وصلت تعليمات خاصة لبعض من المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي النشطة تتعلق برسالتين ، الرسالة الأولى كتابة تفاصيل عن عقد قيادات من حركة حماس وخلال الساعات الماضية لما يمكن وصفه بقمة سرية في تركيا ، وهي القمة التي ترأسها نائب قائد حماس صالح العاروري وقائد حماس في الخارج خالد مشعل، وبعض من القادة والمسؤولين في الحركة. 
 
 
المعلومات الواردة تشير إلى وصول العاروري الى تركيا من مقر إقامته الدائم في بيروت، في حين جاء مشعل من مقر إقامته من العاصمة القطرية الدوحة، وهو ما يتنافى مع المعلومات التي زعمت بأن قيادات حماس تركت العاصمة القطرية الدوحة خلال الأيام الماضية عقب ضغوط على قطر. 
 
 
ويشير تحليل مضمون موقع هذا الاجتماع إلى أن حركة حماس اختارت أجراء هذا الاجتماع في تركيا وليس عن طريق وسائل الاتصال الأخرى مثل محادثات الفيديو او المكالمات المشفرة حتى يصل للجميع الشعور بالأمن وأن الكيان الصهيوني غير مطلع على تفاصيل هذا الاجتماع. 
 
 
الرسالة الثانية 
أما عن الرسالة الثانية فكانت تتعلق بالحديث عن وجود بعض الانقسامات داخل قيادة حماس بسبب "اليوم التالي بعد انتهاء الحرب ، الرسالة تلخصت في ضرورة نقل النقاط التالية: 
 
 
1- أن رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار غضب من شخصيات معينة ، وهي اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس واعضاء المكتب خالد مشعل وخليل الحية بعد اجتماعهم مع ممثل محمود عباس في الدوحة
لمناقشة اليوم ما بعد الحرب (الملاحظ هنا أن الرسائل طالبت بكتابة أسماء قيادات حماس التي يختلف معها السنوار)
2- التأكيد بأن السنوار أغلق الاتصالات ووجه المكتب السياسي للحركة بعدم الحديث عن قيادة فلسطينية جديدة بهذا الخصوص بين حماس والسلطة الفلسطينية
3-الحديث عن وجود خلافات استراتيجية في الحركة تتعلق بجدوى القيام ب عملية السابع من أكتوبر، واعتبارها مغامرة مجنونة وتحميل السنوار مسؤولية ما حدث
4-وقد تم توجيه انتقادات لبعض من قيادات الحركة ممن كانت على علم بأن هناك شيء ما كان سيحصل ، وجرى الاتفاق على تأجيل كل الخلافات إلى ما بعد تحقيق وقف إطلاق النار..
5-الحديث عن أن ايران خذلت المقاومة رغم الوعود التي قدمتها لهم بدعمهم من قبل تنفيد عملية السابع من أكتوبر.
6-الرسالة تضمن أيضا حتمية الحديث عن أن قيادات حركة حماس بلغوا ما يشبه اليقين أن حكمهم انتهى في غزة والمخطط المترتب على العدوان كبير وترعاه واشنطن، وأن عليهم التضحية من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه.
تقدير استراتيجي 
 
 
في هذه الفترة من الفترات التي تتصاعد بها العمليات العسكرية في أي موقع تتزايد التسريبات الأمنية والاستخباراتية المتعددة في الصحف العربية ، بصورة لافتة ، الأمر الذي يزيد من دقة التفاعلات السياسية الحاصلة بين الحين والآخر على الصعيد السياسي . إلا أن الواقع السياسي يؤكد منطقية الرسالتين الأمنيتين ، خاصة وأن ترميل بالفعل أرسلت بعض من الإشارات لقيادات حماس تطالبهم بالتواصل الأمني مع بعضهم البعض عبر أراضيها ، وهو ما بات واضحا مع لغة التحدي التي أرسلتها تركيا إلى الكيان الصهيوني عقب إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه "كلف" قيادات الموساد بمتابعة وتصفية قيادات حماس في أي موقع، الأمر الذي أغضب تركيا بوضوح ودفعها إلى الرد على هذه التهديدات بتهديدات مماثلة تحذر الدولة العبرية من الاقتراب من عناصر حماس على أراضيها.
 
غير آن التحركات الأمنية التركية المرتبطة بقيادات محظورة تتواجد في دولة قطر تلقى استحسانا من الدوحة ، خاصة وأن الدوحة ترى أن لتركيا الإمكانات الجغرافية والسياسية والاستراتيجية التي تساعدها على احتواء الكثير من الخطوات بالتنسيق مع قطر ، وهو ما يفسر انعقاد الاجتماع الأخير في تركيا. 
وبالإضافة لذلك بات من الواضح أن تداعيات عملية السابع من أكتوبر تتواصل على كافة الأصعدة ، الأمر الذي يزيد من دقة الموقف حاليا .   
 
وبالطبع جاءت التصريحات التي أدلى بها أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ خلال الساعات الماضية لقناة العربية لتعكس دقة واضحة، حيث قال الشيخ أن المنظمة هي المرجعية الوحيدة للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن ستتم محاسبة حركة حماس لكن بعد وقف النار في قطاع غزة.
كذلك أشار إلى أنه لا اتصالات جدية ورسمية مع حماس منذ اجتماع العلمين في مصر، مبيناً أن حماس هي من قطعت الاتصالات مع المنظمة.
 
وبالطبع يعكس تصريح حسين الشيخ أهمية وحساسية واضحة خاصة وأنه شدد على أهميه محاسبة حركة حماس ، وهو ما يعني أن الأمور ليست على أفضل ما يران بين فتح وحماس حتى في هذا الوقت.  
عموما فإن ما يتم تداوله بشأن الخلافات الاستراتيجية بين عناصر من حركة حماس ، فإنه يمثل أمرا طبيعيا ، خاصة وأن بالحركة توجهات وأجنحة وتيارات داخل الجسد الواحد ، في ظل الحياة التي تتمتع بها حركة حماس في مختلف التوجهات.