دعا المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو) عبدالعزيز التويجري اليوم الثلاثاء إلى تبني نهج متكامل قائم على أبعاد فكرية وتنموية وأمنية لمعالجة ظاهرة التطرف وتفكيك الخطاب المكرس لتلك الظاهرة.
وقال التويجري في كلمة خلال افتتاح أعمال مؤتمر دولي بالرباط موضوعه (تفكيك خطاب التطرف) "إن التعامل مع التطرف للقضاء عليه ودرء مخاطره يتطلب مقاربة متكاملة من خلال المحاربة الأمنية المتعددة الجوانب لأهل التطرف والمعالجة الفكرية لأبطال الاعتقادات الدينية المغلوطة إضافة إلى تحسين الأوضاع العامة وإزالة الفوارق وتوفير فرص العيش الكريم لجميع الفئات في المجتمع".
وأوضح أن خطورة التطرف تأتي من كونه انفلات من القواعد والضوابط وخروج عن القوانين وتمرد عن قيم المجتمع وثوابته ما يؤدي إلى تقويض الاستقرار والعبث بالأمن والإخلال بالسلم الأهلي والإضرار بمصالح الأفراد والجماعات وضياع فرص النماء والبناء لافتا أن "أن التطرف مذموم في الإسلام لأنه نقيض الاعتدال الذي هو سمة التدين الصحيح".
وشدد على ضرورة تفكيك خطاب التطرف وبيان فساده وانحرافه عن مقاصد الدين الحنيف والعمل على نشر العلم الشرعي الصحيح الذي يحصن الشباب ويبني عقولهم ويشيع في نفوسهم روح الرفق والإحسان ويبعدهم عن الغلو" ودعا إلى تجديد مناهج التعليم لتقدم المعلومات الصحيحة عن سماحة الدين ويسره وتقويم برامج الإعلام وتوجيهها لنشر القيم الإسلامية السامية والأخلاق الفاضلة التي تنمي في العقول والنفوس الاعتدال والوسطية والبعد عن التطرف والغلو.
ولفت إلى أن تفكيك خطاب التطرف هو عملية أوسع من التحليل النقدي وأعمق من البحث عن المفاهيم وتقييم الافكار فهو "تقويض للأسس الهشة التي يقوم عليها واجتثاث للارهاب من جذوره ومحو لآثاره وتطهير للمجتمعات من شروره" مضيفا أن تفكيك خطاب التطرف عملية مركبة ومعقدة يجب أن تحظى بالاهتمام البالغ وأن يتصدى لها الصفوة من المفكرين والعلماء ذوي العقول النيرة والارادات الخيرة.
وفي هذا السياق نوه التويجري بجهود منظمة (إيسيسكو) في نشر الثقافة الإسلامية التي تقوم على الاعتدال والوسطية وتهدف إلى تعميق الارتباط العقلي والوجداني بالثقافة الإسلامية القويمة التي تقي من التطرف والغلو وتفتح العقول للتفكير الحر وللتأمل وللانفتاح على ثقافات الشعوب والحوار مع أتباعها وأتباع الديانات التي تنتمي إليها.
وبدأت اليوم في الرباط أعمال المؤتمر الدولي ل (تفكيك خطاب التطرف) الذي تنظمه الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب ورابطة العالم الإسلامي برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس وحضور نخبة من العلماء والأكاديميين من العالمين العربي والإسلامي.
ويهدف المؤتمر إلى بحث سبل مواجهة التطرف وخطابه وبيان تداعياته على استقرار وأمن المجتمعات وكذلك المناهج الكفيلة بمعالجته والقضاء عليه.