بقلم /  يحيى المنهل                                                                   

قال تعالى ..{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم
عرف العرب قديما بالعفو عند المقدرة ، وهي حقا من شيم الكبار أصحاب الحكمة والرأي السديد، وصاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، وأخيه سمو ولي العهد حفظه الله، دائما وأبداً قدوة لنا جميعاً في هذا الجانب ويقدمان دروساً وعبراً يجب أن تكون نبراساً لرسم مستقبل هذا البلد العزيز والغالي على الجميع.
 
 
مرسوم العفو الذي صدر مؤخرا عن المواطنين المحكومين في قضايا عديدة اغلبها قضايا رأي، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القيادة السياسية تتعامل مع ابنائها بحكمة الأب وروح القانون ، وتعكس صورة للعالم اجمع عن احترام الكويت لحقوق الانسان والحفاظ عليه وحمايته حتى من نفسه.
 
 
فشكراً بحجم السماء الى صاحب السمو امير البلاد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح والى سمو ولي العهد الامين الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح والى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ احمد نواف الاحمد الصباح ، والى كل من سعى وساهم في انجاز هذا المرسوم الذي أعاد الفرحة للكثير من العائلات الكويتية التي عانت كثيرا بسبب غياب ابنائها عن الوطن.
 
 
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا ، هل نتعظ؟!
 
 
نتمنى من الجميع البعد كل البعد عن التدخل في شؤون الدول الاخرى وإلقاء التهم ، والدخول في مشاحنات بغيضة تصل الى السب والقذف، مما يوقعهم تحت طائلة القانون، ويعرض مستقبلهم وحياتهم الى مشكلات عديدة ، ويسبب أزمات بين الكويت وتلك الدول سواء الشقيقة او الصديقة.
 
 
أخيرا وليس آخراً ، ومن هنا نطالب أبنائنا وبناتنا ان يتقوا الله في الكويت ، وان يحافظوا عليها من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، فالأخطار تحيط بنا من كل جانب، والكثير من الدول تتقاذفها الحروب والصراعات، حتى اصبحت أشلاء بل وأشباه دول، ونحن لنا تجربة سابقة مع الغزو العراقي، ندعو المولى سبحانه ألا تتكرر وأن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء.