سلكت أسواق النفط اتجاها تنازليا مجددا خلال شهر مارس بعد الارتفاع المؤقت الذي شهدته أسعار النفط خلال شهر فبراير. ولكن منذ بدء شهر أبريل من عام 2015 الحالي، واصلت الأسعار الارتفاع حيث ارتفعت بحوالي 15.3 بالمئة مقارنة بمستوى إغلاق الشهر الماضي، ويعزى هذا الارتفاع بصفة أساسية إلى زيادة الطلب نظرا لانخفاض أسعار النفط والتراجع الحاد في عدد الحفارات. إضافة إلى ذلك، يرى مراقبو السوق أن زيادة معدل الإنتاج النفطي في المملكة العربية السعودية في الفترة الأخيرة كان يستهدف أساسا الإيفاء باحتياجات الاستهلاك المحلي حيث تتوقع المملكة ارتفاع الطلب من المصانع خلال فصل الصيف كما أنها تستعد لتعزيز قدراتها الإنتاجية في المصافي. 
كان ذلك في ملخص التقرير الشهري الصادر عن إدارة بحوث الاستثمار في شركة كامكو للاستثمار، حيث يتناول هذا التقرير أداء أسواق النفط العالمية من خلال تحليل اتجاهات الاسعار والتغييرات التي طرأت خلال شهر مارس-15 والتطورات الحالية في شهر أبريل-15 على العرض والطلب وحجم الانتاج بالإضافة إلى إلقاء الضوء على آخر التطورات والأخبار المتعلقة بأسواق النفط.
من جهة ثانية، فإن التراجع القياسي المسجل في عدد الحفارات العاملة في الولايات المتحدة والذي بلغ مستويات تاريخية من الانخفاض (رغم أن هذا التراجع بدأ يستقر) من شأنه أن يؤدي إلى خفض معدل الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة في الشهور المقبلة والذي اذا اقترن بارتفاع في الطلب سيؤدي إلى خفض فائض المخزون النفطي. ومع ذلك فإن ارتفاع أو انخفاض الإنتاج الصخري بمعدلات أسرع بكثير من معدلات الحفر التقليدي يمثل مصدر قلق كبير في سوق النفط مما قد يؤدي إلى رفع الإنتاج في الولايات المتحدة عند ارتفاع الأسعار. استقر معدل سعر سلة أوبك من النفط عند 52.5 دولارا أمريكي للبرميل في شهر مارس، مسجلا تراجعا قليل نسبيا بلغت نسبته 3.0 بالمئة أو ما يوازي 1.6 دولار أمريكي للبرميل (مع الأخذ في الاعتبار التراجعات الحادة الذي شهدها على مدى الأشهر القليلة الماضية) مقارنة بالسعر المسجل في الشهر الماضي والبالغ 54.1 دولارا أمريكي للبرميل. ولكن، مع المكاسب المسجلة خلال النصف الأول من شهر أبريل، ارتفع معدل سعر النفط إلى 54.79 دولارا أمريكي للبرميل.
تمت مراجعة توقعات نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2014 بانخفاض هامشي مقارنة بمستواها في الشهر الأسبق حيث قدر نمو الطلب بمعدل 0.95 مليون برميل يوميا أي بارتفاع يتراوح ما بين 1.05 بالمئة ليستقر عند 91.28 مليون برميل يوميا، وشهد إجمالي الطلب من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تغيرا هامشيا حيث سجل تراجعا طفيفا في أوروبا. وعلى صعيد الدول النامية، تم رفع توقعات نمو الطلب قليلا في دول أفريقيا. وتم رفع توقعات نمو الطلب على النفط لعام 2015 بمعدل 80 ألف برميل يوميا مقارنة بتوقعات الشهر السابق ومن المقدر أن يستمر الطلب في الارتفاع بمعدلات تفوق المعدلات المتوقعة في العام السابق، بزيادة مقدارها 1.17 مليون برميل عن مستواه في عام 2014 ليصل إلى حوالي 92.45 مليون برميل يوميا. وتمت إعادة النظر برفع توقعات نمو الطلب في الدول الأوروبية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بزيادة مقدارها 90 ألف برميل يوميا. من ناحية أخرى، لم تشهد معدلات الطلب المتوقع من باقي المناطق أي الدول النامية «والمناطق الأخرى من العالم» في عام 2015 أي تغيير عن تقديرات الشهر السابق. 
ومن جهة المعروض النفطي، يتوقع أن يستمر نمو المعروض من الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك خلال عام 2105 وأن يزداد بمعدل 0.68 مليون برميل يوميا ليصل إلى 57.17 مليون برميل يوميا، مسجلا ارتفاعا هامشيا مقداره 10 ألف برميل يوميا مقارنة بالتقديرات السابقة في حيت يتوقع أن يشهد المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في منظمة الأوبك نموا على مستوى جميع الفصول الأربعة لعام 2014 ولكن بمعدل أكثر تباطؤا.
ارتفع معدل الإنتاج النفطي للدول الأعضاء بمنظمة الأوبك بوتيرة أسرع مما هو متوقع بالغا 1.6 بالمئة خلال شهر مارس (0.5 بالمئة خلال شهر فبراير) ليستقر عند مستوى 31.03 مليون برميل يوميا بزيادة مقدارها 481 ألف برميل يوميا مقارنة بمستواه في الشهر السابق. ويرجع ارتفاع معدل الإنتاج النفطي بصفة أساسية إلى ارتفاع معدل الإنتاج في الدول غير الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي مثل العراق (بزيادة مقدارها 8.6 بالمئة أو 298 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 3.7 مليون برميل يوميا)، وإيران (بزيادة بلغت نسبتها 2.5 بالمئة أو 70 ألف برميل يوميا ليصل إلى 2.85 مليون برميل يوميا) إضافة إلى تضاعف معدل الإنتاج في ليبيا إلى 0.48 مليون برميل يوميا. ومن ناحية أخرى، سجل معدل الإنتاج النفطي في المملكة العربية السعودية تراجعا هامشا بنسبة 0.3 بالمئة في حين تراجع الإنتاج في نيجيريا بمعدل 4.5 بالمئة. وبلغ معدل إنتاج النفط الخام في الدول الأعضاء بمنظمة الأوبك باستثناء العراق 27.28 مليون برميل يوميا بزيادة مقدارها 0.69 بالمئة مقارنة بمستواه في الشهر السابق. وفي خلال شهر مارس، بلغ معدل الطاقة الإنتاجية للدول الأعضاء بمنظمة الأوبك 82.73 بالمئة وهو يعتبر أعلى قليلا من المعدل المسجل في الشهر الماضي. قامت المملكة العربية السعودية بتشغيل 78.2 بالمئة من طاقتها الإنتاجية، مسجلة تراجعا هامشيا مقارنة بمعدل الإنتاج في الشهر السابق. وبلغ إجمالي الطاقة الإنتاجية الفائضة للدول الأعضاء في منظمة أوبك 6.48 مليون برميل يوميا أو حوالي 17.3 بالمئة من إجمالي الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى أوبك. ولكن على الأساس السنوي، شهد معدل الإنتاج الشهري دول الأوبك من النفط الخام في الربع الأول من عام 2015 ارتفاعا طفيفا بنسبة 0.8 بالمئة أو حوالي 238 ألف برميل يوميا ليصل إلى حوالي 30.83 مليون برميل يوميا بالمقارنة مع 30.59 مليون برميل يوميا في الربع الرابع من العام السابق (30.33 مليون برميل يوميا خلال عام 2014)
تراجع معدل الإنتاج النفطي في السعودية بنحو 30 ألف برميل يوميا مقارنة بالارتفاع المسجل في شهر فبراير، في حين استقر معدل الإنتاج في بقية دول مجلس التعاون الخليجي عند المستوى المسجل في الشهر السابق بالغا 6.33 مليون برميل يوميا في الإمارات، والكويت، وقطر. وعلى مستوى الدول غير الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، استمرت العراق في رفع معدل إنتاجها النفطي بزيادة مقدارها 295 ألف برميل يوميا خلال شهر مارس تلتها ليبيا بزيادة مقدارها 230 ألف برميل يوميا. ومن ناحية أخرى، تصدرت نيجيريا قائمة الدول التي شهدت تراجعا في معدل الإنتاج النفطي حيث تراجع إنتاجها النفطي من 1.99 مليون برميل يوميا إلى 1.90 مليون برميل يوميا خلال شهر مارس، تلتها الإكوادور الذي سجلت تراجعا بمعدل 0.4 بالمئة أو 2 ألف برميل يوميا تماشيا مع التراجع الذي شهدته فنزويلا. 
استقرت حصة المملكة العريبة السعودية من الإنتاج النفطي خلال شهر مارس عند 31.5 بالمئة، تلتها العراق بحصة مقدارها 12.1بالمئة، في حين بلغت حصة الكويت وإيران 9.2 بالمئة (أو 2.85 مليون برميل يوميا) لكل منهما. من جهة ثانية، انخفضت حصة الإمارات إلى 9.0 بالمئة في شهر مارس مقابل 9.2 بالمئة في الشهر السابق، بينما شكلت حصص الإنتاج النفطي لدول مجلس التعاون الخليجي 59.0 بالمئة أو ما يوازي 16.1 مليون برميل يوميا.