يدخل برشلونة مواجهة الكلاسيكو أمام غريمه ريال مدريد وسط تألق لافت لنيمار داسيلفا ولويس سواريز، واحتمالات متزايدة بغياب نجم الفريق ليونيل ميسي، فكيف سيظهر الكتلان خلال المواجهة في غياب أفضل لاعب في تاريخ الكلاسيكو؟
أكد لويس سواريز ونيمار داسيلفا أنهما قادران على ضمان استمرار تفوّق برشلونة على فرق الدوري الإسباني، وأكبر دليل على ذلك، انفراد الفريق الكتالوني بصدارة الليغا بفارق 3 نقاط عن الغريم الأزلي ريال مدريد، لكن «الكلاسيكو» المرتقب بين الغريمين قد يكون امتحانا عسيرا على النجمين المطالبين بإثبات قوة القافلة الكتالونية في غياب قائدها ليونيل ميسي، وبإمكاننا القول إن مواجهة «سانتياغو برنابيو» في العاصمة الإسبانية هو الامتحان الحقيقي لسواريز ونيمار.
استطاع سواريز ونيمار أن يصلا بالكتلان إلى مواجهة الغريم المدريدي وهم في مقدمة جدول الترتيب، كما تمكنا من قيادة الفريق إلى صدارة المجموعة الخامسة في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وهي نجاحات ملفتة للثنائي المتألق الذي تحمل مسؤولية قيادة فريق ارتبط نجاحه بأيقونة أرجنتينية قد لا تتكرر في المستقبل.
خلال فترة غياب ميسي لم ترتبك حسابات المدرب لويس إنريكي بفضل وجود اثنين من أفضل اللاعبين في العالم في الوقت الحالي، فقد استمر الفريق في الانتصارات بل وتحسنت أرقامه من الناحيتين الهجومية والدفاعية.
أما المعدل التهديفي لبرشلونة فقد شهد ارتفاعا ملحوظا ومفاجئا منذ احتجاب النجم الأرجنتيني عن الظهور، إذ سجل الفريق الكتالوني 14 هدفا انطلاقا من المرحلة السابعة وصولا إلى المرحلة الحادية عشرة، أي بمعدل 2.8 هدف في كل مباراة، بينما سجّل الفريق 11 هدفا قبل إصابة ميسي (إلى حدود المرحلة السادسة) بمعدل تهديفي بلغ 1.8 هدف في كل مباراة.
سجل نيمار وسواريز كل أهداف برشلونة الـ 14 بعد غياب ميسي، إذ وقّع النجم البرازيلي على 8 أهداف من ضمنها رباعية «سوبر هاتريك» أمام رايو فاييكانو، فيما سجّل الدولي الأوروغوياني 6 أهداف من ضمنها ثلاثية «هاتريك» أمام أيبار، دون اعتبار ثنائيته التي سجلها في آخر ظهور لميسي في المرحلة السادسة أمام لاس بالماس.
وإجمالا فقد سجل النجمان أكثر من نصف أهداف الفريق الكتالوني منذ انطلاق الدوري، حيث نجحا في تسجيل 20 هدفا ( 11 لنيمار و 9 لسواريز)، مقابل 5 أهداف سجلها ميسي (3) وفرمايلن وبارترا بهدف لكل منهما، من جملة 25 هدفا حتى الآن.
تألق الثنائي الرائع لبرشلونة حجب السؤال عن مدى تأثير غياب ليونيل ميسي عن الفريق، لكن نوعية المباريات التي خاضها الكتلان من دون «البرغوث» تجعلنا نتحفّظ على إعطاء العلامة الكاملة للنجمين، فمواجهة ريال مدريد تختلف كليا عن أي مباراة أخرى في الدوري الإسباني، فلا أحد لديه رونالدو ومودريتش ونافاس وراموس ولا أحد لديه الشخصية التي يتمتع بها النادي الملكي، وعليه فإن الاختبار الحقيقي لبرشلونة من دون ميسي سيكون أمام ريال مدريد.
في «الكلاسيكو» لا يمكن تعويض ميسي
لغة الأرقام والاحصاءات تثبت أن الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي هو ببساطة أفضل لاعب في تاريخ الكلاسيكو، فالبرغوث يتصدّر قائمة الهدافين التاريخيين لهذه الموقعة الشهيرة بـ 21 هدفا منها 14 هدفا في الدوري، كما أنه ينفرد بصدارة اللاعبين الأكثر منحا للتمريرات الحاسمة بـ 13 تمريرة، إضافة إلى أنه اللاعب الوحيد الذي سجل ثلاثية «هاتريك» مرتين في الكلاسيكو إلى جانب أسطورة ريال مدريد بوشكاش.
هذه الأرقام وغيرها تحيلنا على حقيقة وحيدة، وهي أن تعويض ميسي في مباراة «الكلاسيكو» يحتاج إلى لاعب خارق قادر على تشتيت انتباه الدفاع المدريدي وإدخال الرهبة على لاعبي النادي الملكي ومتعوّد على خدش كبرياء الملوك في عقر قصرهم «سانتياغو بيرنابيو».
إضافة إلى أرقامه القياسية في «الكلاسيكو»، يملك ميسي سلطة معنوية على زملاءه، إذ يعتبر مصدر ثقة وثبات للفريق الكتالوني فحضوره يعني الكثير، فهو ضمانة للتوازن داخل الملعب في مواجهة مع كريستيانو رونالدو، وهو مفخرة النادي، ووجوده يغيّر الكثير من الأشياء باعتراف العديد من نجوم الفريق أبرزهم البرازيلي أدريانو كوريا الذي عبّر عن تطلعه لمشاركة ميسي قائلا: «هناك فرق بين حضوره وغيابه، صحيح أننا واصلنا تحقيق الانتصارات، لكن مشاركة ميسي تجعلنا نشعر بالثقة، الأمور تكون مختلفة بوجود ليو».
من المؤكد أن لويس سواريز ونيمار اثنان من أفضل اللاعبين في العالم، وبإمكانهما قيادة برشلونة إلى العديد من الانتصارات، وفي المستقبل القريب سيكون نيمار اللاعب الأول في النادي الكتالوني، لكن في الوقت الحالي وخاصة في مباراة بقيمة الكلاسيكو، يحتاج برشلونة إلى أفضل لاعب في العالم لأنه الوحيد القادر على بث الرعب في الزمرة الملكية.