قال تقرير اقتصادي متخصص ان أسعار النفط استمرت بالانتعاش خلال شهر مارس الماضي تماشيا مع موافقة المزيد من الدول الأعضاء في منظمة (أوبك) على قرار (السعودية وروسيا) تجميد الانتاج عند مستوى يناير الماضي.
واوضح التقرير الصادر عن بنك الكويت الوطني اليوم السبت ان نفط القياس العالمي مزيج برنت انهى شهر مارس الماضي مسجلا الزيادة الثانية له على التوالي بواقع 10 في المئة على أساس شهري ليستقر عند 6ر39 دولار للبرميل.
واشار الى ان مزيج غرب تكساس المتوسط ارتفع بواقع 6ر13 في المئة على أساس شهري لينهي الشهر عند 3ر38 دولار للبرميل وان أسعار النفط ارتفعت بنحو 50 في المئة بعد تراجعها إلى أقل مستوى لها منذ 12 شهرا مدعومة بعدة عوامل كقرار تجميد الانتاج وانقطاع الانتاج في نيجيريا والعراق اضافة إلى تراجع انتاج أميركا وضعف الدولار.
واكد التقرير ان الاتفاق المؤقت بين أكبر الدول انتاجا للنفط (السعودية وروسيا) بشأن تجميد الانتاج شكل حافزا مهما لأداء أسعار النفط منذ أن تم الإعلان عنه في فبراير ومن المحتمل أن تنضم المزيد من الدول الأعضاء في منظمة اوبك لهذا الاتفاق باستثناء إيران وليبيا وذلك خلال الاجتماع المزمع انعقاده في الدوحة في السابع عشر من أبريل الجاري "كما ستنضم أيضا كل من روسيا وعمان من خارج المنظمة".
وافاد بان موجة التفاؤل انعكست على أسعار العقود الآجلة حيث سجلت الصناديق الاستثمارية مستوى قياسيا لعدد الرهانات على زيادة ارتفاع أسعار النفط فبلغ صافي عمليات البيع الطويل أكثر من نصف مليون عقد بين كل من العقود الآجلة لنيويورك ولندن ويساوي ذلك 579 مليون برميل من النفط الخام أو ستة أيام من الطلب العالمي.
واضاف ان هذا الانتعاش في أسعار النفط ظهر على الرغم من تغير بسيط في أساسيات الطلب والانتاج موضحا انه عادة ما تأتي استجابة الأسواق للتغيرات بشكل سريع وسابق لأوانه. واكد التقرير ان وكالة الطاقة الدولية لا تتوقع تحقيق توازن بين مستويي الطلب والانتاج قبل عام 2017 وتتوقع أيضا استمرار ثبات مستوى الطلب خلال عام 2017 "إلا أن الوكالة رأت أنه من الممكن لمستوى الطلب أن يتجاوز هذه التوقعات المرتبطة بالشكوك حول الاقتصاد الكلي العالمي".
واضاف ان الوضع يبقى أكثر وضوحا في ما يتعلق بالإنتاج لا سيما أن أسعار النفط المتدنية تستمر في دفع الدول المنتجة للنفط غير التقليدي وذات الكلفة العالية كشركات النفط الصخري إلى خفض انتاجها".
وبين ان التوقعات تشير إلى تقلص الانتاج من خارج منظمة أوبك بواقع -7ر0 مليون برميل يوميا في عام 2016 نتيجة انخفاض انتاج أميركا المتراجع حاليا بواقع -6 في المئة على أساس سنوي ليستقر عند 9 ملايين برميل يوميا.
وحول انتاج منظمة الدول المصدرة للبترول قال التقرير ان انتاج (أوبك) تراجع بواقع 176 ألف برميل يوميا ليصل إلى 3ر32 مليون برميل يوميا وذلك وفق بيانات من مصادر ثانوية تابعة للمنظمة اذ "خسرت المنظمة 407 الاف برميل يوميا من انقطاع انتاج أنابيب النفط في شمال العراق ونيجيريا إضافة إلى صيانة الحقول في الإمارات بينما استطاعت السعودية والكويت وإيران التعويض عن ذلك التراجع بنسبة كبيرة".
واكد انه من المفترض أن ينتعش انتاج الكويت على خلفية اعتزامها والسعودية إعادة الانتاج من حقل الخفجي الواقع في المنطقة المشتركة بين الدولتين "كما ستستفيد الكويت أيضا من حقل المناقيش الجديد الواقع غرب البلاد والذي جرى استكشافه في مارس الماضي ما قد يمكنها من الوصول الى هدف الانتاج البالغ 4 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2020".