افتتح وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، أول أمس، فعاليات موسم الجهراء الثقافي الثاني (2025 - 2026) الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في (القصر الأحمر) ويستمر حتى منتصف شهر فبراير من العام المقبل.
وقال الوزير المطيري في كلمة خلال افتتاح الفعاليات: إننا نلتقي هذا المساء في مناسبة ثقافية عزيزة على قلوبنا جميعا لنفتتح معا موسم الجهراء الثقافي الثاني في هذا الصرح التاريخي الشامخ (القصر الأحمر) الذي يتجلى اليوم شاهداً على أمجاد الماضي ومنصة نابضة تجمع الأصالة بروح الحداثة وتفتح آفاقا جديدة لمستقبل الثقافة والإبداع في وطننا الغالي.
وأضاف أن دولة الكويت تحظى بما تمتلكه من إرث عريق بمتابعة واهتمام كبيرين من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وسمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء، موضحاً أن التراث يشكل في رؤية قيادتنا الحكيمة رسالة حضارية وأداة لتعزيز الهوية الوطنية والتقارب الإنساني.
وذكر أن هذا الموسم يستهل تزامناً مع الاحتفاء بمدينة الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025 وهو ما يعكس المكانة الريادية لدولتنا في المشهدين الثقافي والإعلامي العربي ويترجم نجاح المبادرات النوعية التي أطلقتها دولة الكويت لتعزيز التواصل الحضاري واحتضان الفكر المبدع وترسيخ دورها كجسر ثقافي يصل بين الأمم ويمنح الإبداع مساحة تليق به.
واستطرد الوزير المطيري قائلاً: أكدنا في النسخة الماضية ولا نزال أن التراث رصيد حضاري تستمد منه الأمم هويتها وقوتها وأن المواقع التاريخية تشكل ذاكرة حية تنبض بقصص النضال والعطاء وتجسد مسيرة الإنسان الكويتي الذي واجه التحديات بعزيمة وإرادة ويأتي (القصر الأحمر) الذي شيد عام 1896 بأمر من المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الصباح “طيب الله ثراه” رمزاً للصمود والوحدة الوطنية وشاهدا على بطولة أبناء الكويت ليعود اليوم مركز إشعاع ثقافي من خلال فعاليات هذا الموسم المميز.
وأعرب عن خالص الشكر والتقدير إلى محافظ الجهراء حمد الحبشي وإلى فريق العمل في المحافظة وإلى العاملين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ولكافة الجهات والمشاركين الذين أسهموا في تنظيم هذا الحدث الثقافي المتجدد الذي بات علامة بارزة على خارطة النشاط الثقافي في دولة الكويت.
من جانبه قال محافظ الجهراء حمد الحبشي في كلمة خلال الحفل: إن فعاليات الموسم تأتي برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتعاون مع محافظة الجهراء استمراراً لنهج وطني داعم الحراك الثقافي في مختلف محافظات البلاد بما يعكس دور الثقافة في رفع الوعي وتعزيز الهوية الوطنية.
وأضاف أن هذا اللقاء المميز في (القصر الأحمر) الذي يجسد ذاكرة الوطن وتاريخه ويجمع بين أصالة الماضي وروح الحاضر يأتي احتفاء بانطلاق الموسم الثقافي الثاني لمحافظة الجهراء.
وأوضح أن ما نشهده اليوم من حضور يعبر عن وعي المجتمع بأهمية الثقافة ودورها في نهضة الوطن، مؤكداً أن محافظة الجهراء تمضي بثقة نحو تعزيز مكانتها كمركز ثقافي بارز ورافد للحركة الثقافية الوطنية.
من جانبه قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار لـ (كونا): إن موسم الجهراء الثقافي الثاني يشكل فرصة لتعزيز التواصل بين الجمهور والقطاع الثقافي عبر فعاليات نوعية تشمل العروض الفنية والمعارض التراثية بما يسهم في ترسيخ موقع (القصر الأحمر) والمحافظة على خارطة الأنشطة الثقافية في البلاد.
وأضاف الجسار أن تنوع أنشطة الموسم هذا العام تعكس حرص (الوطني للثقافة) على دعم المبدعين وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية إذ تسلط الضوء على الهوية الثقافية والتراثية للمحافظة وما تزخر به من مواهب ومكونات حضارية.
من جهته قال الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد بن رضا: إن موسم الجهراء الثقافي سيشهد إقامة ورش عمل فنية متنوعة لصقل مهارات المشاركين وتعريفهم بأساليب جديدة في الفنون التراثية وتعزيز مشاركة المجتمع في الأنشطة الثقافية والفنية والفلكلورية المقامة داخل القصر الأحمر.
وأوضح بن رضا أن هذه الورش ستقدم بإشراف نخبة من المختصين والفنانين الكويتيين وستركز على الفنون المرتبطة بالهوية المحلية بما يسهم في إبراز الإرث الثقافي وتوفير منصة إبداعية للشباب والمهتمين بهذا المجال.
وخلال حفل الافتتاح، قدم الفنان القدير جاسم النبهان، فقرة ثقافية تناول فيها تاريخ (القصر الأحمر) مستعرضا أبرز محطاته ودوره في الذاكرة الوطنية باعتباره أحد أهم المعالم التاريخية في دولة الكويت، مسلطاً الضوء على قيمته التراثية وما يمثله من رمزية في وجدان المجتمع الكويتي.
كما تم عرض فيلم وثائقي عن (القصر الأحمر) وما يحتوي عليه من مقتنيات تاريخية ومعالم معمارية، حيث قدم الفيلم سرداً بصرياً سلط الضوء على الأدوار الوطنية التي ارتبطت بالموقع إلى جانب التعريف بأبرز قاعاته ومكوناته التراثية التي تشكل جزءاً مهماً من تاريخ الجهراء والكويت.
وفي اختتام حفل الافتتاح، قام الوزير المطيري بزيارة إلى مكونات القصر شملت معرض (زينة الإبل)، حيث استمع إلى شرح مفصل حول الدور الذي تمثله هذه الزينة في الثقافة العربية والتراث الكويتي وما تحمله من رمزية اجتماعية وجمالية تعكس علاقة الإنسان بالإبل وارتباطها التاريخي بحياة أهل البادية وموروثهم الأصيل.