مع إسدال الستار على فعاليات معرض «إكسبو 2025 أوساكا»، اختتم جناح دولة الكويت مشاركته الناجحة كأحد أكثر الأجنحة الوطنية استقطاباً للزوّار وإثارة للإعجاب، ضمن هذا الحدث العالمي. فقد تفرّد الجناح بتصميمه المعماري الجريء، ومحتواه الجاذب، ورسائله العميقة التي قدّمها بأسلوب إبداعي، جعله محط أنظار الزوّار بما وفّره من تجربة تفاعلية ملهمة، تُحفّز الفكر وتُلامس الوجدان.
ومنذ افتتاح أبوابه في 13 أبريل 2025، استقبل جناح دولة الكويت ملايين الزوّار، ليُتوَّج بلقب الجناح الأكثر زيارة بين الأجنحة المشاركة في المعرض. وقدّم الجناح، الكائن في منطقة “تمكين الحياة”، تجربة تفاعلية وغامرة أطلع خلالها الزوّار من مختلف أنحاء العالم على تراث الكويت وبيئتها وشعبها، إلى جانب رؤيتها الطموحة وتطلعاتها نحو المستقبل. وصُممت المعروضات التفاعلية والتجارب الغامرة في الجناح بعناية فائقة، لتستقطب الزوّار من جميع الأعمار والخلفيات والقدرات، لضمان تجربة إنسانية شاملة تبقى راسخة في الذاكرة.
ومنذ البداية، حظي جناح دولة الكويت بإشادة واسعة لتصميمه المتفرّد المستوحى من تناغم عناصر الطبيعة الكويتية التي تجمع بين سكون الصحراء ونبض البحر. وقد شكّل هيكله المفتوح والانسيابي، الذي يتوَّج بقبة مركزية مهيبة، معلماً بصرياً لافتاً ضمن موقع “إكسبو 2025 أوساكا”. أما في الداخل، فقد خاض الزوّار تجربة غامرة متعددة الحواس، مدعومة بتقنيات رقمية تفاعلية، تأخذهم في رحلة سردية حيّة عبر ملامح الهوية المتجددة للكويت وطموحاتها المستقبلية في إطار “رؤية دولة الكويت 2035». 
وتجاوز حضور جناح دولة الكويت في “إكسبو 2025 أوساكا” حدوده المعمارية ومحتواه الإبداعي، ليحصد اهتماماً إعلامياً واسعاً، شمل أبرز وسائل الإعلام اليابانية والدولية. وقد نالت الرسائل الواضحة التي حملها الجناح، ومعروضاته التفاعلية، إشادة كبيرة من المعلّقين، إلى جانب قدرته اللافتة على تمثيل الكويت بثقة وعمق ثقافي أصيل. وقد تحول الجناح إلى نموذج يُحتذى به في كيفية توظيف الدول لقواها الناعمة وتعبيراتها الإبداعية لبناء الحضور الدولي وتعزيز الحوار العالمي. 
كما نال جناح الكويت إشادة خاصة على صعيد التجربة الذوقية لما قدّمه من تجربة طهي استثنائية. فقد تألق المطعم الموجود داخل الجناح، في نقل نكهات المطبخ الكويتي إلى الساحة العالمية. واستوحى المطعم أطباقه من مكونات أصيلة ووصفات تقليدية، مُقدّماً للزوّار تجربة فريدة تُمكّنهم من تذوّق أطباق الكويت التراثية الغنية، ليُصبح بذلك أحد أكثر وجهات الطعام جذباً للزوّار ضمن “إكسبو 2025 أوساكا».
وتعقيباً على هذه المسيرة، قال “سالم الوطيان”، المفوض العام لجناح دولة الكويت في “إكسبو 2025 أوساكا”: “كان هذا الجناح بمثابة رسالة من دولة الكويت إلى العالم، روينا من خلالها حكايتنا بصدق وفخر وانفتاح. لقد تقاسمنا قيمنا وطموحاتنا مع الآخرين، وأصغينا بإيجابية إلى رؤاهم وتطلعاتهم. وسيظل هذا التبادل الحضاري، وما أثمر عنه من علاقات وشراكات بنّاءة، من أبرز المكاسب التي تحقّقت من خلال مشاركتنا في هذا المحفل العالمي».
وطوال ستة أشهر، قدّم جناح الكويت نموذجاً حيّاً لقوة الدبلوماسية الثقافية في ترسيخ حضور الدولة على الساحة العالمية. فقد غادر الزوّار من الجناح وقد تَشكّل لديهم فهمٌ أعمق لهوية الكويت، ولرحلتها التنموية الطموحة، ولدورها المؤثر والفاعل في المجتمع الدولي. وقد أبدى كثيرون إعجابهم بما لمسوه من حفاوة الضيافة، وثراء المحتوى، والتجربة التفاعلية التي تركت بصمةً خالدة في ذاكرتهم.
ومع إسدال الستار على فعاليات معرض “إكسبو 2025 أوساكا”، يبرز جناح دولة الكويت كأحد أبرز محطّاته، ليس بما حققه من إنجازات لافتة فحسب، بل بما تركه أيضاً من أثر وجداني عميق في نفوس الزوّار. وبعد مشاركة ناجحة امتدت لستة أشهر، يتمتع جناح دولة الكويت بمقومات التحوّل إلى معلم رمزي خالد، يُواصل بناء جسور التفاهم والتقارب بين الكويت واليابان وسائر دول العالم.
وانطلاقًا من التزام حكومة دولة الكويت بالاستدامة والابتكار، يجري العمل حالياً على مشروع إرثي في اليابان يهدف إلى إعادة استخدام الهيكل المعماري الفريد لجناح الكويت – “الأجنحة” – بما يضمن الحفاظ على قيمتها الرمزية، ويمنحها دوراً جديداً يتجاوز حدود المعرض ويستمر في خدمة العلاقات الثقافية بين البلدين.