أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن واشنطن استطاعت إقناع شركائها الأوروبيين بأن الاتفاق النووي مع إيران، لا جدوى فيه، وأنه لن يخدم السلام في الشرق الأوسط.
وجاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي شارك فيه بومبيو الرئيس دونالد ترامب في نيويورك أمس الأربعاء على هامش الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال بومبيو إن الأيام الثلاثة الماضية التي بحثت الولايات المتحدة خلالها مع الشركاء الأوروبيين الأوضاع المحيطة باتفاق إيران النووي، كانت "مثمرة"، وأضاف:
نرى كيف يشكل الأوروبيون موقفهم تجاه الهجمات الأخيرة في السعودية، ونوضح أن إيران هي التي فعلت ذلك. والآن وقفوا إلى جانبنا ويقولون إن خطة العمل المشتركة الشاملة في صيغتها الحالية لن تنجح ولن تحل المشاكل العالمية ولن ترسي الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الوفد الأمريكي أجرى لقاءات مكثفة مع حلفاء واشنطن الشرق أوسطيين أيضا، وقال: "أكدنا أننا نريد تسوية سلمية مع جمهورية إيران الإسلامية، ونأمل في أن يكون الأمر كذلك. في نهاية المطاف، القرار يعود لإيران".
واعتبر بومبيو أن بلاده "أنجزت تقدما ملموسا" خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من أعمال الجمعية العامية في جهودها لتحقيق موقف موحد لدول العالم إزاء الملف الإيراني.
تصريح بومبيو يبدو مناقضا لما جاء في بيان مشترك صدر عقب اجتماع وزراء خارجية كل من إيران وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في نيويورك الأربعاء، حيث اتفق الوزراء على ضرورة التطبيق الكامل للصفقة النووية مع طهران، وأكدوا عزم بلدانهم على الحفاظ عليها.
لكن التصريحات الأمريكية الأخيرة ربما تستند إلى عناصر جديدة باتت واضحة في الموقف الأوروبي عقب الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية في السعودية في 14 سبتمبر، حيث انضمت فرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى الولايات المتحدة في تحميل طهران المسؤولية عن هذه الاعتداءات.
وأعلنت باريس وبرلين ولندن في بيان ثلاثي الاثنين أنه "حان الوقت لقبول إيران بصيغة طويلة الأمد للتفاوض حول برنامجها النووي، والقضايا الأمنية الإقليمية، التي تشمل برامجها للصواريخ"، في موقف لا يكاد يتميز عن مطالب واشنطن بشأن ضرورة إبرام صفقة نووية أفضل مع طهران تشمل برنامجها الصاروخي ومجمل تحركاتها في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاثنين صراحة إنه يريد الآن "صفقة ترامب" حول إيران.
وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن هذا التحول يعني أن أوروبا بصدد التخلي عن محاولاتها مساعدة إيران في الالتفاف على عقوبات واشنطن المالية، وأنه لم يبق لطهران مجال للتعويل على شراء الأوروبيين لنفطها، بل أن انضمام أوروبا لحملة العقوبات الأمريكية سيزيد من الضغط على إيران لجهة إعادة التفاوض للتوصل إلى صفقة جديدة.
واعتبرت الصحيفة هذا التحول الأوروبي دليلا على نجاعة سياسة "الضغط الأكبر"، التي ينتهجها ترامب لمعالجة ما يصفه بالأخطاء الخطيرة الكامنة في اتفاق عام 2015.
وتابعت، أن التحول الأوروبي نحو إعادة التفاوض يعني أيضا أنه حتى لو خسر ترامب انتخابات الرئاسة عام 2020، فإن خليفته الديمقراطي سيجد صعوبة في العودة ببساطة إلى صفقة 2015، وأنه لابد من صفقة جديدة مع إيران تعالج عيوب الصفقة الأولى.
في ظل مستجدات الموقف الأوروبي، ألمحت طهران إلى استعدادها للقبول بإدخال تعديلات طفيفة على الاتفاق النووي، مقابل رفع العقوبات عنها، لكنها أصرت على قبول واشنطن ببنود الاتفاق النووي قبل أي مفاوضات.
لكن طهران لا تزال ترفض رفضا قاطعا إبرام أي اتفاق مع الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى يخص برنامجها الصاروخي العسكري.