوية. التي أدت الى وفاته لاحقاً.
الزوجة الأولى كانت الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق التي اختارها له والده وعاشت معه عشر سنوات ثم طلقها عام 1949، والثانية هي الإيرانية ثريا أصفندياري التي اختارتها له الأسرة أيضاً وطلقها عام 1958. فرح ديبا هي الزوجة الثالثة في حياة شاه إيران، لكنها في الحقيقة الزوجة الوحيدة التي اختارها قلبه بحسب وكالة الانباء الفرنسية.
توفي في القاهرة في 27 يوليو 1980 بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي بعد صراع مع مرض سرطان الغدد الليمفاوية، وقد أقام له الرئيس المصري الراحل السادات جنازة عسكرية مهيبة من قصر عابدين وعزفوا السلام الإمبراطوري الإيراني.
وحمل النعش ملفوف بعلم إيران فوق عربة مدفع يجرها ثمانية من الخيول العربية وشارك فيها ولي عهده رضا بهلوي الثاني والرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون وملك اليونان السابق قسطنطين الثاني وسفراء عدة دول ودفن في المقابر الملكية بمسجد الرفاعي بنفس الغرفة التي كان مدفوناً بها والده رضا بهلوي عام 1944 قبل نقله الى طهران بعد طلاق الشاه من فوزية بنت فؤاد الأول. وتقوم الشهبانوا فرح ديبا بزيارة قبره بإستمرار برفقة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات.