أكد مدير إدارة الإغاثة بجمعية الإصلاح الاجتماعي في نماء الخيرية خالد مبارك الشامري أن العمل الإنساني والإغاثي يهدف إلى إنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة المنكوبين والحفاظ على الكرامة الإنسانية.
وأوضح الشامري لـ الوسط أن العمل الإنساني الفعال وذو الأهداف بعيدة المدى والاستراتيجية هو العمل الذي يعتمد على التمكين كهدف رئيس وذلك انطلاقا من الحكمة القائلة «لاتعطني سمكة بل علمني كيف أصطاد» وتتطرق الشامري للحديث عن العمل الإنساني والإغاثي في الحوار التالي:
< بداية نريد أن نتعرف على أهمية العمل الإغاثي في نماء الخيرية؟
 
 
- يهدف العمل الإغاثي إلى إنقاذ الأرواح وتخفيف معاناة المنكوبين والحفاظ على الكرامة الإنسانية على جميع الأصعدة خلال الأزمة أو بعدها سواء كانت تلك الأزمات بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية فيما تعد المساعدات الإنسانية أساسية لتحسين حياة الأفراد والمجتمعات ككل لتتخطى الأزمة وتبعاتها وتعمل نماء الخيرية في هذا المجال لتحسين أوضاع المنكوبين في جميع أنحاء العالم كما يحرص العاملون في المجال الإغاثي على التوجه إلى الأماكن غير المعتادة وفي ذلك ضمان لاستمرارية أهداف التنمية المستدامة.
 
 
< ما أهمية العمل الإغاثي على المستوى الفردي؟
 
 
- للإجابة عن هذا السؤال لابد من الانطلاق من الأهمية الدينية فجميع الشرائع والأديان حضت على مناصرة الفقير وتقديم العون له والإسلام رفع هذه الأهمية إلى منزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد قال تعالى « «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ»
 
 
< وماذا عن الأهمية الإنسانية؟
 
 
وهناك الأهمية الإنسانية حيث يستهدف العمل الإنساني الأفراد في كونه تلبية لحالة إنسانية فالقضايا الإنسانية تعتبر من أهم الدوافع للعمل الإنساني وهذه الحالات الإنسانية تتم معالجتها عادة إما عن طريق العمل الإنساني الفردي أو العمل الإنساني المؤسسي 
 
 
< وماذا عن الجانب الاجتماعي؟
 
 
- الأهمية الاجتماعية تكمن  في أن تقديم العون للأفراد والمحتاجين له أثران قصير وطويل الأجل أما القصير الأجل فتتمثل في الجانب الإنساني الذي ذكرناه سابقاً أما الأمد الطويل فتتضح أهميته في الجانب الاجتماعي فغياب الدعم الناتج عن العمل الإنساني للأفراد المحتاجين سيدفعهم إلى الانحراف وخاصة الأطفال منهم فاليتامى والمشردين إذا لم يتم استهدافهم من العمل الإنساني على شكل خدمات مادية وتعليمية وتربوية سيتحولون إلى أفراد منحرفين وهناك تكمن أهمية العمل الإنساني كأهمية وقائية فهى تعود على الأفراد المستهدفين بالعمل وأيضا تعود بالنفع على المجتمع ككل.
 
 
< نريد أن نتطرق إلى أهمية العمل الإنساني على المستوى الأسرى؟
 
 
- للعمل الإنساني أهمية كبيرة على المستوى الأسري والذي يكمن في حماية كيان الأسر ولايقصد هنا بالأسرة مجموعة من الأفراد الذين يعيشون في مكان واحد بل يقصد به جملة العلاقات الإنسانية التي تجمع هؤلاء الأفراد سواء العلاقات الزوجية أو علاقة الأهل بالأولاد فالعمل الإنساني يستمد أهميته على المستوى الأسر في كونه تحصيناً وحماية لهذه العلاقات وذلك أن العوز وضيق ذات اليد يدفع الأسر إلى التفكك والانحراف ناهيك عن ارتفاع مستوى العنف الأسرى في البيئات الفقيرة والمعدمة اقتصادياً وأيضا للعمل الإنساني أهمية كبيرة على مستوى تعزيز مشاركة الأسرة في المجتمع إذ أن العمل الإنساني لايشمل الدعم المادي والعيني فقط بل يشمل مختلف أشكال الدعم التي تحتاجها الأسر فيشمل التعليم والتربية وهو ما تتبناها نماء حينما رفعت شعار نهتم بالإنسان فتقديم الدعم العيني الخاص بالتعليم للأطفال يسهم في زيادة فاعلية الأسرة في بيئتها الكبيرة 
 
 
< نريد أن نتعرف على أهداف العمل الإنساني؟
 
 
- إن العمل الإنساني الفعال وذو الأهداف بعيدة المدى والاستراتيجية هو العمل الذي يعتمد على التمكين كهدف رئيس وذلك انطلاقا من الحكمة القائلة «لاتعطني سمكة بل علمني كيف أصطاد» فالعطاء والمنح غير الإعانات كمصدر للدخل والعيش أما التمكين فيهدف لإعانة الفقراء والمعوزين على المدى القصير من خلال تقديم العون المباشر وعلى المدى الطوبل يهدف إلى دعم هؤلاء الفقراء على تأمين مصدر دخل دائم يعتمد على جهدهم الذاتي وعملهم الخاص وكأمثلة عملية على الطرق التي يمكن اتباعها لتحقيق هدف التمكين متعدد الجوانب للفقراء والمعوزين والتأهيل المعني لأفراد هذا المجتمع مثل تعليم الحرف المختلفة أما على المستوى الأسري فالخدمات التي تقدمها المنظمات الإنسانية للعمل الخيري والإنساني على المستوى الأسرى متعددة ومتنوعة فهى تختلف باختلاف البيئات المستهدفة وباختلاف الحاجات الحقيقية التي تختلف باختلاف الواقع الاقتصادي لهذه الأسر 
 
 
< وماذا عن أهمية العمل الإنساني على مستوى المجتمع؟
 
 
- لايجب التوقع بأن أهداف العمل الإنساني على مستوى المجتمع تقتصر على تأمين طعام وشراب للفقراء أو إيواء المكنوبين والمهجرين فأهداف هذا العمل أعمق تأثيراً وأوسع نطاقاً فيمكن وصف أثر هذه الأعمال بأنها تحقق نوعاً من التوازن الذي يحتاجه المجتمع حيث أنه يعمل بشكل أساس على تحقيق الاستقرار في المجتمع وزيادة معدلات الأمان ويحد من معدلات الجريمة والانحراف مما ينعكس ايجاباً على المجتمع سواء اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً ويقلل من الجوانب السلبية التي قد تترافق مع ما يحدث من تطورات مجتمعية على كافة المستويات.
 

 فهد واللوكيميا

بالأمل تحيا النفوس، وتستمر الابتسامة، وتتعالى الضحكات، وتبقى الحياة والشفاء دائماً بيد الله سبحانه وتعالى، ويبقى العلاج وتلقيه ومتابعته هو اتخاذ الأسباب التي يجب أن يجتهد فيها الإنسان؛ فالأخذ بالأسباب هو أحد جناحي التعافي بعد التوكل على الله تعالى. 
 وقصتنا أشبه بالرواية التي ما إن يبدأ القارئ فيها إلا وتجذبه الأحداث:
 فهد.. شاب في الثامنة والعشرين من عمره، سوري الجنسية.. تعرض في أوائل عام 2003 لسعال متواصل وألم شديد وفقدان للشهية، ولم يخطر بباله أنه قد يكون علامة على وجود شيء خطير ينتظره، توجه فهد إلى المستشفى بصحبة ابن عمه، فوصف له الطبيب أدوية ومُسكنات، لكن دون فائدة. 
ظل السعال وفقدان الشهية موجودين حتى شعر فجأة بألم شديد لم يستطع أن ينام، في تلك اللحظة كان عليه أن يتوجه إلى الطبيب مرة أخرى بصحبة ابن عمه للفحص الطبي، فطلب الطبيب من فهد التوجه إلى المختبر لإجراء بعض التحاليل الطبيبة، وبالفعل قام بإجرائها.. ظهر في التحاليل أن فهد لديه لوكيميا (وهو سرطان الأنسجة التي تشكِّل الدم)، لكن الطبيب آثر أن يتأكد، فطلب منه الذهاب إلى المختبر مرة أخرى لإجراء تحليل آخر؛ للتأكد من المرض، وبالفعل ذهب إلى المختبر، وعاد مسرعاً إلى الطبيب بصحبة ابن عمه.. الذي ظل واقفا متوجساً من الخوف، فأخبره الطبيب أن محمود سيكون تحت العناية لمدة معينة، ثم أخبر الطبيب ابن عم فهد بالأمر، الذي سارع بالاتصال على أفراد العائلة وأبلغهم الخبر. 
قام الطبيب بتحويل فهد إلى مستشفى مكي جمعة، ثم بدأ فهد في الخضوع للعلاج، بعد أن أصيب بحالة من الانهيار عقب سماعه بالخبر، لكن العائلة كان لها دور مهم في الدعم النفسي، وكان أيضا لمبرة الدعم الإيجابي ونماء الخيرية أثر كبير من خلال الدعم النفسي الذي قدموه، وبدأت رحلة العلاج.. 
يقول فهد: “قبل البدء في العِلاج الكيماوي شَرح لي الأطباء أن العلاج الكيماوي سيكون صَعبًا، وستكون له أعراض جانبيّة، وبالفعل كان هناك العديد من الأعراض الجانبية.. كنت دائماً أفكر بأن هذا هو الطريق الصعب الذي علينا أن نسير من خلاله إلى رحلة الشفاء”. 
أكثر ما كان يؤلم فهد هو توفير ثمن الدواء مرتفع الثمن، كما يقول؛ حيث استطرد: “حينها كان عمري 18 عاماً، والدي كان في سوريا وإخواني يعملون، لكن مع عملهم لن يستطيعوا توفير ثمن الدواء لارتفاع ثمنه.. كانت لدينا معضلة فيمن سيوفر لنا الدواء.. لكن قامت إدارة المستشفى بتحويلنا إلى مبرة الدعم الإيجابي ونماء الخيرية اللتين بادرتا بدراسة الحالة، وبالفعل قررتا صرف الدواء، وبدأت رحلة العلاج إلى أن منَّ الله علي بالشفاء.. فالحمد لله رب العالمين”. 
بعد فترة من العلاج أصبح فهد يشعر بالقوة مُجددًا، واستطاع مقاومة هذا المرض، بفضل الله تعالى؛ حيث يقول: “الحالة النفسية ركيزة أساسية إلى جانب الأدوية في عملية الشفاء.. وهو ما ساعدتني به كثيراً مبرة الدعم الإيجابي ونماء الخيرية، إضافة إلى الدعم الاجتماعي ممثلًا بالأسرة والأصدقاء والمحيطين. 
وفي النهاية أقول:  شكراً كويت الخير.. شكراً نماء الخيرية.. شكراً مبرة الدعم الإيجابي 
 

ما وراء الصورة

 
جاءت لي من بعيد ممسكة بيد ابنتها تناديني «دكتور» (هكذا ينادوننا لكوننا ضمن فريق طبي لعمليات المياه البيضاء) وهي تضع النظارة الذهبية أي للتو تم إزالة الشاش الأبيض عن عينها بعد يوم من إجراء عملية المياه البيضاء.
 قالت لي: «لقد أُجريت لي العملية لكن لم تنجح، فلا زلت لا أستطيع الرؤية، جئت لك حتى أقول لكم ولكل أهل الكويت شكرًا.. أنتم جئتم من مكان بعيد وقدمتم لنا المساعدة بالعمليات لاسترجاع البصر، لكن الله لم يقدر لي النظر مرة أخرى فلله الحمد والمنة.. أردتك أن تسمع هذا الكلام مني»0
ربما يكون هذا من أكثر المواقف الإنسانية التي أثرت فيني، فمشهد الفقر والحاجة أو المرض مألوف ونشهده كثيرا، لكن مشهد المبادرة بالشكر والامتنان برغم الحاجة، وموقف الرضا والقبول بقضاء الله برغم العمى الطارئ الدائم في حالتها ليس مشهدا عاديا، فقط الإنسان العزيز يقوم بذلك، أذكر أنني بالكاد أمسكت دموعي لمساندتها ودعمها في صبرها على قضاء الله0 
 

مشروع «عشرة بعشرة»

مشروع اليوم في نماء الخيرية هو عشرة في عشرة فتبرعك من خلاله تستطيع أن تساهم في عشرة مشروعات مختلفة منها مدرسة ابتدائي وأخرى متوسطة وثالثة ثانوية ودار للأيتام وسكن للطلاب وسكن للمشرفين والعاملين ومزرعة ومخبز ومسجد وبئر ومشغل للخياطة وورش حرفية ومستوصف وغيرها من المشروعات وهو عبارة عن مجمع تنموي لرعاية الأيتام تساهم نماء الخيرية من خلاله في تغيير مفهوم كفالة الأيتام وطلاب العلم من مجرد إطعام فقط إلى رعاية شاملة وتنمية حقيقية لكي يتخرج اليتيم من المجمع ليساهم في تنمية المجتمع.
فالمجمع يرعى اليتيم والفقير والمحتاج من الصغر وهي المرحلة الابتدائية الى المرحلة الثانوية مع توفير أماكن خاصة لنوم الطلبة مجهزة بطريقة تناسب البيئة التي سيكون بها المجمع.