أبرمت شركة أسترازينيكا، صفقة تصل قيمتها إلى 247 مليون دولار مع شركة أبساي الأمريكية، لتصميم أجسام مضادة لمكافحة السرطان.
وذلك في أحدث تعاون في ظل الجهود المتسارعة للتوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الأدوية.
وتهدف الشراكة إلى استغلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لدى شركة أبساي في تحليل البروتينات على نطاق واسع لإيجاد علاج فعال للأورام، وهو محور التركيز الأساسي لشركة الأدوية الأنجلوسويدية أسترازينيكا.
وتضاف الشراكة الجديدة إلى سلسلة الاتفاقيات بين الشركات الصيدلانية الكبرى، والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتطوير علاجات جديدة للأمراض وخفض تكاليف تطويرها.
وقال شون مكلاين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أبساي، إن تطبيق مبادئ الهندسة على اكتشاف الأدوية والعلاجات يحسن من إمكانية النجاح، ويقلل من الوقت المستغرق في التطوير. ويتضمن الاتفاق، رسوماً مسبقة لشركة أبساي، وتمويل عمليات البحث والتطوير، ودفعات على مراحل محددة، إضافة إلى عائدات على أي مبيعات للمنتج.
وتولد شركة أبساي، التي تتخذ من في ولاية واشنطن مقراً ولديها مختبر لأبحاث الذكاء الاصطناعي في نيويورك، بيانات ملكية مسجلة عن طريق قياس ملايين التفاعلات بين البروتينات، ومن ثم تستخدم هذه البيانات لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بها، وفي النهاية، تتولى التصميم والتحقق من كفاءة الأجسام المضادة السليمة، وهي بروتينات تستهدف المواد الغريبة في الجسم.
ولم تكشف الشركتان عن نوع السرطان التي تستهدفانه تحديداً، فيما تعد الاتفاقية جزءاً من خطط أسترازينيكا الطموحة لإحلال جيل جديد من الأدوية الموجهة محل العلاج الكيميائي التقليدي. 
وكانت الشركة أعلنت في أكتوبر الماضي، عن نتائج التجارب السريرية لعلاجات جديدة لسرطاني الرئة والثدي، وقد أشادت بهذه النتائج باعتبارها «إنجازاً هائلاً».
ووصفت بوجا سابرا، نائبة رئيس شركة أسترازينيكا التي تقود أبحاث وتطوير الهندسة البيولوجية، التعاون مع شركة أبساي بأنه «فرصة مثيرة» لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الأجسام المُضادة. 
وقالت سابرا: «يمكننا الذكاء الاصطناعي من زيادة نجاح وسرعة عملية الاكتشاف البيولوجي لدينا، وتعزيز تنوع المستحضرات الكيميائية الحيوية التي نكتشفها، نحن نطبق آليات الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل عملية الاكتشاف والتطوير لدينا، من خلال بناء قدرات داخلية، وعبر جهود التعاون، مثل تعاوننا مع شركة أبساي».
وتعد الأدوية المضادة للأورام، التي تستخدم تكنولوجيات متنوعة، مسألة مهمة للتعاون بين شركات الأدوية الرائدة متعددة الجنسيات والشركات الصغيرة، التي تُجري أبحاثاً مُتطورة في هذا المجال. 
ووافقت شركة موديرنا الأمريكية، في  سبتمبر الماضي، على صفقة قد تتجاوز قيمتها 1.7 مليار دولار لتطوير لقاحات وعلاجات للسرطان مع شركة إيماتكس الألمانية. وتستخدم الشركة الألمانية ما يُسمى بتكنولوجيا مستقبلات الخلايا التائية، لاستهداف البروتينات المرتبطة بالسرطان.