شهد العام الماضي العديد من حوادث الطيران راح ضحيتها المئات من الركاب على متن الطائرات التجارية، والملفت أن جميع الضحايا سقطوا على متن طائرات تعمل لصالح خطوط جوية آسيوية، مما طرح تساؤلات كبيرة عن مدى التزام هذه الشركات بقواعد الأمن والسلامة المعمول بها في باقي دول العالم.

وفي خطوة غير متوقعة، كشفت الحكومة الماليزية أخيراً النقاب عن إنشاء شركة طيران جديدة تدعى "فلاي موغو"، بعد عام دموي شهدته الطائرات الماليزية، التي سجلت واحدة من أكبر ألغاز اختفاء الطائرات في التاريخ، بالإضافة إلى مقتل جميع ركاب طائرة ماليزية بعد إطلاق صاروخ عليها فوق الأراضي الأوكرانية.

ويعتقد المراقبون أن ماليزيا أرادت الخروج من أزمتها عقب حوادث الطيران المتكررة، بإنشاء شركة طيران جديدة لم تلوث سمعتها بعد بحوادث الطيران المؤسفة.

تلبية الطلب المتزايد
وتشهد العديد من الدول الآسيوية سباقاً غير مسبوق لتلبية الطلب المتزايد للسفر جواً وبأسعار منخفضة، مما يشكل ضغطاً كبيراً على عملية الإشراف على شركات الطيران وتأمين النظم اللازمة لضمان سلامة الركاب وفقاً للقواعد والأنظمة العالمية.

وتشير الأرقام إلى أن 492 شخصاً قتلوا أو فقدوا واعتبروا في عداد القتلى خلال الأشهر الـ 12 الأخيرة، أثناء السفر على متن شركات الطيران الآسيوية، وهذا الرقم يزيد عن إجمالي عدد من قتلوا في العالم بحوادث الطيران في عام 2011 (372 شخصاً) وفي عام 2012 (388 شخصاً) بحسب صحيفة دايلي بيست.

احتمالات الوفاة بحوادث الطيران
وانخفض في السنوات الأخيرة احتمال الوفاة بحادث تحطم طائرة إلى 1 لكل 11 مليون نسمة، مقابل 1 لكل 3.1 مليون نسمة للوفيات بهجمات أسماك القرش، و 1 لكل 5000 نسمة للوفيات بحوادث السيارات.

إلا أن الصورة أكثر قتامة عندما يتعلق الأمر بشركات الطيران الآسيوية، فالوفيات البالغ عددهم 492 لقوا حتفهم من خلال 4 حوادث تحطم فقط، وهو عدد مرتفع من الوفيات بالنسبة لهذا العدد القليل من رحلات الطيران، خاصة وأن التطورات في مجال سلامة الطيران خفضت نسبة الوفيات بحوادث الطيران إلى 50% من الركاب.

8 معايير للسلامة
وفي كل عام، تجري هيئة الإشراف على الطيران المدني العالمي ومنطمة الطيران المدني الدولي مراجعات للبنية التحتية لشركات الطيران الإقليمية من خلال 8 فئات لمعايير السلامة وهي: التشريع والتنظيم والترخيص والعمليات وصلاحية الطائرات للطيران والتحقيق في الحوادث ومراقبة الحركة الجوية والمطارات.

وتظهر آخر النتائج أن شركات الطيران في أمريكا الشمالية حققت أعلى الدرجات بنسبة 93%، في حين أن الشركات في أفريقيا سجلت أسوأ النتائج بنسبة 41%، أما شركات الطيران الآسيوية فسجلت نسبة 68% وهي نسبة أفضل بكثير من إفريقيا، إلا أن الطلب أقل بكثير في الدول الأفريقية على السفر بالطائرات من الدول الآسيوية.