من المرجح أن يتعرض منتجو النفط الصخري الأمريكي إلى جولة جديدة من تخفيضات الإنفاق للمحافظة على السيولة، واجتياز الأزمة في الوقت الذي تلوح فيه بوادر انحدار جديدٍ للأسعار بعد استقرار على مدى شهرين، بما يُعرض القطاع إلى تداعيات جديدة بعيدة المدى.

ويُمكن للتخفيضات الجديدة أن تنال أكثر من قدرة صناعة الخدمات النفطية المُستنزفة أصلاً، وقد تؤجج التوقعات بانخفاض أشد في إنتاج الخام الأمريكي لاحقاً هذه السنة.

وسيُعزز ذلك أيضاً الدور الجديد للولايات المتحدة منتجاً "متغير الإيقاع" بوجود عشرات الشركات المستقلة، القادرة على زيادة الإنتاج سريعاً أو تقليصه بناءً على حركة السعر.

نفقات وميزانيات
وقال المحلل النفطي لدى أوبنهايمر في نيويورك، فاضل غيث: "لو كنت شركةً نفطيةً اليوم لتحدثت عن شيء واحد، إلى أي مدى يمكنك تقليص التكاليف، لا يمكنهم التحكم في أي شيء آخر"، وقال غيث إنه يتوقع موجةً جديدةً من تقليص الميزانيات بداية من مارس (آذار) مع إعلان معظم شركات قطاع الطاقة نتائجها الفصلية.

وخفضت شركات النفط الأمريكية الإنفاق بين 20 و60 % منذ تراجع سعر النفط إلى النصف بين يونيو(حزيران) ويناير(كانون الثاني) واستغنت شركات خدمات الحقول النفطية عن أكثر من 30 ألف وظيفة.

وتُقدر موديز للتصنيفات الائتمانية، أن حوالي خمس شركات التنقيب والإنتاج، التي تتابع أعمالها في أمريكا الشمالية، ستقلص الميزانيات أكثر من 60 % في 2015، وأن يعمد أكثر من النصف إلى خفض الإنفاق 40 % على الأقل.

وبعد توقفٍ بعث الارتياح، عاود السعر تراجعه، ونزل الخام الأمريكي 12% في أسبوع إلى 42 دولاراً، بسبب المخاوف من استمرار تخمة المعروض العالمي.

وقال سيتي بنك وغولدمان ساكس إن سعر النفط مُرشح للنزول إلى 30 دولاراً وحتى إلى 20 دولاراً.

وقال مصرفي آخر في هيوستون، إن الحديث عن عمليات استحواذ تنامى في الأسبوعين الأخيرين، لكن الشركات لا ترغب في أن تكون أول الباحثين عن مشترين نظراً لاستمرار فجوة التقييمات بين المستثمرين المحتملين والبائعين.

وأوضحت الشركات أنها لن تتردد في خفض التكاليف بدرجة أكبر لتفادي خفض تصنيفها الائتماني ودرء مزيد من التراجع في أسهمها.

خفض التكاليف
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أناداركو بتروليوم، آل ووكر، رئيس إحدى كبريات شركات النفط الصخري: "لا نرى قيمةً للسعي وراء النمو في ظل المناخ الحالي".

وخفضت شركات النفط ميزانياتها بمليارات الدولارات بين نوفمبر (تشرين الثاني) وفبراير( شباط)، وقام الكثير منها بخفض التكاليف مرتين بالفعل، وربما تقدم على ذلك مجدداً بعد إعلان نتائج الربع الأول من السنة في مايو( أيار).

ولكن كونوكو فيليبس، مثلاً سبقت إلى إعلان تخفيضات جديدة، الثلاثاء.

وقالت كونوكو إنها تتوقع إنفاق حوالي 11.5 مليار دولار سنوياً في السنوات الثلاث القادمة انخفاضاً من توقعات سابقة بـ16 مليار دولار.

ويستطيع منتجو النفط توفير الأموال بتقليص عدد الحفارات، وتأخير تجهيز الآبار لبدء التشغيل الذي يستحوذ بين 60 و70% من التكلفة الإجمالية للبئر.

وتتوقع أناداركو، أن تبلغ أعداد الآبار غير المكتملة بين 420 و440 بئراً في 2015، في حين تتوقع إي.أو.جي ريسورسز، إحدى أقوى شركات النفط الصخري الأمريكية 285 بئراً، ما يُوفر حوالي 500 مليون دولار.