تحل اليوم ذكرى مرور 40 عاما على تأسيس وكالة الأنباء الكويتية (كونا) حيث صدر في 6 اكتوبر من عام 1976 المرسوم بقانون رقم 70 لسنة 1976 بإنشاء مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية تحت مسمى (وكالة الأنباء الكويتية).
 وبهذه المناسبة أعرب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لـ (كونا) ورئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) الشيخ مبارك الدعيج في تصريح صحافي أمس الأربعاء عن اعتزازه البالغ للمستوى الذي وصلت إليه (كونا) خلال مشوارها الممتد والزاخر بالنجاحات والانفرادات والخدمات الاعلامية المتميزة.
 وقال الشيخ مبارك الدعيج إن (كونا) حظيت منذ تأسيسها بالخبرات والكفاءات الوطنية المخلصة التي استطاعت أن تحقق لهذه المؤسسة الحضارية مكانة عالية بين وكالات الأنباء العربية والعالمية.
 وأضاف أن (كونا) حرصت منذ سنوات طويلة على تطوير خدماتها الإعلامية واستحداث خدمات جديدة وغير مسبوقة مع المحافظة على مصداقيتها وموضوعيتها في نقل الأخبار وعرض الحقائق وطرح الأفكار.
 وأشاد بتعاون مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية مع وكالة الأنباء الكويتية لأداء رسالتها الإعلامية وتعزيز مكانتها في الداخل والخارج.
 وأكد الشيخ مبارك الدعيج حرص (كونا) على مواصلة تطوير أدائها وتنمية قدرات أبنائها واستحداث العديد من الخدمات التي توفر المعلومات والأخبار لمختلف المؤسسات وتعزيز التواصل مع المواطنين.
 وجاء انشاء الوكالة كما ورد في المرسوم بغرض تجميع الاخبار والمواد الاخبارية لعرض الحقائق وتوزيع هذه المواد على مؤسسات الاخبار والأفراد لتزويدها بالخدمات الاخبارية الكاملة غير المتحيزة لمجابهة الدعايات المضللة وسد الفراغ الموجود في ميدان استقاء الاخبار بالمنطقة ونقلها الى الرأي العام العالمي بصدق ونزاهة.
 كما تضمن المرسوم وضع التعليقات وكتابة المقالات وإعداد الدراسات والأبحاث والبيانات والتصريحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية والتجارية وتوزيع ذلك ونشره في الكويت وخارجها على الصحف والمجلات ومحطات الإذاعة والتلفزيون وسائر وسائل الاعلام والهيئات العامة والخاصة والأفراد وفق الأسس التي يقرها مجلس ادارة الوكالة.
 ونصت المادة الثانية من مرسوم إنشاء الوكالة على أن يكون مركزها مدينة الكويت وأن لها انشاء فروع أو مكاتب أو أن تعتمد على مراسلين لها داخل دولة الكويت وخارجها.
 وتحقيقا لهذا الغرض انتدبت (كونا) في بداية عملها عدد محدودا من الموظفين العاملين في بعض أجهزة الدولة الى جانب تكليف موظفين آخرين بموجب مكافآت شهرية للمساعدة في تأسيس القواعد الأولى للوكالة إذ لم يكن لديها آنذاك لوائح داخلية لتنظيم العمل.
 وتم التعاون مع وزارتي المواصلات والاعلام في مايو عام 1977 لتركيب أجهزة (تلبرنتر) لاستقبال أخبار وكالات الانباء العربية والأجنبية والاطلاع على بث الاخبار وتدريب المكلفين بالعمل على صياغتها.
 وبدأت (كونا) بثها الرسمي في مارس 1978 بواقع ست ساعات يوميا وضاعفت ارسالها المحلي في يونيو من العام نفسه ليصل الى 12 ساعة يوميا فيما زاد عدد تلك الساعات في أكتوبر ليصبح 15 ساعة يوميا ثم 16 ساعة يوميا.
 اما الارسال الخارجي باللغة العربية فقد بدأ في نوفمبر من عام 1978 بمعدل ثلاث ساعات يوميا ثم تدرجت ساعات البث لتصبح 12 ساعة يوميا.
 وفي نوفمبر عام 1979 بدأت (كونا) ببث نشرة خاصة بالسفارات الكويتية في الخارج وزودت تلك السفارات بالمعدات المختلفة اللازمة لاستقبال الاخبار بالتنسيق مع وزارة الخارجية ليصل عدد الجهات المستفيدة من خدمة الوكالة آنذاك الى 38 سفارة وقنصلية.
 وبدأت الوكالة في يناير عام 1980 بثها الاخباري باللغة الانجليزية بواقع 4 ساعات يوميا وتضاعف البث المحلي باللغة الانجليزية في فبراير 1981 ليصبح 8 ساعات يوميا فيما زادت ساعات البث الخارجي لتصبح ثلاث ساعات يوميا.
 وزادت ساعات البث الانجليزي المحلي والخارجي في يناير 1982 ليصبح الداخلي تسع ساعات يوميا والخارجي أربع ساعات يوميا.  وحافظت (كونا) على التوسع والتطور في عملها وخدماتها حتى جاء العدوان العراقي على الكويت في اغسطس عام 1990 اذ قامت قوات النظام العراقي البائد بنهب ومصادرة معدات وأجهزة وأرشيف الوكالة ونقلها الى بغداد.
 واستطاعت الوكالة بفضل جهود كوادرها الوطنية إعادة العمل وبث الأخبار من الخارج خلال فترة وجيزة من احتلال البلاد ففي اكتوبر عام 1990 بدأت (كونا) بثها من مكتبها في العاصمة البريطانية لندن وتمكنت بمعدات بسيطة وجهود كبيرة مخلصة من بث حوالي 16110 أخبار حتى نوفمبر 1991.
 وتمكنت (كونا) من العودة الى مقرها الرئيسي في الكويت بعد التحرير حيث بدأت في إعادة تأسيس مفاصل الوكالة التي اكتملت بحلول عام 1992.
 وكان للوكالة شرف إذاعة نبأ تحرير الكويت بالتوافق مع الوكالات وأجهزة الاعلام العالمية إضافة الى الدور البارز لمصوري الوكالة في توثيق وتصوير الدمار الذي لحق بالبلاد على أيدي قوات الاحتلال الصدامي.
 ويمكن اعتبار عام 1992 بداية انطلاقة (كونا) بعد التحرير وعودتها الى ممارسة نشاطها ومواكبة أحدث التطورات العالمية لاسيما في مجال تقنية نقل المعلومة وبثها.
 وبادرت الوكالة الى تفعيل شبكة مراسليها في الخارج بإدارة كوادر وطنية متميزة حتى وصل عدد مكاتبها عام 2016 الى 32 مكتبا موزعة على مختلف دول العالم الى جانب عشرات المراسلين المنتشرين في معظم العواصم والمدن العالمية.
 وبدأت الوكالة بوضع خطة تدريبية مكثفة لرفع كفاءة كوادرها الوطنية فأنشأت مركز (كونا) لتطوير القدرات الاعلامية الذي لم تقتصر خدماته على موظفي الوكالة فقط انما توسع ليشمل العاملين في الأجهزة الاعلامية الاخرى في الدولة إضافة الى العاملين في وزارات ومؤسسات الدولة ممن لهم علاقة بالاعلام.
 وفي عام 1992 استحدثت (كونا) تقليدا جديدا باختيار شخصية العام سواء كان فردا أو شخصية اعتبارية ليكون قدوة لغيره في خدمة البشرية ونشر السلام وتحقيق حياة أفضل للانسانية.
 وقدمت الوكالة في عام 1994 خدمة جديدة هي خدمة الأخبار الشخصية التي تقوم على فكرة إيصال الأخبار المحلية والعربية والعالمية الى أكبر عدد من الجمهور عن طريق الخدمة الاخبارية الهاتفية (120) على مدار الساعة.
 وفي 31 مارس 1997 افتتح وزير الإعلام الكويتي الراحل الشيخ سعود ناصر الصباح المبنى الجديد لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) في منطقة الشويخ ممثلا عن سمو أمير البلاد الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح لتبدأ الوكالة نقلة جديدة في مسيرتها على جميع الأصعدة في ظل حالة الإستقرار التي باتت تنعم بها.
 وحرصت (كونا) منذ نشأتها الى اليوم على مد جسور التعاون مع مؤسسات الاعلام في مختلف دول العالم حيث تشارك على الصعيد الخليجي في اجتماعات وكالات أنباء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية واجتماعات اللجنة الفنية الدورية.
 وعلى الصعيد العربي تشارك (كونا) في اجتماعات اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) حيث استضافت الوكالة اجتماعات الاتحاد مرات عديدة في مقرها بالكويت.
 أما على الصعيد الدولي فقد انضمت (كونا) في عام 2000 الى منظمة وكالات الأنباء في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي (أوانا) اضافة الى مشاركتها الفاعلة في قمة وكالات الأنباء في العالم الذي عقد في العاصمة الروسية موسكو عام 2004.
 ولم تغفل (كونا) عن أهمية دورها الداخلي الذي يكمن في نشر التوعية الاجتماعية والثقافية من خلال الاعلام بين أبناء الشعب الكويتي فحرصت على المشاركة المستمرة في العديد من الفعاليات المحلية سواء كانت معارض أو مؤتمرات أو ندوات.
 وسعت الوكالة للوصول الى شريحة الشباب من خلال إطلاق برنامجها التدريبي لتأهيل الطلبة الجامعيين الذي يستمر لمدة ثلاث سنوات.