حققت مجموعتا ألفابيت (غوغل) ومايكروسوفت نتائج أعلى بكثير من التوقعات للفترة من يوليو إلى سبتمبر 2023، لكنّ السوق اهتمت بشكل خاص بأدائهما في الحوسبة السحابية، وهو مجال رئيسي لنشر الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ألفابيت
بفضل انتعاش الإعلانات، حققت شركة ألفابيت ما يقرب من 77 مليار دولار من العائدات في الربع الثالث، بزيادة 11% على أساس سنوي، بحسب بيان نتائجها الذي نشرته الثلاثاء.
وحققت المجموعة التي تتخذ مقراً في كاليفورنيا أرباحاً صافية تناهز 20 مليار دولار، بزيادة قدرها 42% في عام واحد لأرباح الشركة الأم لغوغل، وأكثر من مليار دولار فوق توقعات المحللين.
مايكروسوفت
أما مايكروسوفت، التي أنهت أخيراً عملية الاستحواذ على استوديوهات ألعاب الفيديو «أكتيفيجن بليزارد» (المطورة خصوصاً لـ«كول أوف ديوتي» و«كاندي كراش»)، فحققت بدورها إيرادات بقيمة 56,5 مليار دولار (بارتفاع نسبته 13% على مدار عام واحد) في الربع المالي الأول.
وبلغ صافي أرباحها 22,3 مليار دولار، بزيادة 27%، وهو رقم أعلى أيضاً من التوقعات.
وشهدت المجموعة التي تتخذ مقراً لها في ريدموند بولاية واشنطن، تسارعاً في نمو فرعها للحوسبة السحابية إلى 24%. سجلت «أزور»، وهي منصة مايكروسوفت الرائدة في مجال الحوسبة السحابية، والخدمات الأخرى المرتبطة بها، توسعاً أسرع، إذ بلغت نسبة النمو 29%.
وحققت أسهم المجموعة ارتفاعاً يقرب من 4% في وول ستريت خلال التداول الإلكتروني بعد إغلاق بورصة نيويورك الثلاثاء.
ويخضع أداء الأنشطة السحابية لعمالقة القطاع (على رأسهم أمازون ومايكروسوفت، وتليهما غوغل) إلى تدقيق من جانب السوق، التي ترى فيه مؤشراً على شهية الشركات لأحدث موجة من الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي التوليدي
وكان أداء قسم الحوسبة السحابية لدى غوغل مخيباً لآمال الشركة، إذ بلغت إيراداته 8,4 مليارات دولار في الربع الثالث (+22% على أساس سنوي)، ومع ذلك حققت هذه الأنشطة أرباحاً تشغيلية قدرها 266 مليون دولار، بدلاً من خسارة قدرها 440 مليون دولار في الفترة عينها من العام الماضي.
وعلق المحلل لدى «إنسايدر إنتلجنس» ماكس ويلينز قائلاً إن «غوغل تواجه منافسة قوية في مجال الحوسبة السحابية».
وأوضح أن خدمات الحوسبة عن بعد التي تقدمها شركة الإنترنت العملاقة حازت على إعجاب الكثير من الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، و«سيؤتي ذلك ثماره مع مرور الوقت، لكن ذلك في الوقت الحالي لا يكفي لإرضاء المستثمرين».
ورأى الخبير في شركة «ويدبوش» دان آيفز أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتيح إنتاج النصوص والصور ورموز الكمبيوتر والأصوات بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية، يشكّل «أكبر ثورة تكنولوجية في العقود الثلاثة الماضية».
وقال إن «حالات استخدام (هذه التكنولوجيا) تتسارع»، مضيفاً «سيكون تأثير دورة الذكاء الاصطناعي هذه على الإنترنت الاستهلاكي هائلاً وسيبدأ بالفروع السحابية».
وقد احتكرت هذه التقنية المكالمات الجماعية المقدمة عبر خدمات شركتي غوغل ومايكروسوفت، اللتين تقودان سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي مع إضافة الكثير من الأدوات الجديدة إلى محركات البحث والخدمات الإلكترونية الخاصة بهما.
محاكمة تاريخية
وقال رئيس شركة ألفابيت سوندار بيتشاي إن «أكثر من نصف الشركات الناشئة التي جمعت الأموال في مجال الذكاء الاصطناعي هي من عملاء +غوغل كلاود+».
وأوضح أن «منصة «فيرتيكس إيه آي» الخاصة بنا تساعد عملاءنا على إنشاء ونشر التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على نطاق واسع»، مضيفاً «بين الربعين الثاني والثالث، زاد عدد مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدية الجاري تنفيذها على +فيرتيكس إيه آي+ بمقدار سبعة أضعاف».
وتطرق رئيس ألفابيت أيضاً إلى دمج أحدث جيل من الذكاء الاصطناعي في تصميم الإعلانات الآلية، وأدوات لمنشئي المحتوى على يوتيوب والمساعد الشخصي الجديد «القادر على التفكير».
وعمد رئيس شركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا أيضاً إلى توسيع قدرات «أزور»، مدعومة بنماذج لغة «أوبن إيه آي» openai، الشركة الناشئة التي أطلقت هذه الموجة التكنولوجية مع برنامجها الشهير «تشات جي بي تي» منذ عام تقريباً.
وقال «تستخدم أكثر من 18 ألف مؤسسة حالياً أدوات +أوبن إيه آي+ المدمجة في +أزور+».
وتتواجه الشركتان في واشنطن في إطار محاكمة تاريخية أطلقتها الولايات المتحدة ضد غوغل في منتصف سبتمبر الماضي.
وأدلى ساتيا ناديلا بشهادته دعماً للحكومة الأمريكية، التي تتهم غوغل ببناء إمبراطوريتها بموجب عقود غير قانونية مع سامسونغ وآبل وشركات أخرى لتثبيت محرك البحث الخاص بها بشكل افتراضي على منتجاتها.
وتُعد هذه أهم دعوى قضائية لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة ضد إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى منذ الدعوى المرفوعة ضد مايكروسوفت ونظام التشغيل ويندوز الخاص بها قبل أكثر من عشرين عاماً.