قبل أيام قليلة من انطلاقه، تترقب الأسواق النفطية نتائج الاجتماع الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» في دورته 168 في فيينا الجمعة المقبلة وانعكاساته على السوق خاصة أنه ثالث اجتماع على التوالي يجئ بعد تراجع أسعار النفط في صيف عام 2014.
ويعقد الكثيرون آمالا واسعة على الاجتماع في الخروج بتوافق واسع بين المنتجين وبالحفاظ على وحدة المنظمة ودورها المؤثر في السوق واتخاذ القرارات والتدابير التي تدعم الاستقرار وتساعد على استعادة التوازن المفقود خلال 18 شهرا مضت.
وفى هذا الإطار، أكد الأمين العام لـ»أوبك» عبد الله البدري أن المنظمة تضع نصب أعينها مستقبل صناعة النفط في العالم لأن هذه الصناعة الحيوية تلبى احتياجات حياة ملايين البشر، لكن اهتمامنا بالمستقبل لا يعنى إهمال التحديات المباشرة التي تواجه سوق النفط في المرحلة الحالية ولذا نركز على العمل من أجل تحقيق الاستقرار في السوق وتجاوز مرحلة التقلبات الراهنة.
وأشار البدري في تقرير حديث للمنظمة أننا ندرك جيدا أهمية تنمية الموارد الهيدروكربونية سواء على مستوى الآجال القصير والمتوسط والطويل ولا يمكن أن نركز على أجل واحد دون بقية الآجال و الأطر الزمنية.
وشدد البدري على أهمية الحفاظ على التوازن الدقيق بين الأسعار وتكلفة إنتاج البرميل وهو أمر حيوي لمستقبل الصناعة ويتطلب ضخ استثمارات بصفة مستمرة في هذه الصناعة لتأمين الإمدادات ومن ثم مواجهة ارتفاع مستويات الطلب في المستقبل.
وأضاف البدري أن الاستقرار في سوق النفط أمر بالغ الأهمية ومن الضروري أن يكون هناك وضوح بشأن مستقبل النفط والطاقة خلال 20 عاما قادمة موضحا أن الفترة الماضية التي امتدت إلى أكثر من عام ونصف العام كانت وقتا صعبا للغاية على صناعة النفط بعد أن انخفضت الأسعار ما يقرب من 60 بالمئة في الفترة بين حزيران (يونيو) 2014 وحتى كانون الثاني (يناير) 2015 وذلك على الرغم من قناعتنا بأن ظروف السوق لا تبرر هذا الانخفاض الكبير.
وأوضح البدري أن سوق النفط لا تزال تتسم بحالة الإفراط في الموارد وارتفاع مستويات المخزونات إلا أنه تجدر الإشارة إلى أنه لدينا في الآونة الأخيرة انكماشا في الإنتاج من بعض المنتجين من خارج «أوبك» بالتزامن مع ارتفاع مستوى الطلب.
وبالنسبة للاستثمارات، اعتبر البدري أن تطورات العام الماضي أدت إلى إلغاء أو تأجيل عديد من المشروعات كما تم تعديل خطط الاستثمار بسبب انخفاض الأسعار الذي تبعه انخفاض في الاستثمارات.