- ألغى الأحزاب السياسية.. وأصبح الشعب الإيطالي يصوت كله للحزب الفاشيستي فقط
- قتل 200 ألف من المواطنين الليبيين طوال ثلاث سنوات واحتل اثويبيا
- من أقواله: «أن تعيش يوما واحداً مثل الأسد خير لك من أن تعيش مائة عام مثل الخروف»

كان يريد لإيطاليا أن تكون دولة عظمى، ومن أجل هذا الهدف كان مستعداً لخوض الحروب وقتل الأبرياء وتشريد النساء والأطفال، وسعى إلى صداقة الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر الذي كان معجباً به.
لم يكن لديه أدنى شك في أنه سيخرج منتصرا من الحرب وظن أنها ستنتهي في عدة أشهر بانتصار ألمانيا النازية، فتحالف الفاشيستي مع النازي، فعقد مع ألمانيا معاهدة سميت بالحلف الفولاذي وكانت إيطاليا بحاجة إلى أربعة سنوات حتى تستعد للدخول في الحرب ولكن الحرب نشبت بعد ذلك بعامين فقط.
نهاية الزعيم الإيطالي بينيتو أندريا موسوليني كانت الإعدام بطريقة مذلة، بعد محاولته الهروب من غضب الشعب الايطالي وتساقط أغلب معاونيه، وأنصاره الذي ظن انهم بالآلاف.
 
 
 
 
بداية النهاية
غادر موسوليني مقر إقامته في سالو يوم 18 أبريل 1945، بينما كان الحلفاء على وشك دخول بولندا فيما زحفت القوات الروسية نحو برلين، رغم اعتراضات المقربين وحراسه الألمان، وظهر موسوليني في مدينة ميلانو ليطلب من أسقف المدينة أن يكون وسيطاً بينه وبين قوات الأنصار للإتفاق على شروط التسليم التي تتضمن إنقاذ رقبته إلا ان الوقت قد نفذ.
وعندما علمت قيادة الأنصار التي كان يسيطر عليها الحزب الشيوعي الإيطالي بنية موسوليني الذي يسعى للتوصل إلى اتفاق، أصدرت أمراً بإعدامه، ورفضت كل محاولات التفاوض مع الزعيم الفاشي.
علم موسوليني بأن النهاية تقترت، فاتخذ قراره بالابتعاد موقتا، وتابع رحلته بالسيارة متخفياً ومعه عشيقته كلارا ليخوض أخر معاركه التي أسماها بمعركة الشرف الكبرى.
ووصل موسوليني إلى بلدة كومو بالقرب من الحدود السويسرية وتبين له أنه كان واهماً وأن الموالين له لا يزيد عددهم على العشرات، فصدم موسوليني وأصبح يهذي أمام أنصاره وظنوا أنه قد أصيب بالجنون فأخذوا ينفَضُّون من حوله بسرعة.
في اليوم التالي طلب موسوليني من عشيقته كلارا كتابة آخر رسالة له إلي زوجته «راشيل» يطلب منها الهروب إلى سويسرا، في 26 أبريل زاد خوفه ففر إلى ميناجيو مدينة عشيقته الأخرى « أنجيلا «.
حاول موسوليني الهرب مع عشيقته وأختبأ في مؤخرة سيارة نقل متجها إلى الحدود ولكن كانت المفاجأة عند أوقف السائق السيارة وأمر موسوليني بالنزول وأخذ بندقيته وأخبره بأنه قبض عليه هو وصديقته بأمر من الشعب الإيطالي. 
اعتُقِل القائد وعشيقته كلارا بيتاتشي في 26 أبريل 1945 في دونغو في منطقة بحيرة كومو شمال البلاد فيما كانا يحاولان الفرار إلى سويسرا.
في اليوم التالي أتت الأوامر من مجلس جبهة التحرير الشعبية بإعدام موسيليني وجاء العقيد “فاليريو” الذي انضم سراً للجبهة إلى مكان اعتقال موسوليني وأخبره بأنه جاء لينقذه وطلب منه مرافقته إلى المركبة التي كانت في الانتظار، ذهب به إلى فيلا بيلموت المجاورة حيث كان في انتظارهم فرقة من الجنود. 
كانت جبهة التحرير قد قبضت على أغلب معاونيه وحددت 15 شخصا منهم لإعدامهم وفي يوم 29 أبريل تم تجميعهم بما فيهم موسوليني وعشيقته “كلارا” وتم وضعهم مقلوبين من أرجلهم في محطة للبنزين في مدينة ميلانو، وتعتبر هذه الطريقة في الإعدام مخصصة للخونة في روما القديمة التي حاول موسليني إعادة أمجادها.
وعرِضت جثتاهما مع جثث خمسة قادة فاشيين آخرين في ساحة عامة في ميلانو معلقة من الأرجل أمام محطة لتزويد الوقود، وجاءت الجماهير تسبهم وتشتمهم وتبصق عليهم وترميهم بما في أيديهم، وفقدت الجماهير السيطرة على أنفسهم فأخذوا بإطلاق النار على الجثث وركلهم بالأرجل. 
وفي القرى والمدن قُتِل كثير من الفاشيست حيث وُضِعَت جثثهم في سيارات نقل الأثاث وتجولت بهم في شوارع ميلانو. بعد انتهاء كل شيء أُخِذَت الجثث ودُفنت سراً في ميلانو. وفي سنة 1957 سُلمت جثة موسوليني لأهله لتُدْفَن قرب مدينته التي ولد بها.
 
 
جرائم موسوليني
وصل موسوليني إلى زعامة إيطاليا، وانقلب على سياسة إيطاليا اللينة في ليبيا وحولها إلى الشدة والعنف، فنقض الاتفاقات مع الليبين ورفض الاعتراف بالمحاكم الشرعية في المناطق التي يسيطر عليها الطليان.
وأبى موسوليني إلا أن يكون الجميع خاضعاً لإيطاليا، وعين لهذا الغرض حاكماً جديداً هو «بونجيوفاني» ومنحه سلطة مطلقة في حكم برقة، وزوده بصلاحيات واسعة وجيش كبير، فأمر الحاكم الإيطالي الجديد بحل معسكرات القبائل في ولاية برقة، واحتلال مركز القيادة السنوسية أجدابيا في عام 1923. ثم تعاقب الولاة على حكم ليبيا حتى تمكن بييترو بادوليو حاكم طرابلس الغرب، ونائبه في برقة اللواء رودولفو غراتسياني من إنهاء المقاومة تماماً عام 1932.
وأثناء محاولاته اليائسة تنفيذ خطته في ترسيخ الاستيطان الاستعماري في ليبيا، قتل 200 ألف من المواطنين الليبين طوال ثلاث سنوات فقط قبل عثوره على الثائر عمر المختار واعتقاله، حيث قررت المحكمة إعدام المختار رغم سنه الذي جاوز الخامس والسبعين، فأُعدِم في اليوم التالي في 16 سبتمبر 1931 بمركز «سلوق» في بنغازي. 
وقد واصل الإيطاليون استباحتهم للشعب الليبي، فوصل عدد الشهداء إلى 570928 شهيد ، إضافة إلى مصادرتهم الأراضي الليبية من أصحابها، وشجعوا هجرة الإيطاليين إلى ليبيا وأمدوهم بالأموال وفتحوا لهم المدارس.
9 نوفمبر 1939 أي قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بتسعة أشهر، أصدر موسوليني مرسوماً بضم (طرابلس و برقة) (أو ما يعرف بليبيا) وجعلها جزءا من الوطن الأم مع منح السكان الجنسية الإيطالية وإلزامهم على تعلم اللغة و الثقافة الإيطالية .
وغزا موسوليني إثيوبيا في أكتوبر 1935، دون إعلان حرب على اعتبار أنها اقل من أن تستحق هذا الشرف، وكان لتوه قد انتهى من سحق ثورة عمر المختار في ليبيا بوحشية بالغة، وفي 25 أكتوبر من عام 1936 تحالف هتلر مع موسوليني واتسع التحالف ليشمل اليابان، هنغاريا، رومانيا وبلغاريا بما يعرف بدول المحور، وتكونت بعد ذلك صداقة قوية بين هتلر وموسوليني، حيث كان هناك العديد من أوجه الشبه بينهما.
كان يحلم علناً بأن يسيطر على كل حوض البحر الأبيض المتوسط، ويحوله إلى بحيرة إيطالية وأن ينشئ إمبراطورية تمتد من الحبشة إلى ساحل غينيا الغربي، وكان يدعو إلى زيادة النسل ليزيد عدد الإيطاليين فيمكنهم بالتالي استعمار واستيطان هذه الإمبراطورية الشاسعة. 
وصوله إلى السلطة
نجح موسيليني في تأسيس حزبه الفاشيستي، فيما كان الشعب الايطالي قد مل من سلسلة الاضطرابات والفوضى التي تسود البلاد، كانت الحركة الفاشية قد ظهرت إلى العلن وبدأت في مواجهة إضرابات العمال والعاملين في المواصلات بعد عجز السطلة في ايقاف تلك الاحتجاجات.
ونزل عناصر الحزب الفاشستي وقد ارتدوا القمصان السوداء يشبهون رجال العصابات وهاجموا العمال المضربين بكل عنف وقسوة، ونجح الفاشيست في تسيير الحافلات والقاطرات وأنهوا الإضرابات.
ووصل الأمر أن طلب الأغنياء مساعدة الفاشيست لحمايتهم، ونجح الفاشيست في ذلك، وقد هزموا الشيوعيين في الشوارع وأرغموهم على شرب زيت الخروع.
وكان الشعب الايطالي يطالب بزعيم قوي مثل موسوليني ليقود البلاد، وقال موسوليني أنه الوقت المناسب للاستيلاء على السلطة. 
استغل موسوليني حاجة الشعب الايطالي لزعيم قوي مثله، وخطط للاستيلاء على السلطة، وقاد موسوليني مسيرة كبرى إلى مدينة روما وقال لأنصاره سوف تُعطَى لنا بأمر الشعب بأمر الشعب وإلا سوف نأخذها بأنفسنا.
وهكذا أصبحت القمصان السوداء والهراوة علاقتين تميزان حركة موسوليني حتى أُعيدت تسميتها لتصبح الفاشية، لكنها بقيت حركة هامشية، ففي انتخابات 1919 لم يفز أي فاشي بمقعد في البرلمان وحصل موسوليني نفسه على 4000 صوت فقط في مدينة ميلانو مقابل 180 ألف للاشتراكيين، وعندما كتبت مجلة إلى الامام الاشتراكية تنعي خسارة موسوليني في الانتخابات، هوجم مقر الحزب الاشتراكي بالقنابل، وحين داهم البوليس مكاتب مجلة موسوليني وجد قنابل ومتفجرات فسُجِن أربع سنوات وأُطلِق سراحه، في عام 1921 - أعلن موسوليني نفسه قائداً للالحزب الوطني الفاشي.
 
 
 
 
وفيما أصبحت القمصان السوداء والهراوة علامتين تميزان حركة موسوليني التي سميت بعد ذلك إلى «الفاشية، بقيت الحركة هامشية وغيرة مؤثرة في الحياة السياسية، وفشلت الحركة في انتخابات 1919 لم يفز أي فاشي بمقعد في البرلمان وحصل موسوليني نفسه على 4000 صوت فقط في مدينة ميلانو مقابل 180 ألف للاشتراكيين.
وعندما كتبت مجلة إلى الامام الاشتراكية تنعي خسارة موسوليني في الانتخابات، هوجم مقر الحزب الاشتراكي بالقنابل، وحين داهم البوليس مكاتب مجلة موسوليني وجد قنابل ومتفجرات فسُجِن أربع سنوات وأُطلِق سراحه، في عام 1921 وأعلن موسوليني نفسه قائداً للحزب الوطني الفاشي. حتى عام 1926، استمر قمع الحكومة لمؤسسات الحكم المنتخبة وقُتل القادة الذين عارضوا الفاشيين، وفي ابريل 1926 حُرّمت الإضرابات، وسُنّت قوانين عمل جديدة.
وبدأ موسوليني بالتغيير في إيطاليا حيث بدأ بإلغاء كل الأحزاب الأخرى، فكان على الشعب أن يصوت للحزب الفاشيستي فقط، وكان على الشباب أن يتعلموا مبادئ الفاشيست، وكان يقول لهم موسوليني: “أن تعيش يوما واحداً مثل الأسد خير لك من أن تعيش مائة عام مثل الخروف”. كان على الصغار الالتحاق بمعسكرات التسييس الفاشيستية وكان يتم إعدادهم كجنود صغار وكان عليهم (الإيمان والطاعة والقتال).
وسرعان ما امتلأت الساحات والشوارع بتماثيل موسوليني وبجداريات كبيرة تخلد أفعاله، كما بدأت حركة تنظيم شاملة للأطفال والفتيان وطلبة المدارس والجامعات على استخدام السلاح وحفظ الأناشيد القومية الفاشية، وبدأت حملة تجريد العشرات من الصحافيين من هوياتهم في النقابات الصحفية.
في عهده أغلقت جميع الصحف والمجلات الأدبية، مع إجبار الناس على وضع صورة في غرف النوم وأن توقد العوائل الشموع بعيد ميلاده وانتزع رجاله الحلي الذهبية من النساء وخواتم الزواج من أصابع المتزوجين، وتشكلت لجان في طول البلاد الإيطالية وعرضها من كتاب الدولة وأساتذتها لإصدار قوائم سوداء بالمثقفين المحظورين، وبأسماء الكتب المعادية التي يجب حرقها وإتلافها ومنعها من التداول.