لا يذكر التاريخ قيام نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم بإقالة أحد مدربيه في منتصف الموسم إلا في مرات قليلة للغاية، كان أخرها إطاحته بالمدرب الهولندي لويس فان غال في العام 2003، بسبب مسيرة الفريق الهزيلة في ذلك الموسم.
ومنذ ذلك التاريخ، مرت 16 عاماً تعاقب خلالها على مقعد المدير الفني للنادي الكاتالوني سبعة مدربين، وهم: رادومير أنتيتش وفرانك ريكارد وبيب غوارديولا وتيتو فيلانوفا وخيراردو مارتينو "تاتا" ولويس إنريكي وإرنستو فالفيردي.
وتمكن جميع هؤلاء المدربين من الحفاظ على مناصبهم دائماً حتى نهاية الموسم، ولم يذكر أن رحل أحدهم بالإقالة في منتصف الموسم.
ورحل جميع المدربين الذين حققوا نجاحات مع برشلونة عندما أرادوا هم الرحيل، عدا فيلانوفا الذي اختطفه الموت مبكراً.
أما من لم يكن منهم صاحب مسيرة جيدة مع الفريق، كانت إدارة النادي الكاتالوني تتمهل حتى فترة الانتقالات الصيفية لاتخاذ قراراً بشأنه.
وبفضل النجم الأرجنتيني الكبير ليونيل ميسي، الذي كان سبباً مباشراً في فوز برشلونة بسبعة ألقاب للدوري الإسباني خلال السنوات العشر الأخيرة، حصل هؤلاء المدربون على دفعة قوية للاحتفاظ بمناصبهم وتقرير مصيرهم بأنفسهم.
وهكذا أضفى ميسي طوال السنوات الماضية استقراراً كبيراً على منصب المدير الفني لبرشلونة، وحال دون وقوع النادي في دوامة التخبط بإقالة المدربين في منتصف الموسم.
ولكن هذا الاستقرار رغم استمراره لسنوات كانت تشوبه بعض الشكوك، خاصة عندما تقترب عقود المدربين من نهايتها.
وحدث ذلك مع غوارديولا عندما كان يجدد تعاقده مع النادي الإسباني عاماً تلو أخر حتى رحل في 2012، ومع لويس إنريكي أيضاً الذي انتظر حتى مارس 2017 ليعلن أنه سيرحل، بعد ثلاثة مواسم ناجحة قضاها مع الفريق، ومن المنتظر أن يتحقق الأمر ذاته مع فالفيردي الذي يشوب استمراره مع الفريق الكثير من الشكوك.
ورغم فوز برشلونة بالدوري الإسباني مع فالفيردي، أخفق العملاق الكاتالوني في التتويج معه بلقب دوري أبطال أوروبا، الأمر الذي سيفتح الباب على مصراعيه لرحيله إذا ما تكرر هذا الإخفاق فى الموسم الحالي أيضاً.