افتتحت دار الآثار الإسلامية، بالتعاون مع سفارة روسيا الاتحادية في الكويت، معرضها الجديد: “مكة بالفضة: رمزية الحج في طوابع” في مركز الامريكاني الثقافي. 
ويتناول المعرض مجموعة مكونة من أربعين نسخة طبق الأصل من طوابع بريدية من الفضة الخالصة عيار 999، مهداة لمدينة مكة المكرمة، تم سكها في دار المسكوكات التابعة لوزارة المالية الروسية في جمهورية روسيا الاتحادية. والكويت التي منحتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة لقب عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2016، هي أول دولة عربية إسلامية تستضيف هذا المعرض، ودار الآثار الإسلامية هي المكان 17 حول العالم لاستضافة هذا المعرض.  
واعتمدت الدار على طوابع أصلية صدرت في أزمنة مختلفة في 24 دولة مسلمة هي: أفغانستان، والجزائر، وبنغلاديش، والكاميرون، وجزر القمر، وإيران، والعراق، والأردن، والكويت، وليبيا، وماليزيا، ومالي، وموريتانيا، والمغرب، والنيجر، وعمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والصومال، وسوريا، وتونس، ودولة الإمارات العربية المتحدة، واليمن. 
وهذه الطوابع الفضية هي نسخة طبق الأصل من الطوابع البريدية الأصلية، وأصبحت تحفا تاريخية ذات أهمية كبيرة. ولصنع هذه المجموعة التذكارية، أعدت في دار المسكوكات في موسكو نماذج يدوية بالحجم الطبيعي للطوابع، نفذت بالختم النافر لتكتسب شكلا ثلاثي الأبعاد. 
استغرق صنع هذه المجموعة من الطوابع ثلاثة أعوام، وشارك في إعدادها مجموعة من العلماء والخبراء والفنيين والمهندسين والمصممين والنحاتين، فضلا عن رسامين. 
وقد صدرت هذه الطوابع الفضية بعدد محدود للغاية، مما يجعلها تذكارية ونادرة. والواقع أن الخبراء الحقيقيين يدركون القيمة التاريخية لهذه الطوابع النفيسة، وكذلك أصحاب الذوق الفني الرفيع الذين يقدرون مواطن الجمال فيها ودقة صنعها. 
وتنفرد هذه المجموعة من الطوابع بخواص جمالية رفيعة وفريدة تضفي عليها الديمومة، لتغدو نتاجا فنيا لا مثيل لها في القرن الحادي والعشرين.
والواقع أن عدد طوابع المجموعة البالغ أربعين، لم يأت من قبيل الصدفة، فللعدد أربعين دلالة وقدسية خاصة في الإسلام، كما في ديانات أخرى، فهو يرمز إلى تغيرات الزمن، وقيم التسامح والتصالح والعودة إلى المبادئ السامية.  وفي الإسلام، يرتبط هذا العدد بتحديد فترات مهمة وهامة. فقد نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سن الأربعين، كما يقرأ الناس القرآن الكريم كل أربعين يوما، وتدلل شعائر إسلامية كثيرة على قوة رمزية العدد 40 في بلوغ المقاصد والأهداف.
وقال  الأمين العام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م. علي اليوحة في افتتاح المعرض يطيب لي أن أثمن عاليا الحضور المميز واللافت لدار الآثار الإسلامية ومشرفها العام الشيخة حصة الصباح ، في العديد من العواصم العالمية والفعاليات الدولية من خلال المشاركات وتنظيم المعارض حول العالم لإبراز مدى الاهتمام الحضاري بروائع التحف التاريخية ومدى الإشعاع الحضاري الإسلامي عبر التاريخ، وهو الأمر الذي يؤكد مدى اهتمام دولة الكويت بتقوية العلاقات الثقافية مع الدول الشقيقة والدول الصديقة قاطبة، ولعل من اللافت بأن الرغبة في ترسيخ هذه العلاقات قد تزايدت ولاسيما في السنوات الأخيرة حيث فرضت التحولات العالمية والإقليمية انعكاساتها على مناحي الحياة كافه، ومنها الحياة الثقافية، وبات على كل عمل ثقافي مسئول الأخذ في الاعتبار قضايا العولمة والحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة وإظهار قيم التسامح والتعايش في مخزونة الحضاري الثقافي، وهذا ماحرصت عليه دولة الكويت من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبر أنشطة مختلف قطاعاته وإدارته.
وأضاف ان إقامة مثل هذا المعرض الذي يقدم للزائرين مجموعة من 40 نسخة طبق الأصل من طوابع بريدية من الفضة الخالصة والتي أصدرتها دار المسكوكات التابعة لوزارة المالية الروسية في موسكو، عن طوابع بريدية أصلية صدرت في 24 دولة إسلامية تحما صور متنوعة لـ “ مكية المكرمة “، لهو معرض له الكثير من الفوائد حيث يعتبر وسيله للتثقيف وتوسعة للأفق ومصدر للمعرفة بالقيمة التاريخية لهذه الطوابع النفسية، وشاهد عيان يكشف لنا مكانة وأهمية “ مكة المكرمة “ قبلة المسلمين ومكز الحضارة الإسلامية التي نفتخر بما أسهمت به من إنجازات على مر التاريخ  أغنت الحضارة الإنسانية التي نعيش في أجوائها حاليا.  واللافت بأن هذا المعرض ينفر بتقديم مجموعة تتميز بخواص فريدة قادرة على جذب عين المشاهد وشدها للتركيز على الأبعاد الجمالية التي تتآلف عبر تلاقي مختلف العناصر الفنية وقوة الواقع فيها .
 كما يزيدها جمالا إنها تحمل دلالات وقدسيه خاصه في الإسلام...ونأمل أن يجد الجمهور الكريم ما يتطلع إليه في هذا المعرض التاريخي.
و لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر وعظيم الإمتنان إلى سفير جمهورية روسيا الإتحادية و الشيخة حصة الصباح – المشرف العام لدار الآثار الإسلامية – على مابذلوه من جهد لتنظيم هذا المعرض، والشكر موصول إلى الأخ الزميلعبدالكريم الغضبان – الأمين العام المساعد لقطاع الآثار الإسلامية والأخوة الزملاء العاملين معه في القطاع وكذلك الشكر للرئيس العام لشركة دبليو تي موسكو فلاديمير بروساكوف على حسن الإعداد والتجهيز الذي كان له طيب الأثر في ظهور هذا المعرض بهذا الشكل المميز والراقي.