عكف المدّرس التركي شفيق أدا، عقب تقاعده من عمله الرئيسي،  على تحويل القطع النقدية الأثرية، والفضية وغيرها من المعادن التاريخية التي تعود إلى العهود العثمانية، إلى حلي مثل القلادة، والأساور والخواتم.
إذ يواصل «أدا»، البالغ من العمر 62 عاماً، منذ 33 سنة العمل في مجال الفنون اليدوية وصنع الحلي في ورشته بولاية أسكي شهير وسط تركيا.
ويحصل المتقاعد التركي على القطع الأثرية النادرة والتي تعود بعضها إلى عهود السلاجقة، وأغلبها لزمن الإمبراطورية العثمانية، من بائعي القطع الأثرية القديمة (الأنتيكا)
وإلى جانب القطع الأثرية السلجوقية والعثمانية، يستخدم الحرفي التركي في بعض أعماله، قطعاً أخرى تعود للحقبة الرومانية.
وفي بعض الأحيان، يحضر الزبائن قطعاً أثرية نادرة لـ «أدا»، ويطلبون منه صنع حلي حسب الرغبة.
ومما يميّز أعمال الحرفيّ التركي عن غيره من الأعمال والحلي المصنوعة يدوياً، أنه لا يصنع من القطعة الواحدة سوى واحدة تكون خاصة بالزبون الذي يشتريه، في خطوة الهدف منها هو شعور الزبون بالخصوصية.
وقال شفيق أدا لوكالة «الأناضول»: إنه يعمل من خلال مهنته هذه على إحياء الماضي والتاريخ ونقله إلى الأجيال الحالية والمُقبلة بأسلوب مختلف ومميز.
وأوضح أنه وعقب تقاعده من مهنة التدريس، بدأ يركّز أكثر لمزاولة هذه الحرفة ويخصص لها المزيد من الوقت، مقارنة بالفترات التي سبقت تقاعده.
وأشار «أدا»، إلى أن إحدى السبل لتأمين إقبال الأجيال الشابة على اكتشاف التاريخ واهتمامهم بمعرفة تفاصيله، هي صناعة الحلي المستوحاة من القصص والأحداث التاريخية.
وتابع قائلاً: «هدفي من مزاولة هذه الحرفة، تسليط الضوء على التاريخ أمام الأجيال القادمة. أحياناً نُعجب بعملات معدنية أو قطع أثرية نراها في المتاحف تعود للفترات الرومانية والسلجوقية أو العثمانية. وأقوم بدوري، ببث الروح في هذه القطع الأثرية بأسلوبي الخاص وتحويلها إلى حليّ على شكل قلادة أو أساور أو خواتم.»
وأشار «أدا»، إلى أنه مع تطور التكنولوجيا، كثرت أنواع الحلي الجاهزة والمصنوعة في المصانع المتطورة.
وتطرّق إلى وجود ملايين النسخ من الحلية الواحدة لدى ملايين البشر حول العالم.
وأضاف «لا يمكنني مقارنة أعمالي بهذه الأنواع من الحلي. لأن من يشتري مني قلادة أو خاتماً، يكون خاصاً به، ولا أصنع من ذلك الطراز حلية أخرى.»
واختتم «أدا»، حديثه بالإشارة إلى أسعار الحلي التي يصنعها يدوياً، تبدأ من 300 وتصل إلى 2000 ليرة تركية.