كشف الخبير في الشئون الاقتصادية محمد النقي ان المشاريع الصناعية الصغيرة أو الذرية هي المشاريع التي يقوم عليها الصانع أو التاجر الصغير. فيقدم عمله ورأسماله وسائر عناصر الإنتاج وقد يستخدم قليلاً من العمال ولكنه يبقى على صلة مستمرة معهم ومع العمل، ثم إنه يييع منتجاته في السوق ويخضع لقانون العرض والطلب في السعر، ولئن كان يبتغي الربح من عمله فإن الربح ليس كل غايته، وما يحفزه للعمل حب المهنة أو حب الاستقلال أو ذوق الإتقان، كالمجلد الذي يحب اتقان عمله ليحافظ على سمعته.ولقد كانت المشاريع الصغيرة هي السائدة في القرون الوسطى وفي العصور الأخيرة في الإنتاج والمعادلة؛ ثم بدأت تنكفيء في كثير من القطاعات إعتباراً من أواخر القرن الثامن عشر ليحل محلها المشروع الرأسمالي . ولئن تنبأ كارل ماركس بزوالها، تحت ضغط حركة التمركز، إلا أن التمركز الذي شمل المشاريع فجعلها أكبر حجما لم يقض على كثير من المشاريع الصغيرة التي بقيت حتى الآن في كل من القطاعين الصناعي والتجاري وفي الصناعات المنزلية. خرج ما يزيد على 30 ألف كويتي إلى سوق العمل سنويا لينتقلوا من محراب الجامعة إلى سوق محدود ليجدوا أنفسهم بين مطرقة قطاع خاص يعطي الأولوية لتوظيف العمالة الوافدة الأقل تكلفة وسندان قطاع حكومي يعاني مع زيادة عجز الموازنة ومطالب دائمة بالتقشف لتبقى الفرص قليلة يتحول معها سوق العمل إلى نفق ضيق تمثل فيه المشروعات الصغيرة والمتوسطة أحد أبرز مخارجه ونقاطه المضيئة ليست للمبادرين من أصحاب المشروعات الذين وجدوا في أفكارهم ضالتهم ليقتحموا الحياة العملية فقط بل للعديد من الشباب الذين ستتاح لهم فرص عمل اكثر في حال نجاح تلك المشروعات ونموها داخل الاقتصاد الكويتي. تعتبر التجربة اليابانية في مجال إقامة وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة واحدة من أغنى التجارب العالمية وهي بمنزلة نموذج يمكن ان يحتذى من قبل كل الدول الراغبة في تنمية اقتصاداتها من جهة والتغلب على مشاكل البطالة والفقر ومن ابرز الركائز الأساسية التي ساهمت في انجاح التجربة اليابانية: إلزام الشركات التي تحصل على مناقصات حكومية بأن يكون نصيب الشركات الصغيرة والمتوسطة ليس بأقل من 30% من قيمة المناقصة. التأمين على المشاريع الصغيرة خوفا من مخاطر الإفلاس، حيث تقوم بتطبيق هذه السياسة مجموعة من المؤسسات المالية والتأمينية، ويمكن للمشروع الصغير المساهمة بقسط تأميني يدفع شهريا. قصد بمشاريع التنمية الصناعية الإنتاجية تحويل المواد الخام إلى مواد مصنعة أو نصف مصنعة أو تحويل المواد نصف المصنعة إلى مواد كاملة التصنيع أو تجهيز المواد كاملة الصنع وتعبئتها وتغليفها وتتسع أنشطة القطاع الصناعي لتقدم مجالات عديدة لنشاط مشاريع الأعمال الصغيرة والمتوسطة ، يمكن توضيحها .الصناعات التي تكون مدخلاتها منتشرة في أماكن متعددة، مثال صناعة الألبان والمطاحن، وتقطيع الحجارة والمنتجات الحجرية وأعمال المقاولات، وأية أنشطة تقل فيها عملية نقل المواد وتكاليفها إلى حد كبير جدا نتيجة لقيام الصناعات الصغيرة قريبا في أماكن وجود المواد الخام، وبالتالي يمكن أن ينشأ أكثر من مصنع بحجم صغير في أماكن مختلفة لإنتاج السلعة ذاتها، ويتوطن كل مصنع بالقرب من أماكن وجود المواد الخام أو المدخلات التي يعتمد عليها. الصناعات التي تنتج منتجات سريعة التلف (صناعات الألبان ومنتجاتها وصناعات الثلج والخبز والحلويات) لأن هذه المشاريع تعتمد على الإنتاج يوما بيوم للسوق، وتكون فترة التخزين لمنتجاتها محدودة لأنها تنتج لتغطي احتياجات السوق في المنطقة المحلية التي تتوطن فيها. وهذا يبرر أن تكون هذه المشاريع قريبة من أسواق المستهلكين. الصناعات ذات المواصفات الخاصة للمستهلكين (منتجات النجارة من أبواب ومنافذ وأثاث وأنواع الطوب وخياطة الملابس ...). الصناعات التي تعتمد على دقة العمل اليدوي أو الحرفي (مشغولات الذهب والماس والملابس المطرزة وصناعات الفخار والخزف والصيني وصناعات الأواني الزجاجية والمنتجات النحاسية...).المشاريع الصغيرة في مجال التعدين (المنجم الفردي الصغير): تلك المشاريع التي تنهض بإحدى عمليات وأنشطة المناجم والمحاجر والملاحات، معتمدة على العمالة والمجهود البشري بصورة أساسية وتستغل خامات تتركز على سطح الأرض أو في أعماق قريبة ولا تتطلب عند اكتشافها أو تقييمها أو استخراجها أو تجزئتها، عمليات تكنولوجية معقدة، ولا تحتاج إلى آلات ومعدات متقدمة أو باهظة التكاليف.