على مدى ثلاثين عاما مضت تعرضت مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية الى عدة هزات مالية وتدهور في الأداء لا يكاد يستقر فترة من الزمن حتى ينتكس مرة أخرى وذلك لعدم وجود إدارة ذات كفاءة ولديها مخطط يستقرأ مجريات السوق وظروفه المستقبلية لدرجة ان معظم الشعب الكويتي عزف عن استخدام الناقل الوطني الوحيد في بلاده بحثا عن الراحة والدقة في المواعيد وتجنبا للمتاعب غير المتوقعة وإن كلفه ذلك زيادة في التكلفة والوقت لأنه سيضطر الى الطيران أكثر من مرة للوصول على وجهته المنشودة كون الرحلة ليست مباشرة من الكويت. في الآونة الأخيرة وفي اخر أربع سنوات تقريبا استبشرنا خيرا بعد أن شعرنا باهتمام ودعم حكومي في الناقل الوطني وبعد ان بدأت المؤسسة في استلام الطائرات المملوكة لها بدلا من تلك المستأجرة والتي استهلكت ميزانية المؤسسة على مدى عقدين ونيف من الزمن، آملين أن تستعيد المؤسسة مكانتها في المنافسة بين مثيلاتها بعد أن كانت في المقدمة في عصرها الذهبي. لا أعلم من هو المستشار الاستراتيجي لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية ولا المعني برسم سياساتها التسويقية، وكوني من الطبقة الكادحة لم أعتد السفر كثيرا على درجة رجال الأعمال كثيرا ولكن في بعض المرات التي صدف أن سافرت على تلك الدرجة واخرها في تاريخ 9 يوليو 2023 صباحا أتفاجئ بوجود موظف واحد فقط لإصدار بطاقة صعود الطائرة في القسم المخصص لدرجة رجال الأعمال والدرجة الأولى في مطار الكويت بالرغم من زحمة الركاب واصطفافهم بطابور طويل على موظف وحيد يعجز على خدمة هذا العدد الكبير بالسرعة المطلوبة وهو ما تسبب بانزعاج وتذمر المسافرين من تردي الخدمة المقدمة برغم ارتفاع سعر التذكرة وهو بالطبع عكس ما تقدمه شركات الطيران الأخرى في هذه الفئة. لم ينته الأمر عند هذا الحد ولكن الصدمة عند الصعود لطائرة الايرباص a320-251n المتجه الى أمستردام ويخبرك قائد الطائرة ان الرحلة تستغرق قرابة الست ساعات وتكتشف أن المقعد في درجة رجال الاعمال في هذه الطائرة لا يوجد به خاصية التحول الى سرير ولا يتيح لك فرصة النوم كما هو الحال في هذه الدرجة في جميع طائرات الشركات الأخرى الوطنية كما انها غير مؤهلة للرحلات الطويلة، وبعد تقصي الموضوع تكتشف ان الموسسة وقعت عقدا لشراء عدد 15 طائرة من هذا النوع وأن السبب الرئيسي في اختيارها هو كونها اقتصادية!!، ولا أعلم ماهي الشريحة التي ترغب المؤسسة في التنافس معها ، ففي الوقت الذي يعلن فيه طيران الرياض الذي سينطلق العام المقبل أن أول طلب لأسطول طائراته مكون من 72 طائرة بوينج دريملاينر من طراز 787-9 لمنافسة أعتى شركات الطيران العالمية نجد ان الناقل الوطني لدينا يسعى للتنافس مع شركات الطيران التجاري منخفض التكلفة. ليت الأمر انتهى عند هذا الحد ولكن عند العودة من مطار أمستردام وبعد الانتهاء من ختم الجوازات كان هناك عدد اربع صالات لدرجة رجال الاعمال في صالة أمستردام، اثنتين كانتا تحت التجديد والاخريين رفضتا استقبالنا بسبب عدم وجود اتفاقية مع مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، والسؤال ماهو دور المؤسسة في هذه الحالة ولماذا لا يوجد لديها حلول بديلة ، والسؤال الأهم ما الفائدة التي يجنيها المسافر مع مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية على درجة رجال الاعمال اذا كان منذ بداية رحلته وخلالها وفي نهايتها لم يشعر بالراحة ولم يجد أي ميزة.برأيي أنه يجب الاستعانة بخبراء مختصين من شركات أخرى ناجحة أفضل من الموجودين حاليا في المؤسسة اذا ما اردنا استعادة مكانة المؤسسة كما كانت عليه بالسابق.