تشكل مكتبة الألب، بالقرب من ضفاف نهر السين في العاصمة الفرنسية باريس، شاهداً حياً على أثر الاحترار المناخي على الجبال.
وتمثل المكتبة التي افتتحت عام 1933 مرجعاً لهواة تسلق الجبال، من خلال أرشيف من الصور، ومجموعة من الكتب لمؤسسها أندريه وال، تروي تاريخ السلسلة الجبلية الشهيرة “الألب” وغزو الإنسان لها.
ومن بين الأعمال التي لا تزال متاحة اليوم، كتاب من عام 1761 لجان جاك روسو بعنوان “رسالة من عاشقين، من سكان مدينة صغيرة عند سفح جبال الألب”.
ومن خلال كتب مثل “الهجوم على جبل إيفرست” (1922) و”مفكرة الدوار” عن تسلق أتا اتنابورنا (1950) و”غزو كاي 2” (1954)، يكتشف الزائر إلى أي مدى كان مغامرو الجبال يحظون باحترام كبير.
وفي كتاب “المشاكل الثلاث الأخيرة لجبال الألب”، يروي الألماني أندرل هيكماير تسلقه الجانب الشمالي من جبل آيغر (سويسرا) عام 1938.
وفي هذا المزيج من التاريخ والرحلات الاستكشافية، بقي عنصر واحد غائبا لمدة طويلة هو الاحترار المناخي.
ولفت صاحب المكتبة جان لوي فيبير غيغ إلى أن الأعمال الأدبية لم تكن تتناول الأمر، إذ أن ظاهرة الاحترار المناخي، مصدر قلق حديث جدا.
إلا أن عشرات الصور المعروضة تشهد على الأثر القاسي للطقس والحرارة على الجبل، الذي كان في السابق شديد البياض، حتى خلال الصيف، لكنه أصبح اليوم أكثر سوادا بكثير، إذ ببساطة لم يعد يوجد ثلج. وأردف: إن الجبل يتألم.    ويبدو الفرق جلياً مثلاً بين صورة للجليد الكثيف عند سفح جبل مون بلان عام 1885، فيما تظهر صورة ثانية بعد 130 عاماً طبقة بيضاء رقيقة وكثيراً من المساحات والصخور غير المغطاة بالثلج.