واصلت أسعار النفط انخفاضاتها السعرية لليوم الخامس نتيجة استمرار حالة وفرة الإمدادات التي تواكبت أيضا مع صعود العملة الأمريكية «الدولار» على حساب بقية العملات الرئيسية، ما أضعف أسعار النفط وفقا للعلاقة العكسية بينهما. وما زالت التكهنات تتصاعد في السوق حول مدى فرص نجاح الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك الأسبوع المقبل، ومدى فرص التوافق بين المنتجين لدعم الأسعار واستعادة الاستقرار والتوازن في سوق النفط الخام.
ومن المتوقع أن يشهد الاجتماع مناقشات موسعة حول ملف تجميد الإنتاج من جديد في إطار ضغوط غالبية الدول الأعضاء في «أوبك» على تحفيز تحقيق تقدم في هذا الملف، إلا أن المخاوف من صعوبة التوصل إلى اتفاق لدعم سوق النفط تظل قائمة في ظل التعنت الإيراني والإصرار على زيادة معدلات الإنتاج بمستويات غير مسبوقة.
من المعروف أن إيران ترفض الانضمام إلى هذا الاتفاق قبل وصول إنتاجها لما كان عليه قبل فرض العقوبات الدولية في عام 2012، فيما يشترط غالبية الأعضاء ضرورة عدم منح استثناءات لأي دولة والانضمام الجماعي إلى تجميد الإنتاج وفق مستويات شهر يناير الماضي. وفى سياق متصل، انطلقت في فيينا الثلاثاء أعمال المؤتمر الدولي حول اتفاق باريس بشأن مكافحة تغير المناخ وتأثيره في الاستثمارات في مجال الطاقة.
وجدت الدول الفقيرة المنتجة للنفط التي قبلت قروضا على أن تسددها نفطا عندما كانت الأسعار مرتفعة أن عليها أن تشحن ثلاثة أمثال الكميات التي كانت تتوقعها للوفاء بمواعيد السداد بعد انخفاض الأسعار. وتسبب ذلك في عجز مالي في دول مثل أنجولا وفنزويلا ونيجيريا والعراق، وأدى إلى انقسامات جديدة في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وقبل الاجتماع المقرر أن تعقده المنظمة الأسبوع المقبل واصلت الدول الأفقر الأعضاء فيها الضغط من أجل خفض الإنتاج لرفع الأسعار.