أكد الدكتور معتز دربالة، استشاري أول الجهاز الهضمي وأمراض الكبد بمؤسسة حمد الطبية، أن غالبية مرضى الكبد من ذوي الحالات المستقرة يستطيعون صيام رمضان من دون مضاعفات محتملة، لكنه شدد على أن بعض الحالات التي يتعين على المريض فيها عدم الصوم تتمثل في مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد، ومرضى دوالي المريء، والاستسقاء، والغيبوبة الكبدية.
وحول تصنيف مرضى الكبد بالنسبة للصوم، قال الدكتور دربالة لوكالة الأنباء القطرية: إن هناك حالات مرضية حادة، مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي الحاد من الأنواع (أ، ب، ج)، فهؤلاء يمتنع عليهم الصوم.
أما بالنسبة للحالات المزمنة المستقرة مثل حالات الفيروس أو الالتهاب الكبدي أو الخلل في وظائف الكبد أو المصابين بدهون على الكبد، فهؤلاء المرضى يمكنهم الصوم، وربما كان الصوم مفيدا لهم، حيث يفيد بحرق هذه الدهون.
وأضاف الدكتور معتز دربالة أن أصحاب الحالات المزمنة لكن في درجات متأخرة من المرض مثل مرضى دوالي المريء والاستسقاء، والغيبوبة الكبدية، ومرضى الكبد المزمن المصحوب بمرض السكري فهؤلاء يستحب لهم الإفطار من الناحية الطبية، كما أن مرضى الخلل المناعي للكبد وأمراض الكبد الوراثية وأمراض كبدية منذ الطفولة ومصابي فيروس الكبد (ب، ج) فهؤلاء يمكنهم الصوم ولكن بعد استشارة الطبيب المعالج أولا.
وأشار إلى أهمية اتباع العادات الغذائية السليمة لمريض الكبد في رمضان، حيث من المهم اختيار نوعية الأطعمة التي لا تضر بصحة مريض الكبد، ولعل رمضان فرصة لتنظيم مواعيد الغذاء والوجبات، لذا ينصح المريض الصائم أن يبدأ فطوره بمشروب سكري خفيف، وأخذ فترة قصيرة من الراحة لصلاة المغرب، ثم العودة إلى تناول الفطور.
ونصح بأن تشتمل الوجبة على النشويات والسكريات والبروتينات، وتقل بها كمية الدهون للحد الأدنى، خاصة لمرضى الدهون على الكبد، كما يفضل أن تحتوي الوجبة على الفواكه لتمده بالسكريات مع شرب السوائل، والابتعاد عن الكثير من الأطعمة المقلية، بما في ذلك الوجبات السريعة والمحار غير المطبوخ، ويتعين لمريض الكبد أن يتناول نظاما غذائيا متوازنا يضم جميع المجموعات الغذائية كالحبوب والفواكه والخضروات واللحوم والفاصوليا والحليب والزيت، وتناول الطعام الذي يحتوي على الألياف؛ لأنها تساعد الكبد على العمل على المستوى الأمثل، فيمكن للفواكه والخضراوات وخبز الحبوب الكاملة والأرز والحبوب أن تعتني باحتياجات الجسم من الألياف، وبالإضافة لذلك يجب شرب الكثير من الماء حيث يمنع الجفاف، ويساعد الكبد على العمل بشكل أفضل.
وعن صوم المرضى الذين أجريت لهم عملية زراعة كبد يوضح الدكتور دربالة أن هؤلاء المرضى لهم خصوصية، فخلال السنة الأولى بعد إتمام زراعة الكبد لا يمكنهم الصوم لأسباب طبية، أما بعد مرور السنة الأولى فعلى المريض مراجعة طبيبه قبل الصوم للتأكد من حالة الكبد المزروع، فالصوم مقبول بعد مرور سنة على الزراعة بشرط مراجعة الطبيب المعالج أولاً.
ويمكن لمريض الكبد الصائم تنظيم جرعات أدويته، وبالنسبة للمرضى الذين يعالجون بالأقراص يمكنهم تناول الجرعات عند الإفطار والسحور، وبالنسبة لمرضى زرع الكبد الذين يسمح لهم بالصوم حسب الشروط الموضحة، فيتناولون الأدوية المثبتة للكبد المزروع عند الإفطار والسحور.
أما المرضى الذين يتناولون أدوية مدرة للبول أو أدوية لعلاج دوالي المريء، أوضح الدكتور دربالة أن هناك قاعدة طبية تقول إن هؤلاء لا يمكنهم الصوم، حيث لا يمكن إعادة توزيع وقت تناول الأدوية، ولا يمكن منع الأدوية عنهم، كما أن مرضى الكبد المصابين بأمراض أخرى مصاحبة مثل الضغط أو السكري أو الربو فهؤلاء يحتاجون لمراجعة الطبيب؛ من أجل تنظيم مواعيد تعاطي الأدوية في رمضان.
وعن الحالات الطارئة التي يمكن أن تواجه مريض الكبد أثناء صومه، يشير إلى أنه إذا كانت حالة مريض الكبد مستقرة وغير متقدمة فلن يواجه متاعب أثناء الصوم، وهناك المتاعب الشائعة لدى بعض المرضى، فهي تبدأ بالدوخة، ومن ثم قد يظهر الاصفرار على المريض، وهنا ينصح المريض بالإفطار.
أما المدخنون من مرضى الكبد فأكد أن التدخين يسبب الإصابة بأمراض أخرى تضاف إلى مرضهم بالكبد، وبالتالي فقد تمنع تلك الأمراض الناشئة عن التدخين المريض من تناول أدوية مهمة لعلاج الكبد، ويبقى أن الصوم فرصة مواتية للتوقف والامتناع عن التدخين مدى الحياة.