طوّعت مجموعة من الفتيات السعوديات مواهبهن في إحياء تراث محافظة الداير بجازان بتقديم مجسمات ولوحات فنية وصور فوتوغرافية، فأبدعن قلاعا وحصونا أثرية، وبيوتا أسطوانية، وأزياءً تراثية، عبّرت عن هوية المحافظة وتراثها.
وأسهم إيمان الفتيات بما يمتلكنه من مواهب فنية، في تأسيس فريق « كلمات وألوان» مطلع العام 1439هـ ، حيث بدأت عضوات الفريق النسائي في تحد كبير للتعريف بأهداف الفريق من جهة ولتقديم أعمال متميزة جديرة بالظهور في مختلف المعارض الفنية من جهة أخرى.
وخطى فريق كلمات وألوان بتميز على مدى العامين الماضيين ، في توظيف الفن لخدمة محافظة الداير والتعريف بتراثها وآثارها وعاداتها الاجتماعية ، وأنماط الزراعة القديمة خاصة زراعة البن ، وتجسيد حب الأهالي الكبير لشجرة البن العتيقة ، من خلال أعمال فنية تنوعت بين الرسم التشكيلي الواقعي والتجريدي ، وكذلك أعمال المجسمات اليدوية الإبداعية، والتصوير الفوتوغرافي .
ووفقًا لقائدة الفريق سارة المالكي فإن 38 فتاة، استطعن تعزيز أهداف الفريق ، ليكون شريكًا تنمويًا فاعلًا ، في المجال التعليمي والإعلامي والسياحي والاقتصادي بمحافظة الداير ، وتقديم أعمال فنية تقدم التراث القديم من جهة وتحاكي متطلبات العصر الحديث من جهة أخرى .
وأشارت إلى المشاركات المتميزة للفريق من خلال معرض اليوم الوطني الذي جسد الحب الكبير للوطن ، إلى جانب تنظيم تدريبات عملية متخصصة لطالبات المدارس، وتنظيم مهرجان الفنون النسائي ، مبينة أن مشاركة فريق كلمات وألوان في مهرجان البن السنوي العام الماضي بمحافظة الداير شكلت نقلة نوعية من خلال النجاح الكبير للأعمال الفنية التي تضمنتها المشاركة في المهرجان .
وأضافت أن الفريق نظم كذلك المسابقة التشكيلية «جازان الماضي والحاضر «، على مستوى المنطقة بالتعاون مع فرع جمعية الثقافة والفنون بجازان ، وحظيت المسابقة بمشاركة واسعة من فناني وفنانات المنطقة، إذ تناولت الأعمال الفنية أنماط الحياة القديمة بجازان ونسقها الثقافية والاجتماعية ، إلى جانب لوحات فنية تبرز الحاضر وملامح التنمية بالمنطقة ، وذلك ضمن سعي الفريق لتسخير الفن لإبراز ما تمتاز به المنطقة بشكل عام من ثروات طبيعية وإرث ثقافي واجتماعي وحاضر متطور .
وأكدت اعتزاز الفريق بتكليف محافظ الداير نايف بن ناصر بن لبدة للفريق بتنفيذ جدارية الرسم بالتعاون مع بلدية المحافظة ، حيث قُمْنَ برسم جدارية طولها عشرة أمتار وارتفاعها متران ، بهدف تحسين المشهد الحضري، ومعالجة التشوه البصري بتغيير الجدران الصامتة لأشكال وفنون ورسوم فنية تعبر عن التاريخ والحضارة والتراث للمحافظة ، من خلال تجسيد موسم الحصاد الزراعي ، وتجسيد مشهد الرعي عبر الجدارية .