‏نعت الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية اليوم الأربعاء ببالغ الصبر والاحتساب وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وفاة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد وقائد العمل الإنساني رحمه الله مضيفة انه برحيل سموه يكون العالم قد خسر حاكما مخلصا وقائدا إنسانيا من طراز فريد.
وقالت الهيئة في بيان صحفي اليوم الأربعاء إن أسرة الهيئة الخيرية برئيسها المستشار بالديوان الأميري الدكتور عبدالله المعتوق ومجلس إدارتها والعاملين فيها وقد آلمهم وأحزنهم هذا المصاب الجسيم.
وذكرت أنها الهيئة تستذكر رحلة العطاء الثرية والزاخرة للأمير الراحل وسجله الريادي في خدمة وطنه وشعبه وأمتيه العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء.
وأكدت أن العمل الخيري الكويتي شهد في عهد سموه رحمه الله تطورا مؤسسيا مشهودا وحركة انتشار واسعة في مختلف أنحاء العالم أسهمت في انتشال ملايين الفقراء من مستنقع الجهل والمرض والحاجة وتخفيف معاناة المنكوبين من جراء الحروب والكوارث.
وبينت ان توجهاته السامية رحمه الله ودعمه المتواصل لمسيرة العمل الخيري كان لها الأثر البالغ في دعم مشاريع التنمية المستدامة.
وأشارت إلى إن الراحل كان صاحب رؤية إنسانية ثاقبة ومواقف منصفة للعمل الخيري فقد كان يردد في العديد من المناسبات أن العمل الخيري تاج على الرؤوس وأن العمل الخيري هو الذي حفظ الكويت.
وأفادت أنه منذ تولي سموه رحمه الله مقاليد الحكم عام 2006 برز العمل الخيري معلما مميزا من معالم السياسة الخارجية للبلاد وركيزة أساسية من ركائزها في بناء العلاقات.
ولفتت إلى أن تاريخ الأمير الراحل حافل بمواقف إنسانية عظيمة جسدت ما جبل عليه أهل الكويت جيلا بعد جيل من حب للعطاء والبذل ومساعدة المحتاجين وجعلت كويت الخير واحدة من أهم الدول المانحة وقلدتها مكانة مرموقة في صدارة العمل الخيري والإنساني العالمي.
ونوهت باستجابة سموه رحمه الله للنداءات الإنسانية الدولية واستضافة الكويت للعديد من المؤتمرات الدولية المانحة لدعم الوضع الإنساني في سوريا والعراق وفلسطين والسودان فضلا عن توجيهاته للهيئة الخيرية بتنظيم مؤتمرات دولية موازية للمنظمات غير الحكومية لدعم شعوب تلك الدول وتدشين الحملات والمبادرات الإغاثية والتنموية في العالم على مدار العام.
وأوضحت الهيئة أن الراحل طيب الله ثراه كان من أهل البذل والعطاء وأصحاب الأيادي البيضاء وقد تجلى ذلك في دعمه العديد من المبادرات والقرى الخيرية النموذجية ورعايته فعاليات الهيئة ومن أحدث ما تبرع به قبل رحيله رحمه الله بناء قرية الكويت المؤلفة من 300 بيت بمدينة صباح الأحمد في منطقة الشمال السوري.
وذكرت أنه بموجب هذا التاريخ الإنساني الناصع البياض للأمير الراحل رحمه الله استحقت الكويت تكريما دوليا خاصا في التاسع من سبتمبر 2014 من قبل الأمم المتحدة بتسميتها مركزا انسانيا عالميا وتتويج سموه قائدا للعمل الإنساني ليكون أول رئيس عربي يحظى بهذا التكريم العالمي الرفيع.
وتابعت أن تاريخ 9 سبتمبر من كل عام سيظل مناسبة تاريخية ووطنية ملهمة للأجيال وشهادة أممية على إنسانية دولة الكويت واصطفافها وأميرها الراحل وشعبها المعطاء إلى جانب المحتاجين والمنكوبين في مختلف أنحاء العالم.
وقالت الهيئة إن الراحل رحمه الله بحكمته وحبه للخير خلف إرثا خيريا كبيرا وقدم نموذجا يحتذى في القيادة والبذل والعطاء راجية المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته وفيض مغفرته وعظيم رضوانه وأن يسكنه فسيح جناته.