ينهض مسجد (دي تورنيرياس) أقدم المساجد وآخرها في قلب مدينة (طليطلة) العريقة، التي ظل يرفع فيها الأذان حتى مطلع القرن الـ 16 شامخا يروي حكاية حضارة أضاءت الأندلس والمدينة التي كانت ولا تزال جسراً بين الشرق والغرب. 
وشُيّد المسجد ما بين القرنين التاسع والعاشر فوق أساسات رومانية ويحمل اسم الشارع التي يوجد فيه وهو شارع (دي تورنيرياس) أي (شارع الخراطين). 
ويتميز ببنية فريدة مؤلفة من طابقين نتيجة التفاوت الكبير في مستوى الأرض حيث كان الأول يستخدم للأنشطة التجارية بينما خصص الثاني للصلاة. 
والمسجد مربع الشكل مكون من تسعة فضاءات تفصلها أقواس حدوية قائمة على أعمدة ملساء ذات تيجان وتعلوها قباب من الطوب باستثناء القبة المركزية المزينة بالزخارف. 
وتعددت استخداماته بعد تحويله لمبنى مدني فكان مخزناً ومصنعاً للقبعات ومطعماً وفندقاً، ثم توزع إلى مساكن قبل أن يعاد اكتشافه في أواخر القرن الـ 19. 
وقد أغلق المسجد وخضع للترميم سنوات عدة قبل افتتاحه مطلع العام الجاري ليصبح إلى جانب كونه معلماً تاريخياً بارزاً مقر إقليم (كاستيا لا مانتشا) للحرف اليدوية ومكتباً سياحياً ما يجعله قصيدة معمارية تجمع بين التراث والحداثة.