تنتظر السياسي اليساري المخضرم أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي انتخب رئيساً للمكسيك وسيتولى مهامه في ديسمبر(كانون الأول) المقبل، تحديات كبرى من العنف المرتبط بتهريب المخدرات إلى العلاقة المعقدة مع الولايات المتحدة.
وفي 2017، سجلت 25.324 ألف جريمة قتل حسب السلطات، وطغى العنف أيضاً على الحملة الانتخابية التي اغتيل فيها أكثر من 150 سياسياً بينهم عدد من المرشحين.
وقال مايك فيجيل الذي كان مسؤولاً في الإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات إن "المجموعات الإجرامية تقاتل للسيطرة على زراعة الخشخاش للأفيون وشبكات توزيع الهيرويين وأعتقد أن العنف لن يتراجع قبل فترة طويلة"، وأضاف أن "الرئيس يحتاج إلى استراتيجية مختلفة جداً"، مشيراً إلى استخدام القوات المسلحة لمكافحة الجريمة المنظمة ما ساهم في شرذمة الكارتيلات إلى خلايا أصغر لكنها أعنف.
ويرى أن مكافحة العنف تمر عبر تأهيل الشرطة المحلية واستئصال المسؤولين الفاسدين المتحالفين مع عصابات الجريمة، وقال: "يجب التصدي لكل مرتكبي الجرائم من الأعلى إلى الأسفل، خاصةً الذين يحمون هذه المجموعات الصغيرة".
وشكلت مكافحة الفساد محور الحملة الانتخابية للوبيز أوبرادور، والفساد أيضاً من المشاكل التي تثير غضب المكسيكيين، وتورطت حكومة الرئيس إنريكي بينيا نييتو بعدد من الفضائح بينها شراء زوجته  منزلاً فخماً بقيمة 7 ملايين يورو من شركة تستفيد من صفقات عامة.
وأوضح ارتورو سانشيز الأستاذ في جامعة تكنولوجيكو في مونتيري: "هناك وعي أكبر من قبل بوجود الفساد"، وأضاف أن "موضوع الفساد يستقطب غضب المجتمع واستياءه والناخبون سيضغوطون باستمرار على الحكومة الجديدة لتعالج هذه المشكلة".
وتربك اتفاقية التبادل الحر في أمريكا الشمالية نافتا، التي تجري المكسيك وكندا حالياً مفاوضات جديدة عليها مع الولايات المتحدة، الآفاق الاقتصادية للبلاد، وترى المكسيك، ثاني اقتصاد في أمريكا اللاتينية، ضرورة التوصل إلى اتفاق إذ أن 80% من الصادرات المكسيكية تجه إلى الولايات المتحدة شريكتها التجارية الرئيسية.
وستستأنف المفاوضات في يوليو(تموز) الجاري على أن تستمر حتى 2019، وقالت شركة "أوراسيا غروب" الاستشارية في مذكرة إلى زبائنها أنه "للتوصل إلى اتفاق، يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى موقفاً أكثر ليونة، وأن تتخلى عن بعض مقترحاتها الخلافية".
ودون الإشارة إلى اتفاقية نافتا بالتحديد، قال لوبيز اوبرادور إنه "يريد علاقة صداقة وتعاون مع الولايات المتحدة"، ولكن المحللين يتوقعون بقاء العلاقة مع الولايات المتحدة معقدة في عهد إدارة ترامب.
وحظيت الهجرة باهتمام دولي بينما كانت مئات العائلات تهرب من عنف العصابات في أمريكا الوسطى والفقر لتطلب اللجوء غلى الولايات المتحدة وبعضها إلى المكسيك، وزاد من تعقيد هذه الظاهرة موقف إدارة ترامب المعادي للهجرة والتي أمرت بتفريق العائلات على الحدود وتتهم المكسيك في أغلب الأحيان بأنها لا تفعل شيئاً لمنع المهاجرين من بلوغ الحدود الأمريكية.
ويفترض أن تشجع الحكومة المكسيكية الجديدة التنمية الإقليمية حتى لا يغادر سكان أمريكا الوسطى أراضيهم، وقال أدولفو لابوردي من جامعة اناواك: "عليها أيضاً أن تُعامل بإنسانية المهاجرين الذين يعبرون أراضيها، وتساعد الذين يريدون بدء إجراءات قانونية للبقاء في البلاد".