قال أربعة متعاملين في السوق الموازية للعملة في مصر لـ»رويترز»: إن الدولار واصل قفزاته الشديدة بالسوق السوداء ليصل إلى 13.10 جنيه مسجلا أعلى مستوياته منذ (يوليو) الماضي.
وقال مصرفيون في قطاعات الخزانة في المصارف المصرية لـ»رويترز»: إن سعر الدولار في السوق الموازية تسارع بوتيرة لم يشهدها من قبل خلال الساعات القليلة الماضية وسط تكهنات بخفض وشيك لقيمة الجنيه وشح واضح في المعروض من العملة الصعبة.
وجرى تداول الدولار في السوق الموازية الأسبوع الماضي عند 12.80 جنيه. لكن وتيرة ارتفاع سعر الدولار تسارعت بداية من الأسبوع الحالي إلى أن وصل أمس الأول إلى 12.95 جنيه قبل خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثم إلى 13 جنيها بعد الخطاب. وبلغ الدولار في السوق السوداء أمس نحو 13.10 جنيه.
وقال متعامل في السوق الموازية «السعر ارتفع بشدة منذ خطاب الرئيس الذي أكد فيه أن أسعار السلع الرئيسية ستنخفض خلال شهرين بغض النظر عن سعر الدولار».
وقال السيسي: إن بلاده تعكف حاليا على تنفيذ برنامج لزيادة المعروض من السلع الأساسية لضبط الأسعار خلال شهرين وذلك «بغض النظر عن سعر الدولار».
وتوفير الغذاء بأسعار في متناول المواطنين قضية سياسية قابلة للانفجار في مصر التي يعيش عشرات الملايين من سكانها على حد الكفاف وحيث أسهم السخط على الأوضاع الاقتصادية في الإطاحة برئيسين خلال خمس سنوات.
وقالت «بلتون» المالية في مذكرة بحثية اليوم تعليقا على خطاب الرئيس «الجزء الأهم من الخطاب هو عندما أشار الرئيس إلى أن الحكومة ستعزز إمدادات المواد الغذائية الأساسية بأسعار معقولة ’خلال شهر أو اثنين بغض النظر عن سعر الدولار’ أمام الجنيه. ومن المثير للاهتمام أن الرئيس شدد على سعر الصرف من خلال تكرار النصف الأخير من الجملة وهي «بغض النظر عن سعر الدولار». وتابع: «لا بد من أخذ خطاب الرئيس بجدية شديدة على أنه تمهيد نفسي للتعويم وتبعاته».
وتتصاعد الضغوط على البنك المركزي المصري من أجل تخفيض قيمة العملة في الوقت الذي تصارع فيه مصر من أجل إنعاش الاقتصاد الذي تضرر من اضطرابات سياسية وأمنية أدت إلى عزوف السياح والمستثمرين الأجانب وهما مصدران مهمان للعملة الصعبة.
وقال مستورد لـ»رويترز»: «قمت بشراء 300 ألف دولار بسعر 13.10 جنيه. معروض الآن أمامي 400 ألف دولار بسعر 13.25 جنيه. هناك تسارع في وتيرة صعود العملة الصعبة».