حاولت كرة ميسى المبهرة، فى كأس العالم الذى فازت به الأرجنتين، وحاول تنظيم قطر لمونديال 2022 المبهر، أن يخطف أنظارنا قبل نهاية العام.
لكن أوجاع منطقتنا، والعالم تحتاج إلى ما هو أكثر من كرة ميسى المبدعة، أو ملايين الكرة، قطر وتنظيمها واستضافتها الأسطورية لفرق العالم، أفضل نسخة للساحرة المستديرة، منذ أن انطلقت قبل أكثر من تسعين عاما مضت، قبل أن تنتقل لأول مرة بعد أربع سنوات مقبلة، إلى أمريكا الشمالية، حيث تنظم لأول مرة هناك (أمريكا وكندا)، بهدف تجميع هذه القارة التى لا تزال لا تستهويها كرة القدم، ولم تعد إلا هذه القارة فى العالم، حتى تنضم إلى قارات العالم التى اجتمعت أكثر من 5 ملايين نسمة، حول الشاشات وفى الاستادات لمتابعة المباريات، ثم خرجت الملايين تهتف بأسماء اللاعبين، ووقف زعماء السياسة والقادة العالميون يهتفون مع الجماهير المحتشدة لعلهم يكسبون بعضا من شعبيتها تساعدهم فى انتخاباتهم وسعيهم إلى جذب الناخبين إلى صناديق الانتخابات.
الكرة المستديرة الساحرة، لم تنسنا أن العام الذى نودعه، فيه نشبت «مينى» حرب عالمية أوروبا، بين روسيا (أوكرانيا) فى نهاية الشهر الثانى من العام يوم 24 فبراير، ولا تزال الحرب مشتعلة، ودمرت الدولة، وهجرت 10 ملايين أوكرانى، وأغرقت العالم فى أزمة غير مسبوقة، منذ نهاية الحرب الباردة، فى مواجهة ساخنة بين دول حلف شمال الأطلسى (الناتو)، التى أعربت عن دعمها لأوكرانيا، وتسببت الحرب فى اهتزاز العالم، وهددت الحرب العالم بحدوث أزمة غذاء وطاقة عالمية، بسبب الحصار البحرى المفروض من روسيا فى البحر الأسود، والعقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا، وأثرت الحرب على الاقتصاد العالمى مدفوعا بأزمة الطاقة.
وفى عام 2022، تسارع ارتفاع الأسعار الذى بدأ فى عام 2021، بسبب اضطرابات سلاسل التوزيع والطلب القوى على المنتجات والخدمات الأساسية، مع تعافى الاقتصادات بعد كوفيد 19، ووصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود، ويتوقع أن يصل التضخم إلى 8% فى الربع الأخير من العام، ما يعوق النمو فى كل أرجاء العالم مع ارتفاع تكاليف الإنتاج للشركات، وأكدت المنظمات العالمية أن الاقتصاد العالمى يمر بأخطر أزمة منذ السبعينيات، خصوصا فى مجال الطاقة، وارتفاع أسعار الحبوب، وبالتالى علف الحيوانات، والقيود الصحية المستمرة المرتبطة بكوفيد 19، ما أدى إلى النقص فى كل شىء، خصوصا الرقائق الإلكترونية المصنعة أساسا فى تايوان، لا سيما بعد الأزمة مع الصين، وأمريكا والتنافس بينهما، وكانت تايوان إحدى الإدارات التى فجرت الأزمة إثر زيارة نانسى بيلوسى إلى تايوان، رئيسة الكونجرس، فى هذا العام، حيث فجرت الأزمة النائمة بين القوتين، الأمريكية والصينية، ووسط اشتعال أزمة مع روسيا فى قلب أوروبا.
وأدى ذلك، إلى عدم الاستقرار فى معظم حكومات أوروبا، فى بريطانيا وإيطاليا. الأزمة السياسية والحروب لم تستطع أن تخفف من الكوارث التى شهدها عام 2022، الأكثر حرا على الإطلاق فى أوروبا، وسجلت درجات الحرارة أرقاما قياسية وموجات حر، تسببت فى جفاف وحرائق، وسجلت الانهار الجليدية خسارة قياسية فى الكتلة الجليدية.
لكن، يبدو أن الاختراق العالمى الأمريكى، الذى دوى مع نهاية العام، لن يخطف صورة العام مثل كرة القدم، أو من حالة الحرب وتهديد العالم بالقنبلة الذرية، والإفناء بين الإنسان الذى لا يزال يتعطش للدماء وهدم المدن، وقتل الحياة وتهجير الناس، والقتال حول محطات الطاقة النووية فى زابورجيا الأوكرانية أو فى معامل الاختبارات.
اختراق عالمى تاريخى، كشفت وزارة الطاقة الأمريكية، النقاب عنه فى مختبر لورانس ليفرمور الوطنى، حيث أجريت تجربة ناجحة لصناعة الطاقة النووية بتقنية الانشطار لعقود، حاول العلماء إيجاد بديل للوقود الأحفورى، ويبدو أمام هذا الاختراق العلمى الجديد، أنهم يقتربون خطوة هائلة من توفير بديل وفير وميسور وخال من الكربون والوقود الأحفورى.
سعى علماء الفيزياء منذ خمسينيات، القرن الماضى إلى تسخير تفاعل الاندماج الذى يمد الشمس بالطاقة، لكنهم واجهوا صعوبات اندماج الكهرباء من التفاعل يتجاوز الطاقة المستعملة، تعرف هذه العملية بكسب صاف من الطاقة التى من شأنها أن تثبت قدرة التجربة على توفير بديل موثوق للوقود الأحفورى، والطاقة النووية التقليدية.
هذا الاندماج يعنى انتشال العالم من الفقر، إنه الكأس المقدسة للطاقة النظيفة، إنها ذات قدرة إعجازية، إذا كان العالم قادرا على انتشالنا من هوى أشياء كثيرة، فهل يكون قادرا على منع الحروب، وتمكين رؤى العقول من إدارة العالم فى العام الجديد!.. ربما.