ماتت قطتها قبل 12 عاما متسممة، فظل حبها لهذه الحيوانات الأليفة راسخا في قلبها، ورافقها إلى أن قررت تحويل منزلها إلى مأوى للقطط الضالة. 
الفكرة قد لا تبدو مألوفة في ذلك الحي السكني المكتظ حيث تقيم الشابة الفلسطينية هبة الجنيدي، وتحديدا وسط مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، لكنها مع ذلك تشبثت بفكرتها وجسدتها. 
وفي حديث للأناضول، عادت الجنيدي (26 عاما) على مبادرتها الإنسانية، وتحدثت عن حبها للقطط الذي يدفعها إلى الاستمرار وحماية تلك المخلوقات الضعيفة من الشوارع. 
قالت إنها تعشق القطط منذ طفولتها، وولدت لديها فكرة المأوى قبل نحو 12عاما، بعد أن فقدت قطتها جراء تسمّمها. 
وبالفعل، قامت، قبل نحو عامين، ببناء مأوى في حديقة منزل عائلتها، وأطلقت عليه اسم "hiba shelter" 
وبذلك، استطاعت الفتاة التي تعمل مصممة جرافيك، تحقيق حلم حياتها بإيجاد بيت آمن للقطط، كما تقول. 
وفي مأوى هبة نحو 90 قطا تقول إنها حصلت عليها من الشارع. 
وتقوم فكرة الفتاة على إيجاد بيت أمن أبدي للقطط، وترفض فكرة التبني أو بيع الحيوانات. 
وتبدأ الفتاة يومها في مأوى القطط، تقدم لها الطعام، وتنظف المكان، ويساندها في مهمتا التي لا تبدو سهلة والدتها، الداعمة المعنوي والمادي لها. 
وعن ذلك، تضيف: "نحن عائلة تحب الحيوانات عامة، والقطط خاصة، والدتي قدمت لي الدعم المعنوي والمادي، وتساعدني في العناية بالقطط". 
ولفتت إلى أن "تحويل حديقة منزل بسيطة لمأوى للقطط ليس بالأمر السهل، لكن حبنا للحيوانات دفعنا لفعل ذلك". 
ويقع بيت الجنيدي وسط حي سكني مكتظ، وعن ذلك تقول الفتاة إنه "لا يوجد لدي مكان غير هذا المكان، وطبيعة المجتمع غير معتادة على وجود مأوى للقطط، أمل أن أتمكن من تغيير هذه الفكرة والثقافة". 
وتشكو "الجنيدي" من "ثقافة" تسميم الحيوانات الضالة (الكلاب والقطط)، مشيرة أنه "عادة ما يسمم السكان أو حتى البلديات القطط والكلاب الضالة، في محاولة منهم للتخلص منها". 
وقبل عامين، استطاعت هبة أن تخطو الخطوة الأولى في بناء المأوى، وذلك بشكل تدريجي، وبتمويل ذاتي بنحو 99 بالمائة. 
ولفتت الفتاة إلى أن بعض المتبرعين الأجانب يقدمون لها بعض المساعدات البسيطة التي تنفقها على المأوى. 
وتطمح الشابة الفلسطينية أن تشيد مأوى معد بشكل خاص لتربية القطط بمكان مستقل، وبمساحة أكبر، ليستوعب عددا أكبر منها، لكن الإشكال المادي يظل العقبة الأساسية بوجه ذلك. 
وفي مشهد لافت، كانت "الجنيدي" تنتقل بين حشود القطط التي تتسابق من أجل أن تحصل على اهتمامها، فتمتد يدها لتمسح على رؤوسها الصغيرة، وتنادي كل واحد منها باسمه، مشيرة أنها تحفظ أسماء جميع القطط الموجودة بالمأوى. 
ووفق "الجنيدي"، فإن ما يجمعها بتلك القطط أكبر بكثير من مجرد دافع إنساني، وإنما تجمعها بها علاقة حب، حتى أنها لا تتخيل حياتها بدونها. 
وتابعت موضحة: "كل وقتي مع القطط، أغيب عنها بضع ساعات وأعود إليها، لقد باتت جزءا رئيسيا من حياتي. 
وخصصت في المأوى بيوتا خاصة للقطط وأماكن للنوم وألعاب. 
وفي زاوية من المأوى، تجلس قطة جريحة قالت الفتاة إن بعض السكان جلبوها إلى المأوى، ويعتقد أنها تعرضت لاعتداء. 
وتشير لجرح في رقبة القطة، قائلة: "بدأنا بعلاجها، وستتعافى قريبا وتندمج مع صديقاتها." 
ويشرف طبيب بيطري على المأوى، ويقدم للقطط العلاج اللازم.