جددت الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة للشؤون السياسية في اجتماع لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء، تأكيد تمسك المنظمة "بوحدة أراضي أوكرانيا" ضمن "حدودها المعترف بها".
وقالت روزماري ديكارلو في بداية الاجتماع: "دعوني أكرر أن الأمم المتحدة لا تزال ملتزمة تماماً بسيادة أوكرانيا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، داخل حدودها المعترف بها دولياً".
وخلال الجلسة بُثت مداخلة مسجلة مسبقاً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال فيها إنه لا يمكن لبلاده أن تتفاوض مع موسكو بعد "الاستفتاءات" التي نُظّمت في أربع مناطق أوكرانية للانضمام إلى روسيا.
وقال زيلينسكي إن "اعتراف روسيا بالاستفتاءات الزائفة، وتطبيقها نفس السيناريو الذي طبقته في شبه جزيرة القرم، ومحاولتها مرة إضافية ضم جزء من الأراضي الأوكرانية، يعني أنه لا يتعين علينا التفاوض مع الرئيس الروسي الحالي".
وبثت كلمة الرئيس الأوكراني في الجلسة قبل صدور نتائج الاستفتاءات في المناطق الأربع والمؤيدة بنسبة ساحقة للانضمام إلى روسيا.
وعلى غرار العديد من أعضاء مجلس الأمن ندد الرئيس الأوكراني بـ"مهزلة" نتائجها "معدة مسبقاً".
وأضاف أنّ "ضمّ الأراضي هو أبشع انتهاك لميثاق الأمم المتحدة"، مطالباً بـ "إقصاء روسيا من كل المنظمات الدولية" أو على الأقل تعليق عضويتها فيها.
واعتبر زيلينسكي أن روسيا تريد بالاستفتاءات "إجبار رجال أوكرانيين من الأراضي المحتلة في أوكرانيا على التجنيد في الجيش الروسي لإرسالهم للقتال ضد وطنهم".
وناشد الرئيس الأوكراني مجلس الأمن التحرّك ضد روسيا. وقال: "هناك حاجة إلى إشارة واضحة من كل دول العالم"، وأضاف "أؤمن بقدرتكم على التصرف".
لكن حق الفيتو لروسيا في مجلس الأمن يحول دون صدور أي قرار عن المجلس ضد موسكو.
ورغم ذلك تعتزم الولايات المتحدة بالاشتراك مع ألبانيا طرح "مشروع قرار يدين الاستفتاءات الزائفة، ويدعو الدول الأعضاء إلى رفض الاعتراف بأي وضع معدل لأوكرانيا، ويطالب روسيا بسحب قواتها من أوكرانيا"، حسب السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد.
وأضافت أنه إذا استخدمت روسيا حق النقض "لحماية نفسها" من القرار "سنحول أنظارنا إلى الجمعية العامة لإرسال رسالة لا لُبس فيها إلى موسكو"، موضحة أن التصويت ممكن في نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل.
وخلافاً لمجلس الأمن فإن قرارات الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة تصدر بالأغلبية ولا تتمتع أي دولة بحق الفيتو.
وفي الجلسة، دعا السفير الصيني في الأمم المتحدة تشانغ جون إلى احترام "سلامة أراضي كل الدول".
وقال السفير الصيني الذي يتّهم الغرب بلاده أحياناً بالتساهل كثيراً مع روسيا إن "الصين أخذت علماً بالتطورات الأخيرة في الوضع في أوكرانيا، إن موقفنا واقتراحنا لكيفية النظر إلى قضية أوكرانيا ومعالجتها متسق وواضح. وهذا يعني أنه يجب احترام سيادة كل الدول وسلامة أراضيها".
في المقابل أكّد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن "الاستفتاءات" كانت "شفافة"، مستنكراً "فورة الغضب" و"الدعاية" من الغرب التي تهدف على حدّ قوله إلى إجبار بلاده على "الخضوع".