شهد موقع “توفاة” الواقع في ضواحي العاصمة التونسية قرطاج، اكتشافاً أثرياً جديداً تمثّل في قناع من المرمر لامرأة ذات تسريحة شعر على النمط الإغريقي، يُرجَّح أنه يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد.
 وجاء هذا الاكتشاف وفق بيان لوزارة الثقافة التونسية اليوم، في إطار الأشغال الأثرية الجارية بالموقع بإشراف المعهد الوطني للتراث وبالتعاون مع بعثة أثرية تونسية فرنسية متخصصة في دراسة الطقوس والمعتقدات في قرطاج القديمة.
 ويُعتبر هذا القناع من القطع النادرة التي تعكس التفاعل الحضاري بين قرطاج والبحر الأبيض المتوسط في تلك الحقبة، من خلال ملامحه الفنية ودقّة نحته في مادة المرمر الفاخر.
 وأشار علماء الآثار إلى أنّ القناع المكتشف سيخضع إلى عمليات ترميم دقيقة وتحليل معمّق لتحديد مكوّناته الأصلية والغرض من استخدامه، سواء كان ضمن الطقوس الجنائزية أو الاحتفالات الدينية التي كانت تقام في المعابد القرطاجية.
 وتُعدّ حضارة قرطاج من أبرز الحضارات التي ازدهرت على ضفاف البحر الأبيض المتوسط بين القرنين التاسع والثاني قبل الميلاد، وقد تميّزت بقوة أسطولها التجاري وبراعتها في الملاحة، إلى جانب إرثها الثقافي والفني الغني الذي لا يزال يروي قصة مدينة أسّست مجدها من البحر وجعلت من تونس مركزاً حضارياً فريداً في التاريخ القديم.