أكد وزير التربية جلال الطبطبائي، حرص الوزارة على تنفيذ خطة الإصلاح الشاملة التي ارتكزت على ستة محاور رئيسية مترابطة، يُعمل عليها بصورة متوازنة ومتكاملة، بما يضمن تعزيز كفاءة المنظومة التعليمية وتمكينها من تحقيق نقلة نوعية في مخرجات التعليم، تواكب طموحات الكويت وتطلعاتها المستقبلية.
وقال الطبطبائي خلال رعايته وحضوره حفل تكريم خريجي أكاديميات جمعية المعلمين الكويتية أن تطوير المنظومة التعليمية يأتي في مقدمة هذه المحاور من خلال تأهيل الكوادر والقيادات التربوية، واختيار الكفاءات القادرة على الارتقاء بمستوى الأداء الإداري والتربوي في المؤسسات التعليمية، إلى جانب تطوير المناهج التعليمية وفق معايير علمية، لافتا إلى انه يشمل كذلك تعزيز كفاءة الإدارة والاستثمار من خلال المحور الإداري والمالي، وتطوير البنية التحتية ضمن المحور الهندسي، وتفعيل التحول الرقمي في إطار محور الميكنة، فضلًا عن إطلاق المبادرات المبتكرة التي تمهد للانتقال نحو نموذج المدارس الذكية.
وأضاف: إن هذا الارتباط بين المحاور تمثل الانطلاقة الحقيقية نحو تطوير التعليم، الذي نؤمن أنه يبدأ من الميدان التربوي، وأن تكامل محاور خطة الاصلاح يشكل الأساس لإعداد مخرجات تعليمية ترتقي إلى طموحات وطننا، وتواكب متطلبات العصر وتحديات المستقبل.
وشدد الطبطبائي على أن وزارة التربية تولي اهتمامًا بالغًا بالتنمية المهنية المستدامة للعاملين في الميدان التربوي، انطالقًا من إيمانها الراسخ بأن النهوض بالمعلم والقائد التربوي يشكّل الأساس لبناء رأس مال بشري إبداعي، تحقيقا لرؤية الكويت 2035، لافتا إلى حرص الوزارة على تصميم وتنفيذ برامج تدريب نوعية تُعنى بإعداد قيادات وطنية متمكّنة، تمتلك الكفاءة العلمية، والخبرة العملية، والقدرة على اتخاذ القرار، بهدف سدّ الشواغر القيادية وقيادة الميدان نحو مستويات أعلى من التميز وفي الوقت ذاته، تواصل الوزارة سعيها للاستثمار في تدريب المعلمين وتأهيلهم عبر شراكات فعالة مع الجهات الاكادميية والمهنية، وعلى رأسها جمعية المعلمين الكويتية، بما يضمن تمكين الكوادر التربوية من مواكبة متغريات المعرفة والتكنولوجيا، والارتقاء بجودة التعليم، وتحقيق تطلعات الدولة في بناء مجتمع معرفي متقدم.
وقال الطبطبائي إنه يشعر بالسعادة للمشاركة في تكريم هذه الكوكبة من خريجي اكاديميات جمعية المعلمين، لافتا الى انه لقاء تربوي مميز يجتمع فيه نخبة من أهل الميدان التربوي الذين أتموا عامًا دراسيًا حافلًا بالعطاء، والتأهيل القيادي، والتدريب المهني والتربوي، ضمن برامج نوعية ومتخصصة أطلقتها أكاديميات جمعية المعلمين ضمن بروتوكول التعاون مع وزارة التربية في إطار شراكة مجتمعية بنّاءة أثمرت عن تخريج دفعات طموحة من الكوادر التربوية المؤهلة، والقادرة على الإسهام بفاعلية في تطوير العملية التعليمية وتعزيز كفاءة مخرجاتها.
من جانبه أكد رئيس جمعية المعلمين حمد الهولي، حرص الجمعية على توفير برامج اعداد وتدريب الكوادر التعليمية لافتا الى ان الجمعية لديها العديد من البرامج والمشاريع التدريبية التي تعمل عليها طوال العام الدراسي ومنها برامج اكاديمية اعداد القادة التي تسعى من خلالها الى احداث نقلة نوعية في مستوى الكوادر حيث تعمل اكاديمية اعداد القادة تحت اشراف جامعة الكويت.
واشار الهولي الى ان الجمعية وقعت بروتوكول تعاون بناء في مجال التدريب منذ عامين مع وزارة التربية ممثلة بإدارة التطوير والتنمية الامر الذي ساهم في تنفيذ العديد من الدورات والبرامج التدريبية خلال الفترة الماضية.
ولفت الى ان جمعية المعلمين لا تألوا جهدا في سبيل التعاون مع كل الجهات ذات الصلة لتحقيق افضل برامج التطوير المهني والتربوي لجموع المعلمين والمعلمات وذلك ايمانا منها بضرورة تطوير قدرات اهل الميدان وتحقيق الارتقاء بالكوادر الوطنية لتعزيز المنظومة التعليمية وتحسين مستوى الاداء.
بدوره قال مدير اكاديمية اعداد القادة د. عيسى القلاف، إن أكاديمية إعداد القادة وهي تخرج اليوم الدفعة السادسة عشر باتت صرحا هاما في مجال التطوير المهني وحاضن حقيقي لصقل مهارات قادة المستقبل في قطاعنا التعليمي.
وأضاف القلاف أن الهدف الاساسي من الأكاديمية هو اعداد قادة يتجاوز المعرفة النظرية إلى العمل على بناء قادة ملهمين قادرين على التفكير النقدي وإتخاذ المبادرات الخلاقة.
واشار الى ايمان الاكاديمية بأهمية المسيرات العالمية ومواكبة التطورات المتسارعة في الميدانية التربوي، ولهذا حرص فريق الاكاديمية على اعداد القادة على إدخال المصطلحات والنظريات الحديثة في ميدان القيادة على أيدي مدربين أكادميين ومتخصصين من ذوي الخبرة التربوية، لافتا الى أن اكاديمية اعداد القادة بجمعية المعلمين وبالشراكة مع جامعة الكويت متمثلة بمركز خدمة وتنمية المجتمع والتعليم ماضين في تحقيق اهدافنا بعزم وثبات لتحقيق رسالتنها الفعالة في بناء جيل من القادة التربويين.