حملت أمطار الخير التي شهدتها الكويت خلال الفترة القليلة الماضية بشائر خير بربيع أخضر يزدان بأزهاره المتنوعة ويزهو بأعشابه المختلفة اضافة الى نباتاته الفطرية التي افتقدتها البلاد منذ مدة طويلة ولم يعد يشاهدها رواد البر في السنوات الاخيرة الا نادرا.   
واستبشر الكويتيون بعد سنوات شح المطر وموجة الجفاف التي صاحبتها بحلول سنة خير وبركة بدأت بوادرها تلوح في الرقع الخضراء التي أخذت تكسو عددا من مناطق البلاد وتنبت فيها طلائع نباتات فطرية لم يشاهدها رواد البر في السنوات الأخيرة إلا نادرا وفي مناطق محددة وأهمها نباتات (الأرطى) و (العرفج) و (الرمث) و زهور (النوير) و (الخزامى) و (الثندى) و (الربله) و (الرقروق).   
ويزخر التراث الثقافي الكويتي القديم بجملة من الامثال والاقاويل الشعبية عن سنوات المطر وايضا سنوات القحط والظواهر المناخية التي شهدتها البلاد على مر السنين ومن بين تلك الامثلة مايتعلق منها بظاهرة انتشار الذباب هذه الايام بصورة ملحوظة بعد موجة الامطار الاخيرة وربطها بقرب حلول فصل ربيع يتميز اكثر من اي وقت مضى بلون اخضر وزاهر.  
 ويدلل المثل القديم القائل (يا الله سنة ذباب ولا سنة قراد) على ان كثرة انتشار (الذباب) بعد مواسم الامطار تعد بشارة خير بحلول ربيع أخضر في حين انه على العكس من ذلك فان انتشار (حشرة القراد) بعد موسم المطر يعد نذير شؤم بأن السنة سيتبعها نفوق الاغنام والإبل. 
  وفي هذا السياق توقع باحثان كويتيان متخصصان في النباتات الفطرية في لقاءين متفرقين مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء ان تشهد البلاد هذا العام ربيعا مزهرا مزدانا بالنباتات المتنوعة والأزهار المختلفة لم تشهد له  البلاد مثيلا منذ عام 1998.   
وقال الباحث في معهد الكويت للابحاث العلمية والمختص في الدراسات الصحراوية الدكتور علي الدوسري ل (كونا) ان مايميز أمطار السيول التي شهدتها البلاد هو انه قد سبقتها عواصف رملية في الصيف كانت محملة ببذور النباتات الفطرية.   
واضاف ان معهد الكويت للابحاث العلمية حلل الغبار و (السافي) اي الرمال المتكدسة القادمة من البر الذي غطى مناطق كثيرة من البلاد في فترة الصيف وتبين انه يحمل نحو 5 في المئة من بذور العديد من النباتات الفطرية سواء الموسمية او المعمرة.   
ولفت الى وجود مؤشرات تؤكد على ان صحراء الكويت هي أرض جاهزة لانبات نباتات فطرية مختلفة لاسيما في مناطق المحميات والمناطق التي لا يتدخل فيها الانسان.   واشار الدوسري الى ان من أبرز حبوب اللقاح للنباتات الفطرية التي وجدت في العواصف الرملية (الغبار) بعد تحليل المعهد لها هي حبوب لقاح نبات الصنوبر بنسب جيدة بالاضافة الى حبوب لقاح نباتات (الرمث) و (العرفج) و (الخزامى) و (النوير) التي وجدت بنسب أعلى.   
واكد ان مصدر العواصف الرملية (الغبار) ليس مصدرا محليا وانما جاءت من شمالي العراق وايران ومن سوريا ولبنان.   
من ناحيته قال رئيس قسم المنطقة الشمالية في ادارة اعادة تأهيل البيئة البرية والبحرية في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية عيسى بوحمد في حديث مماثل ل (كونا) ان فصل الربيع لهذا العام سيصاحبه اخضرار واسع وملحوظ في معظم مناطق البلاد لاسيما مع استمرار الأمطار المتقطعة.  
 وتوقع بوحمد ان يشهد موسم الربيع في الكويت كثرة ظهور (الفقع) والذي يرتبط عادة مع نبتة (الرقروق) مضيفا ان هذه النبتة تم ملاحظتها في محمية (صباح الاحمد) ومحمية (كبد) ومحمية (الاذاعة) والشريط الحدودي.   
واوضح بوحمد ان هناك علاقة مابين ظهور نبات (الرقروق) وظهور (الفقع) او (الكمأة) باللغة العربية الفصحى وهو نوع من الفطر وهما مرتبطان ارتباطا وثيقا حيث ان (الفقع) يتغذى على خيوط نبات الرقروق.   
يذكر ان البلاد شهدت هطول كميات من الامطار في شهر نوفمبر الماضي تراوحت ما بين رعدية ومتوسطة وغزيرة بالتزامن مع فترة موسم (الوسم) التي تستمر 52 يوما.   ويشهد موسم (الوسم) هطول الأمطار لفترات متعددة ومتباعدة وفيه تظهر الأعشاب والنباتات التي تزهر في شهري فبراير ومارس من كل عام وبألوان متعددة تسمى (النوير) كما يشهد ظهور فطر (الفقع) ذائع الصيت في المنطقة والذي يدخل في الكثير من وصفات الاكل اللذيذة والشهيرة.