استعرضت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية مبادراتها وأنشطتها خلال شهر رمضان، في إطار رؤيتها الاستراتيجية التي تسعى إلى بناء الإنسان وتمكينه اقتصاديًا وثقافيًا وتعليميًا، عبر برامج نوعية وعالية الجودة، ورؤيتها الهادفة إلى إحداث الأثر الأكبر في النطاق الجغرافي لعملها الذي يشمل 86 دولة، وذلك بالشراكة مع 379 جهة شريكة داخل الكويت وخارجها. 
وقال نائب المدير العام للهيئة الخيرية عبدالرحمن المطوع: مستهدفاتنا المالية لهذا العام جمع 3,125,000 دينار كويتي، بنسبة زيادة عن العام الماضي تقدر بـ 39.6%، مشيرًا إلى أن من قنوات بلوغ هذا الهدف التسويق الإلكتروني والفرق التطوعية (13 فريقًا) وكبار المتبرعين والمراكز الإيرادية، ونشاط بعض المؤثرين والمشاهير والتجمعات الشبابية والعائلية والروابط المهنية كالجمعية الطبية الكويتية. 
وأوضح أن الهيئة ترفع هذا العام "شعار.. اترك أثرًا " من خلال التركيز على مشاريع تراعي إنسانية وتنموية ذات أثر متعدد ومستدام من حيث عدد المستفيدين والديمومة. 
ولفت المطوع إلى أن مشروع إفطار الصائم يتكون من سلال غذائية وموائد إفطار في مساجد المتبرعين، حيث نستهدف الصائمين الأشد حاجة في 21 دولة، بالتعاون مع 32 جهة شريكة، من بينها 10 مكاتب خارجية للهيئة الخيرية، والسلة الغذائية تكفي من 6 - 7 أفراد طوال الشهر الفضيل. 
 وذكر أن قائمة الدول المستهدفة من مشروع إفطار الصائم تشمل فلسطين والمهجرين السوريين واليمن ومسلمي الروهينغيا والصومال والسودان والأردن وأوغندا والنيجر ونيجيريا وبنين وبوركينافاسو وباكستان وكازاخستان وأوزباكستان وإندونيسيا والهند وبنغلاديش وتشاد ولبنان والأسر المتعففة في الكويت، كما تسعى الهيئة إلى توزيع العيدية والكسوة على 1634 يتيمًا في دول فلسطين وأوغندا واليمن والأردن، وتوزيع زكاة الفطر على الأسر المتعففة. 
وحول المشاريع التنموية قال المطوع إن الهيئة تستهدف تسويق مشاريع الكسب الطيب وتشمل مشاريع القرض الحسن والتمويل الأصغر، وتوجه إلى أسر الأيتام المنتجة والمتعففة والنساء المعيلات، في فلسطين واليمن ولبنان وسوريا ودول أفريقية وآسيوية، إلى جانب مشروع والتمكين الاقتصادي للأئمة بجمهورية زيمبابوي ومشروع الطاقة الشمسية "نور" لخمسة مساجد ومراكز لتحفيظ القرآن في لبنان.
وأشار إلى أن أهم ما يميز مشاريع آبار الارتوازية ومحطات المياه أنها تخدم عددًا كبيرًا من المستفيدين وعمرها الافتراضي كبير وأثرها يتعدى للبشر والدواب والأرض الزراعية، وتستفيد منها دول مثل اليمن وسوريا وبوركينا فاسو.  
وتابع: كما تحرص الهيئة الخيرية على تنويع برامج كفالة ورعاية الأيتام لتحقيق مفهوم الكفالة الشاملة، التي تشمل الرعاية الصحية والتعليمية والمعيشية والثقافية والتربوية، مع التركيز على أيتام مجمعات الهيئة في أوغندا وبنين، موضحًا أن الهيئة تكفل 11,218 يتيمًا في 9 دول حول العالم، بالتعاون مع 15 جهة شريكة. 
وحول مشاريع أهل في فلسطين قال المطوع: قال إن الحملة الرئيسة للهيئة الخيرية في أول يوم من أيام الشهر الفضيل تستهدف أهلنا في فلسطين، وهي تنطلق تحت شعار "حق وواجب"، وتشمل كفالة أسر الأيتام والمعاقين والطواقم الطبية والأسر المتعففة مدة عام، ومشاريع الإيواء والخيام ومشاريع سقيا الماء، إلى جانب مشاريع أخرى منوعة وتشمل دعم أهل القدس عبر مشاريع الترميم والإيواء والإفطار وكفالة الأيتام. 
وذكر أن الهيئة الخيرية تدعم راهنًا 37 مشروعًا لمساعدة أهلنا في غزة بقيمة إجمالية بلغت 4,450,941 دولارًا أمريكيًا، بالتعاون مع الجمعية الكويتية للإغاثة، وجمعية السلام للأعمال الإنسانية، والمنظمات الفلسطينية داخل القطاع، مشيرًا إلى أن عدد المستفيدين من مشاريع غزة وصل إلى 347,794 مستفيدًا.
ومن مشاريع الإيواء والإسكان التي طرحها المطوع قرية إيلاف في اليمن، وتتألف من 100 وحدة سكنية ومسجد ومدرسة ووحدة صحية وآبار ارتوازية، وقرية جديدة لمسلمي الروهينغيا في الهند، وقرية أخرى متكاملة في النيجر. 
ونوه إلى أن المشاريع الثقافية تضم إنشاء مراكز دعوية ومساجد في بعض دول أمريكا الجنوبية مثل الإكوادور، وغانا في أفريقيا، والهند في آسيا، لتعزيز الثقافة الإسلامية الوسطية، إلى جانب مشاريع كفالة الدعاة وحفاظ القرآن الكريم ومعلميه. 
أما المشاريع التعليمية – كما أوضح المطوع- فتشمل مدرسة المعرفة في اليمن ومركز رعاية الموهوبين في تركيا ومشروع تشغيل الكادر الأكاديمي وطلبة كلية الطب والكليات الصحية بالجامعة الإسلامية في المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة، بواقع 300 مستفيد لمدة 3 شهور ومشاريع بناء فصول دراسية ومدارس وتجهيزها في بنغلاديش والهند والنيجر والهند ومشروع إنارة 10 مدارس في لبنان بالطاقة الشمسية. 
 وعرج على المشاريع الصحية التي تشمل حزمة مشاريع منوعة، تستهدف عددًا من الدول كاليمن وبنغلاديش، وجديدها تسيير قوافل طبية إلى الفئات المحرومة من الخدمات الصحية في المناطق النائية بهذه الدول، إلى جانب مجموعة مراكز صحية متكاملة تقدم خدماتها الصحية للفئات الأشد حاجة في الصومال والهند واليمن وبنغلاديش وإجراء 3000 عملية عيون في دول أفريقية بالتعاون مع فريق التعاون التطوعي. 
شهر البذل والعطاء
ومن جانبه، قال رئيس هيئة الرقابة الشرعية في الهيئة الخيرية د. عجيل النشمي إن موسم رمضان تكثر فيه الخيرات وتنشرح فيه النفوس للبذل والعطاء، وكثير من أصحاب المال قد يتحينون هذا الشهر للإنفاق والبذل والعطاء، ويوقتون زكاتهم في هذا الشهر، والحقيقة أن الزكاة ليس لها وقت محدد، والمال متى ما بلغ النصاب، وحال عليه الحول وجب فيه الزكاة، لأن الزكاة لا يجوز تأخيرها بعد وجوبها، وهو وقت تمام الحول.
وتابع الشيخ عجيل: الناس حاجتهم قائمة طوال العام، والعالم الإسلامي يعج بالمستحقين للزكاة، والزكاة معنية حصرًا بحالات ثمانية محددة، لا يخلو منها أي مجتمع مسلم، وبالتالي لا وقت محدد لإخراج الزكاة، لكنه يجوز للمسلم تعجيل إخراج الزكاة في رمضان إذا كان هناك حاجة ملحة، والحاجة الملحة قائمة في غزة اليوم. 
ولفت إلى أن المسلمين يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة في كثير من البلدان المنكوبة، وأهل غزة في مقدمة هؤلاء، مشيرًا أن الأمر في غزة وصل إلى حد التهلكة والفقر المدقع مع استمرار العدوان الظالم عليهم، ومن واجب المسلمين أن يصرفوا لهم الزكاة، ومن أولويات الزكاة أن تنفق في إنقاذ الأنفس، ثم تأتي أولوية الإطعام في ظل ما يعانونه من تجويع، ثم أولوية السكن وهكذا. 
وتحدث أيضًا عن أولوية المشاريع التي يعم نفعها المجتمعات، وضرب مثلًا بحفر بئر يكون مصدرًا لشرب الناس والدواب وإحياء قرية بكاملها. 
 ورد الشيخ عجيل على شبهة تخصيص الزكاة للأفراد من دون المشاريع، مبينًا أن هذه المسألة لا تحتمل الخلاف، فالأولى أن نقيم مشروع خياطة للمرأة لتعول أسرتها من عائده، بدلا من أن نمنحها الطعام والشراب، فالآلة تعمل وتنتج، وكذلك دور الأيتام والجامعات التي يعود نفعها على قطاعات واسعة من الناس. 
 وأشار إلى أن غزة تعاني حصارا وتجويعًا، وينبغي ألا يقول أحد المسلمين في هذا الصدد لقد أخرجت الزكاة، لأنه من الجائز التعجيل بزكاة العام المقبل، وفي الصدقات أيضًا متسع للإنفاق، لأن في المال حق سوى الزكاة، لأن الزكاة المفروضة لا تحل إلا للأصناف الثمانية الذين عينهم الله، اما الصدقات فمجالاتها متعددة.