ابتكر باحثون طريقة علمية لتصميم لقاح لفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أطلقوا عليها اسم «تقليم السكر».
وأوضح الباحثون من «معهد أبحاث سكريبس» في الولايات المتحدة الأمريكية أن الفكرة الجديدة بإمكانها تجاوز مشكلة عدم تعرف جهاز المناعة البشري على اللقاح، وذلك حسبما أفاد موقع «الشرق الأوسط»، نقلاً عن دورية «نيتشر كوميونيكيشنز».
وذكروا أنهم نجحوا في تقليم جزيئات السكر (أي تقصيرها) في تصميم جديد للبروتين، ليتم استخدامه في إنتاج لقاح، وهو ما يحل مشكلة تتمثل في أن البروتين السطحي لفيروس نقص المناعة البشرية (env) يغطي جزيئات السكر المرنة المسماة بـ«الجليكان»، وهو ما يجعل اللقاحات المعتمدة على تصميم هذا البروتين تواجه عدم تعرف جهاز المناعة البشري عليها.
وقال جيانغ تشو، الأستاذ في قسم البيولوجيا الهيكلية والحاسوبية في «معهد أبحاث سكريبس»، إن «إحدى استراتيجيات الدفاع التي يستخدمها الفيروس في حماية هيكله الأكثر تعرضاً (env)، هي حمايته بجزيئات السكر المسماة (الجليكان)، ولذلك لم تكن اللقاحات المعتمدة على تركيب هذا البروتين تحقق استجابة مناعية كبيرة، ولكن مع التصميم الجديد، يبدو أننا قد حللنا جزءاً كبيراً من لغز لقاح فيروس نقص المناعة البشرية».
وأظهر اللقاح الجديد تحسناً ملحوظاً في القدرة على تحييد الفيروس في الاختبارات قبل السريرية، حيث أدت النسخة المشذبة من اللقاح إلى استجابات أقوى للأجسام المضادة المعادلة للفيروس بشكل لافت للنظر مقارنة بنسخة غير مشذبة من الجليكان.
وفي أحد الاختبارات التي أُجريت على الفئران، على سبيل المثال، ولّد 7 من أصل 8 نماذج حيوانية محصنة استجابات قوية للأجسام المضادة المعادلة، مقارنة بواحد فقط من 8 للنسخة غير المشذبة من الجليكان.
وأضاف تشو أنه «سيتم قريباً إجراء دراسة على الأشخاص الأصحاء الذين يتطوعون للمشاركة في التجارب السريرية، حيث وافقت المعاهد الوطنية للصحة بأمريكا (nih) على رعاية تجربة سريرية مستقبلية بعد تحقيق نتائج واعدة في التجارب قبل السريرية».