لاشك أن اجتماع «أوبك» المقبل في فيينا لن يكون سهلا، في ظل تراجع الأسعار، وتباين الأراء بين كبار المنتجين حول خفض الانتاج، أو ترك السوق تصحح نفسها بنفسها، لكن الأمر المؤكد أن الأنظار ستتجه لوزير البترول السعودي علي النعيمي، مهندس النفط، والمتمرس في قيادة دفته على مدى عشرين عاما حيث « ان تبسم ضحك له السوق ، وان غضب « تكهربت الأسعار «، لذلك فالأنظار تتجه نحوه، لأنه ملاذ الباحثين عن الحل.
امس الاثنين أسعار النفط الخام بدأت متعافية في بداية التعاملات الآسيوية، على الرغم من أن المكاسب كانت محدودة مع تطلع المستثمرين إلى اجتماع لأوبك سيحدد فيه وزراء بترول المنظمة سياسة أوبك في مواجهة سوق مازالت متخمة بالمعروض. الأسعار هي في اتجاه نحو التراجع بنسبة 10 بالمئة هذا الشهر بعد أن ثبت خطأ تقديرات متفائلة بأن وفرة المعروض من النفط ستقل. الخام الأميركي ارتفع 18 سنتا إلى 41.88 دولار للبرميل بحلول الساعة 0047 بتوقيت غرينتش بعد هبوطه أكثر من 3 بالمئة يوم الجمعة.
 وتتجه تعاقدات الخام الأميركي لهبوط يبلغ 10 بالمئة في نوفمبر. وارتفع خام برنت أربعة سنتات إلى 44.90 دولار للبرميل بعد تراجعه 1.3 بالمئة يوم الجمعة. ويتجه برنت إلى هبوط يبلغ 9.4 بالمئة هذا الشهر.
الخبراء في منظمة «أوبك» لازالوا متشائمين في توقعاتهم بشان الاتفاق ، وعبروا عن شكوكهم في إمكانية حدوث تخفيف سريع لتخمة المعروض في 2016 حيث تشير التعليقات إلى أجواء أقل تفاؤلا داخل أوبك، التي تعقد اجتماعا لوزراء النفط يوم الجمعة المقبل. سعر النفط تراجع إلى 45 دولارا للبرميل متأثرا بتخمة المعروض. ووفق مصادر نفطية فإن «بيانات السوق تكشف عن قدر كبير من الغموض».
وكانت المنظمة اتخذت، قبل نحو عام، قرارها التاريخي بعدم خفض الإنتاج لدعم الأسعار والتركيز على الدفاع عن حصتها السوقية. في هذا الصدد يتوقع المختصون زيادة الطلب على خام المنظمة في 2016 مع تراجع المعروض من منتجين منافسين للمرة الأولى منذ 2007، مما يقلل تخمة المعروض العالمي مقارنة بالعام الجاري. كما أنه من المتوقع نمو الطلب العالمي على النفط 1.25 مليون برميل يوميا. السعودية ودول الخليج حسمت موقفها، وقد يفتح النقاش حول الاختلافات في وجهات النظر المطروحة ما إذا كانت تلك التوقعات مفرطة في التفاؤل. الخبراء في الشؤون النفطية يرون أن أي تغيير نحو خفض الإنتاج لن يكون ممكنا إلا إذا انضم منتجون كبار من خارج المنظمة، لا سيما روسيا، إلى تخفيضات منسقة في الإنتاج. وتبدو فرص حدوث ذلك حاليا ضعيفة.