أحد أشهر الأمثلة  في مجتمعاتنا العربية ، ويعني أن أموال البخيل المكدسة ستذهب في نهاية المطاف إلى الشخص المحتال (العيار)، والبخيل هو بخيل الجيب او المال والأخلاق، يقال ايضا «البخيل ماله خليل» او «لا تخدم بخيل»، وذلك عندما يتعامل معك الشخص بدون إبداء التقدير او الشكر، أو أدنى شعور بما بذلت، ومن القصص الواقعية التي قالها الكاتب محمد العويصي: أن هناك بخيل مليونير سمع من الناس أن سعر اللحم في القرية التي تبعد عن قريته 500 كيلو متر ارخص من سعر اللحم الذي يباع في قريته، قرر البخيل السفر لشراء اللحم، وعندما وصل إلى القرية سمع الأذان فتوجه إلى  المسجد لأداء صلاة الظهر، ومن عادة أهل القرية استضافة الغرباء، فاستقبله أحد الكرماء في بيته، وأعدّ له سفرة طويلة عليها ما لذّ وطاب من الغذاء، تعجب البخيل من سخاء الرجل فسأله عن مصدر ثروته، فأجابه إنني أضع عيني على المرأة التي يتوفى زوجها الغني، وبعد انتهاء عدتها أتزوجها فيصبح مالها مالي، وقد سمعت عن رجل مليونير شديد البخل في القرية التي تبعد عن قريتنا 500 كيلو متر، وإن شاء الله بعدما يموت سوف أتزوج زوجته ويصبح مالها مالي! انصعق البخيل وعرف أنه المقصود، وبعد انتهائه من الطعام خرج مسرعا إلى السوق، اشترى كل ما وقعت عينيه من طعام وملابس، فلما وصل إلى بيته رأته زوجته قائلة: هذه البضاعة ليست لنا، فدخل زوجها وقال: بل لنا، اشتريتها لك «أحسن ما ياكله العيار».

في المغرب يقال : "فلوس اللبن يديهم زعطوط"، زعطوط  هو القرد البربري الذي كان يتابع (بائع اللبن) قرب النهر وهو يخلط اللبن بالماء، حيث كان يملأ نصف الجرة لبناً ، والنصف الآخر بالماء ليبيعه، وهكذا كان يجني أضعاف ربحه، لكن زعطوط غافل اللبان وسرق منه النقود، وتوجه صوب النهر وجلس ثم أخذ كيس النقود، وفي حركة متوازية، كان يضع قطعة نقدية بجانبه ويرمي بالأخرى في الماء، تحسر البائع على نقوده التي لم يستطع استعادها وهو يرى جهده فيها، ولم يجد أنسب طريقة للتعبير عن حسرته سوى بالقول (فلوس الماء يديهم الماء و فلوس اللبن يديهم زعطوط).

في العراق وفلسطين والأردن وكثير من البلدان العربية الاخرى يقال: «مال الخسيس لإبليس»، في سورية يقال «مال الخسيس يروح فطيس» في مصر يقال: «مال الكنزي للنزهي» الكنزي، يقصد به البخيل الذي يكنز المال، والنزهي من يتنزه وينفق على سعادته، قد تختلف الأمثلة لكن المعنى واحد، و يقال المثل حين يُسلط المحتالين على البخلاء، أو من يتهاون في الإنفاق على أهله ويتمادى في حب جمع المال، ويُسلط الله عليه ناس ليتمتعوا بماله، وينطبق المثل على بعض الأوطان والنظم الادارية التي تواجه طفرة مالية وفائض في الميزانية، وتكون قطاعاتها متهالكة وبنيتها التحتية منسحقة،  فالأولى أن تُصرف تلك الأموال على تعديل الأوضاع السيئة، بينما تُهدر على مساعدات ومنح خارجية ومشاريع  مشبوهة، ليس لها أي عوائد أو منافع مستقبلية، فتُنهب تلك الأموال بصورة غريبة، كما قال المثل "مال البخيل ياكله العيار".